رأى البروفسور درور زئيفي المحاضر في شؤون الشرق الأوسط في جامعة بن-غوريون أن الموافقة السورية على التخلي عن مزارع شبعا وتسليمها الى الأمم المتحدة سيسمح بالتقدم على المسار اللبناني. وكتب في "يديعوت أحرونوت" قبل ثلاثة ايام: "قبل مدة أبلغت سوريا وزير الخارجية الإسباني ميغيل انخل موراتينوس أنها مستعدة لنقل السيطرة على مزارع شبعا الى الأمم المتحدة، أي انها مستعدة للإعتراف بأن المزارع لبنانية وليست سورية. ولطالما ادعى لبنان ان ملكية هذه المزراع تعود الى مزارعين لبنانيين. وشكل تحرير مزارع شبعا حجة لحزب الله لمواصلة حربه ضد اسرائيل. حتى الآن عرقل الرفض السوري احتمال اعادة اسرائيل مزارع شبعا الى لبنان وانهاء آخر مشكلة حدودية بين البلدين. لذا، ستسمح موافقة سوريا على نقل المزارع الى سيطرة الأمم بالتقدم على المسار اللبناني.
من المهم معرفة سبب موافقة سوريا على ذلك الآن بالذات. ربما يعتبر النظام هذه الخطوة جزءاً من الرد السوري على العملية التي قامت بها اسرائيل في سوريا مطلع شهر ايلول، وهي خطوة ستجبر اسرائيل على التنازل عن جزء من اراضيها كعقاب لها على غزوها لسوريا وعلى الضرر الذي تسببت به. ولكن من وجهة نظر اسرائيل فإن الخطوة تفتح الباب امام مسار مهم.
يجب ان نقول بوضوح منذ الآن: علينا ألا نعيد مزارع شبعا الى لبنان من دون مفاوضات، واول ما يجب المطالبة به في هذه المفاوضات اعلان رسمي لبناني وآخر من جانب زعماء حزب الله أن اعادة مزارع شبعا ستشكّل نهاية النزاع على الأرض بين اسرائيل ولبنان. ومن دون هذا الاعلان الواضح وغير القابل لتفسيرات متعددة، سيواصل حزب الله اختلاق الذرائع لمواصلة قتاله، ويصبح هذا الاعلان جزءاً من مفاوضات صعبة، ولكن علينا عدم التنازل عنه.
من المهم ايضاً ألا نطالب بمقايضة اعادة الجنديين المخطوفين باعادة شبعا. وهذه سابقة خطرة قد تقدم عليها اسرائيل، وهي تقديم تنازلات إقليمية لقاء رهائن. وسيشكل ذلك خطأ جسيماً سندفع ثمنه سنوات طويلة من الابتزاز العاطفي. ولكن من دون اي صلة مباشرة بين الاتفاق المكتوب مع لبنان المتصل بموضوع الحدود يجب المطالبة باستعادة الجنديين المخطوفين في المرحلة نفسها.
علينا الأ نبالغ في الاوهام. فحزب الله لن يتخلى عن سلاحه بعد التوصل الى هذا الاتفاق، وسيواصل ايجاد الذرائع للاستمرار في عملية تسلّحه والبحث عن مناسبة لضرب الكيان الصهيوني. وفي حال نشوب حرب اقليمية ضد ايران وسوريا، سيهاجم حزب الله اسرائيل وسيمطرها بوابل صواريخه كما حدث في الماضي. وأهمية التوصل الى اتفاق أنه سينزع من حزب الله الذريعة الأخلاقية التي يتذرع بها، فلا يعود في استطاعته ان يقول امام مواطنيه انه يخوض حرب تحرير الاراضي اللبنانية من الاحتلال الاسرائيلي. وسوف يؤثر ذلك على موقع الحزب داخل لبنان ويضعف من التأييد الذي يحظى به (...)”.

مصادر
يديعوت أحرنوت (الدولة العبرية)