على طريق الجرأة وفي ظل شح في علماء الاجتماع نشرت جريدة الثورة 3 ـ 10 ـ 2007 ملفا مبتسرا عن الاجهاض ومع ابتسار هذا الملف يمكننا اعتباره ملفا جريئا قياسا الى واقع الحال، لأن المشكلة الحقيقية تكمن في الخطورة على حياة المرأة التي تحتاج لسبب او آخر الى الأجهاض في ظل اعتبارات قانونية ودينية ومجتمعية.

من أكثر المشاكل التي يصادفها المرء في حياته الاجتماعية هي موضوع الحمل غير المرغوب فيه ويبقى هذا الحمل عاديا وأمنا أو دون عواقب اجتماعية طالما وجد في ظلال الزوجية واتفاق الزوجين على الاجهاض وهو أمر ليس بالعسير تبريره طبيا وقانونيا ومن ثم القيام به بشروط معقولة ان كان جراحيا او دوائيا .

ولكن الطامة الكبرى اذاحصل الحمل و كان هذا الحمل غير محمي اجتماعيا ( زواج ـ كتب كتاب ـ وبشكل صعب خطوبة )، فعلى الرغم من تعرض الحامل الى الخطر الطبي والخطر الاجتماعي (جرائم الشرف ، سوء السمعة ، الفضيحة) الا انها تعامل وكأنها الجاني في (جريمة) تتجاوز مفهومها الجنائي لكي يتم محاسبتها كمعصية دينية اجتماعية استراتيجية غير قابلة للحل عن طريق العقاب او التوعية أو التصالح مع الذات الاجتماعية، فالحامل غير المتزوجة هي كائن مأزوم دون أي حل نظري أو عملي لمشكلتها وعليها اما الانتحار او خرق القانون والمغامرة بحياتها وهو مفهوم معاكس لكل القوانين والشرائع التي تحترم الحياة الانسانية .

كل الآداب والفنون الواقعية ( التي تأخذ دورا تنويريا ولكنه ليس بديلا عن علم الاجتماع ) أخذت بمفهوم الحمل خارج الزواج كحدث لا بد أنه واقع لا محالة ، وأخذت اسبابه وظروفه المنطقية كحالة انسانية عادية يمكن درسها وتبريرها خارج المفهوم الجرمي للحدث ، وخارج الابيض والاسود للحل ( اما أن تزرب المرأة في البيت أو تعاقب بالموت لجريمتها )( طبعا مع اغفال تشريفي لدور الرجل ) ...فكيف الحل اذا ؟؟؟

سؤال كبير وقديم قدم التاريخ ، ولكننا اليوم ابناء اليوم ، وانجازات العلوم المعاصرة صارت واضحة للعيان ، فالشهوة والحب والتعبير الحميمي بالجسد هي وقائع انسانية من غير المعقول اخصائها وواقعة لا محالة ، ولم تنجح ( عبر التاريخ ) محاولات اخصائها لا بالموعظة الحسنة ولا بالعقوبة القصوى . واستمر الحمل خارج الزواج في كل الازمنة والعصور وكل الامكنة والبلدان ، واصبحت الحياة الانسانية هي الاقدس والاشرف والتي تستحقالصيانة أكثر من أي حدث عرضي كالحمل خارج الزواج .

هل من مجيب على هذا السؤال دون التعرض للتأثيم والتجريم ؟

وهل التوعية كحالة نصائحية تخويفية متناقضة ( التخويف من الجنس ومن ثم مدحه والمطالبة به ) تكفي ؟ اذا سألنا التاريخ سيجيب بـ لا قطعية ؟

هل التربية الجنسية كمادة مدرسية تساعد ؟ نعم ولكنها لا تلغي الحالة خصوصا اذا فكرنا بها تأثيميا .

انه الاجهاض المقونن المبني على احترام الانسان ، اذ لا يحق لأحد المغامرة بحياة الانسان لمجرد ارتكابه خطأ بشري بسيط ويخصه شخصيا .

ماذا تفعل فتاة او امرأة حملت خارج الزواج في اطار اجتماعي قانوني معين ... لنجب على هذا السؤال اولا ... ماذا تفعل ؟؟ ماذا تريدون منها ان تفعل ؟؟؟

سؤال برسم المشاركة والنقاش ونحن في مستهل الالفية الثالثة ، ولكن بشرط وحيد أن لا يقولن احد ..... ما كان عليها أن تتورط؟ .