حوادث سقوط وتحطم الطائرات المدنية والعسكرية تقع في كل دول العالم بما في ذلك الدول الكبرى والقوية مثل أميركا وروسيا وأوروبا على اعتبار ان الطيران مرتبط من الناحية العلمية بعوامل الجو والمناخ ورغم ذلك فإن هذا المقياس لم يطبق على حادث تحطم طائرة تدريب عسكرية سورية صغيرة غرب دمشق حيث تحول الحادث الى مادة خصبة لتقديم تحليلات واستنتاجات غريبة وبعيدة كل البعد عن منطق الاشياء بين قائل ان الطائرة قد تكون أسقطتها اسرائيل وبين مدع انها طائرة ايرانية وذلك من اجل التشكيك بجدوى علاقات التحالف القائمة بين دمشق وطهران.

ومن المؤكد ان المزيد من السيناريوهات والمعلومات المقترحة حول هذا الحادث ستتوالى بالظهور والتداول خلال الأيام القادمة اذ ان الأمر عندما يتعلق بسوريا فإن كل دوائر التحليل والرصد والتجسس في المنطقة والعالم تضع نفسها في حالة تأهب قصوى بذريعة أو افتراض ان النظام يمر في محنة أو انه قرر الدخول في حرب مع اسرائيل للهروب من الازمات والمشكلات التي تلاحقه بدءا من لبنان وانتهاء بالعراق.

فكيف يحصل هذا وكل يوم تحمل وكالات الانباء العالمية أخبارا وتقارير عن تحطم طائرات ومقاتلات عسكرية في أميركا وأوروبا وحتى اسرائيل؟ ورغم ذلك فإن القيامة لا تقوم بل ان وسائل الاعلام والفضائيات العربية تلتزم بالنص الحرفي للخبر الذي يذاع ولا تجهد نفسها بإجراء أي تحليلات أو تفسيرات أو تأويلات في حين ان طريقة التعاطي مع الحدث تصبح أكثر من استثنائية وتقترب من درجة الطوارئ اذا كان الأمر على علاقة بسوريا أو له صلة مباشرة أو غير مباشرة بها؟

مصادر
الوطن (قطر)