قال المرشح الرئاسي اللبناني بطرس حرب (63 عاما)، أمس، إن رئيس لبنان المقبل ينبغي عليه أن يجد وسيلة ليدمج مقاتلي حزب الله في الجيش، ويضع أساسا جديدا للعلاقات مع سوريا بعد “العقود السوداء” في الماضي.

وأبلغ حرب، وهو أحد مرشحين حظيا بتأييد تكتل الأغلبية اللبنانية، “رويترز” أن لبنان لن يتمكن من الاستمرار في ظل وجود “دولة مصغرة لحزب الله داخل دولة”، وأضاف أن الأولوية بالنسبة لأي رئيس جديد ينبغي أن تكون في إعادة فتح حوار وطني لمناقشة كيفية إخضاع القوة العسكرية لحزب الله لسلطة الدولة، حتى يصبح القرار في أمور السلم والحرب بيد الحكومة وحدها. وقال “في أي وقت تكون لدينا دولة وحكومة مستعدة للدفاع عن استقلال لبنان، لن يكون عندئذ لحزب الله أي حجة في مواصلة الاحتفاظ بسلاحه، وسندعوه لأن يكون جزءا من مؤسسات الدولة”.

ورأى بطرس حرب انه ينبغي تدريب الجيش وتسليحه وإعداده للدفاع عن لبنان، وهو لم يكن قادرا على العمل بكفاءة خلال الوجود العسكري السوري الذي استمر 29 عاما حينما كانت دمشق تتخذ كل القرارات، بما في ذلك اختيار الرئيس. وقال “الوضع الآن في لبنان هو نتاج ما حدث خلال العقود السوداء التي عشناها”، في إشارة إلى الفترة التي انتهت عندما انسحبت القوات السورية في 2005 في ظل حالة الغضب التي سادت بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.

وأضاف “الآن الأمر انتهى، الآن نطلب من الشعب اللبناني والنواب أن يختاروا رئيسهم وألا يقبلوا بأي تدخل”.

وقال حرب، وهو محام، إنه ينبغي إعادة ضبط العلاقات بين اللبنانيين والسوريين، مع عدم تدخل أي بلد في شؤون الآخر، وشدد على ضرورة تبادل السفراء وترسيم الحدود والسيطرة عليها لوقف تدفق الأسلحة والمسلحين بشكل غير مشروع، وأضاف “نطلب من سوريا احترام سيادتنا وسنحترم سيادتهم”.

وأعلن أن لبنان الذي كثيرا ما استغل في الماضي كساحة قتال لصراعات بالوكالة لم يعد يريد أن يكون طرفا في أي محاور خارجية، وقال “ضقنا ذرعا بذلك، دفعنا ثمنا غاليا للغاية ولا نريد مواصلة ذلك في المستقبل”.

وأضاف حرب الذي شغل مقعده في البرلمان منذ ،1972 باستثناء فترة أربعة أعوام، أن لبنان يواجه مهمة إعادة بنائه “من الصفر”، ويحتاج شخصا فوق العادة لتولي الرئاسة. وعندما سئل إن كان يشعر بأنه مؤهل لذلك، أجاب “أنا عنيد، وأؤمن ببلادي وباللبنانيين، وأود أن أضمن ألا يعاني الجيل الجديد مثلما عانينا”.