حدث واتجاه...إقليمي

تسعى الإدارة الأميركية إلى تحويل موضوع دعوة سوريا إلى مؤتمر الخريف مناسبة للمساومة حول الموقف السوري من الصراع العربي – الإسرائيلي وسائر قضايا المنطقة، وما يدعم هذا الاستنتاج هو تصريح ايهود أولمرت برفضه لبحث موضوع الجولان في المؤتمر مقرونا بشروط تذكر المراقبين بلائحة كولين باول التي رفضتها دمشق منذ غزو العراق. وهذا الكلام الإسرائيلي جاء مباشرة بعد الدعوة الأردنية إلى ضرورة الامتناع عن أي بحث في موضوع الجولان المحتل تحت عنوان الحرص على التركيز في المسار الفلسطيني. وفي حين تؤكد المعلومات الإسرائيلية والفلسطينية على السواء أن التنقل في انتقاء التعابير من "إطار" إلى "إعلان مبادئ " إلى "تفاهمات أولية"، لم يسمح لأي من الجانبين برفع مستوى التوقعات، حيث تدور المباحثات في حلقة مفرغة عندما يتعلق الأمر بموضوعات ما يسمى بالحل النهائي منذ اتفاق أوسلو منذ حوالي أربعة عشر عاما، بفعل تعنت تل أبيب المعروف.

هذا في حين تواصل إسرائيل مصادرة الأراضي وتوسيع الكتل الاستيطانية (أمس بالذات جرى وضع اليد على 300 هكتار من الأراضي في الضفة) وتنفيذ عمليات القتل والاعتقال على أوسع نطاق في الضفة الغربية، واستمرار الحصار حول قطاع غزة.

مصدر ديبلوماسي عربي يعقب على هذا المشهد، بأن دمشق لم تطلب دعوتها من أحد، وقد أعلنت موقفها بوضوح حول شروط حضورها في حال توجيه الدعوة، التي تشدد المسؤولون السوريون بأنها لن تعني تلبية أكيدة، ربطا بجدول الأعمال ومضمون عمل المؤتمر.

واشنطن هي التي أعلنت توجهها إلى دعوة سوريا لاستدراج تفاوض مباشر معها، وهي تعلم مسبقا أن الموقف السوري ما يزال على قاعدة التفاهمات التي سبقت مؤتمر مدريد في مرجعيات التسوية وترابط المسارات، ولا يوحي توازن القوى في المنطقة بقدرة الولايات المتحدة أو إسرائيل على لي ذراع سوريا وإرغامها على قبول ما رفضته فور سقوط بغداد، وما واظبت على رفضه منذ السبعينات رغم العروض السخية. ويقول المصدر نفسه إن القيادة السورية تعبر عن راحة كبيرة في الحسابات والخيارات، وهي ليست ولن تكون مهرولة إلى أي لقاء دولي خارج ثوابتها المعروفة، وعلى الدول العربية التي يراد منها الاعتراف بإسرائيل وتوسيع التطبيع مقابل انسداد جديد في المسار الفلسطيني، أن تتحمل مسؤولية مسايرتها للرغبات الأميركية والإسرائيلية.

الصحف العالمية والعربية

ذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية أن إيران اعلنت أمس أن خبراءها العسكريين تمكنوا من تصنيع قنبلة ذكية جديدة تزن ألفي رطل، مشيرة إلى أن طهران حصلت على تقنية تصميم وصنع القنابل الذكية بشكل مكثف، ولديها دقة وقوة عاليتان للغاية، لافتة إلى أن هذه القنابل، بينها قنبلة "قاصد" الذكية التي تعتبر أحد الإنجازات التي حققها خبراء الدفاع في إيران. وأضافت أن القنبلة تتميز بجهاز توجيه ذكي بعيد المدى، يتم إطلاقها من الجو إلى الأرض مع الاستعانة بالتقنية الحديثة في العالم.

ذكرت وكالة الأنباء الألمانية ان السلطة الفلسطينية أكدت الاثنين ضرورة تقديم الولايات المتحدة ضمانات ’’’’’’’’قوية وواضحة’’’’’’’’ للجانب الفلسطيني لضمان نجاح المؤتمر الدولي للسلام المزمع عقده في 26 نوفمبر المقبل في ولاية ميريلاند الاميركية. ونقلت الوكالة عن احمد عبدالرحمن، المستشار السياسي للرئيس محمود عباس في تصريح وزع على الصحافيين قوله "ان الطرف الفلسطيني مصر على عقد مؤتمر الخريف في موعده المقرر لان المجتمع الدولي كله مع المؤتمر ويأمل في ان ينجح". وكان المسؤول الفلسطيني يعقب على الانباء التي تحدثت عن عدم المشاركة في مؤتمر الخريف ودعوة رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية الدول العربية الى عدم المشاركة، واوضح ان نجاح المؤتمر مرهون بمدى الضمانات الاميركية التي ستعطى للطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، مشيرا الى ان ’’’’’’’’الكرة الآن في الملعب الاميركي".

رأت صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها انه عندما يطالب رئيس حكومة الكيان إيهود أولمرت الشعب الفلسطيني بالتنازل عن أحلامه للوصول إلى السلام والأمن، إنما يطالبه بالتنازل عن حقوقه. فأحلام الفلسطيني هي جزء من وجوده وواقعه ومستقبله، وليست شيئاً طوباوياً أو أسطورياً. وتساءلت الصحيفة كيف يمكن الوصول إلى السلام اذا تخلى الشعب الفلسطيني عن أحلامه؟ السلام رهن تحقيق هذه الأحلام، وإذا لم تتحقق فعبثاً الحديث عن سلام. وقد أثبتت سنوات الصراع العربي – "الاسرائيلي" عموماً، والفلسطيني – "الاسرائيلي" خصوصاً، جدلية التلازم بين السلام والحقوق الفلسطينية.

لذا، فإن اولمرت أخطأ الاتجاه عن سوء نية بالطبع، وعن سابق تصور وتصميم، لأن الحل الحقيقي للوصول إلى التسوية والأمن يكون بتخلي "الاسرائيليين" عن أحلامهم الاحتلالية والتوسعية وليس الشعب الفلسطيني، إذ إن أساس المشكلة ومنطلق الصراع بدأ بمحاولات قادة الحركة الصهيونية تحقيق أحلام وأساطير انتهت بمؤامرة متعددة الأطراف من جانب الصهيونية والنازية والامبريالية كان ضحيتها الشعب الفلسطيني الذي قدم "فدية" أو "كفارة" عما ارتكبته أوروبا بحق اليهود. وخلصت الصحيفة الى ان المطلوب من الشعب الفلسطيني أن يتخلى عن الحلم وهو آخر ما تبقى له، لأنه مزعج جداً للكيان الصهيوني وقياداته. فالحلم الفلسطيني هو نقيض للوجود الصهيوني، اذ هو رديف لاستمرار اليقظة والتمسك بالأمل، وشحن الإرادة وعدم السقوط في النسيان أو التخاذل.. وضياع الحلم يعني ضياع الأمل. المطلوب "إسرائيلياً" وأمريكياً ليس إسقاط حقوق الشعب الفلسطيني فقط أو إنهاء قضيته، إنما إسقاط حلمه أيضاً، كي يتم تجريده من كل شيء، وهو ما سيستعصي على أولمرت وغيره.

ذكرت الوكالات العالمية والعربية ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قد أعطى أمس الضوء الأخضر أمام اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتدخل الجيش التركي في شمال العراق لمواجهة المتمردين الأكراد الذين يقال إن كثيرين منهم يختبئون هناك. واشارت الوكالات الى ان قرار أردوغان جاء بعد سلسلة من هجمات المتمردين على قوات الأمن والتي أسفرت عن مقتل 15 جندياً منذ يوم الأحد. غير أنه مازال يتعين على البرلمان الموافقة على أي عملية كبيرة عبر الحدود في خطوة يقول محللون إنها مازالت مستبعدة. ونقلت الوكالات عن الناطق باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك قوله "لست واثقاً بأن عمليات التوغل من جانب واحد تشكل حلاً لمعالجة هذه المشكلة". وأضاف "مضت أشهر طويلة ونحن نقول لتركيا إن من المهم التعاون لحل هذه المشكلة". وفي الوقت نفسه، قال الناطق باسم البيت الأبيض جوردون جوندرو إن الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع تركيا والعراق لمواجهة متمردي حزب العمال الكردستاني الذين نفذوا سلسلة من الهجمات. وأضاف "ندرك أن هجمات الجماعات الكردية من الخارج ليست في مصلحة أي من تركيا أو العراق". ولم يعلق تحديداً على ما إذا كان البيت الأبيض سيدعم تركيا في إقرار توغل محتمل في شمال العراق حيث يختبئ كثير من المتمردين، ووصف هذا بأنه سؤال قائم على افتراضات.

رأت الوكالات العالمية والعربية أن الهوة بدت عميقة بين ما يريده ويتمناه وفد المفاوضات الفلسطيني وبين ما يمكن للمفاوض الإسرائيلي تقديمه، وسط تفاوت المواقف بين المسؤولين الإسرائيليين، وبالتالي صعوبة ردم تلك الهوة في الوقت المتبقي لانعقاد "مؤتمر الخريف" الدولي للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. واشارت الوكالات الى ان امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه شدد على "التمسك بحقوقنا الوطنية كاملة وأي محاولة إسرائيلية لتجزئتها مرفوضة"، ويؤكد نبيل ابوردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة ان الاجتماعات التي باشر الاثنين وفدا الطرفين تهدف الى صياغة وثيقة مشتركة ستقدم إلى المؤتمر وتنطوي على أهمية في تحديد اتجاهات المؤتمر الدولي. من جهة اخرى، سعى اولمرت في كلمة له خلال افتتاح الدورة السنوية للكنيست (البرلمان) الى تقليص التكهنات بما سيتمخض عنه المؤتمر الدولي ليتحاشى ضغوط شركائه من اليمين الاسرائيلي في ائتلافه الحكومي الذين يعارضون تقسيم القدس و"حق العودة". وابلغ اولمرت البرلمان الإسرائيلي انه على أعتاب "عملية دبلوماسية مهمة". وقال "اود ان اؤكد هنا بشكل قاطع انني لا اعتزم البحث عن ذرائع لتفادي خوض عملية دبلوماسية"، واضاف "اشعر ان هناك شيئا ما للمناقشة والمناقشة امر مرغوب"، لكنه تابع مشددا على ان ابرام معاهدة لايزال امرا "بعيدا للغاية على طريق مليء بالعقبات". وألمح اولمرت الى ان اسرائيل ستتخذ "قرارات حتمية" في اطار اي اتفاق محتمل لاقامة دولة فلسطينية، وذكر ان هذه القرارات "ستشمل التخلي عن ان نحقق بشكل كامل ومطلق الاحلام التي حافظت على روحنا الوطنية لاعوام عديدة".

ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية الاثنين ان إطلاق صواريخ الكاتيوشا امس الاول على منطقة النقب الغربي وبلدة "نتيفوت" شكّل نقلة نوعية في عمل المنظمات الفلسطينية وفي نظرة جيش الاحتلال الى العملية العسكرية المستقبلية في قطاع غزة. وقالت الصحيفة ان المستوى السياسي والعسكري في اسرائيل يفضل البدء في العمليات البرية في غزة بعد مؤتمر الخريف في نوفمبر المقبل. واكدت مصادر عسكرية للصحيفة ان اربعة صواريخ كاتيوشا اطلقت صباح امس الاول على منطقة النقب الغربي وليس صاروخا واحدا، مشيرة الى ان النتائج الفنية لفحص الصاروخ اظهرت ان مداه يبلغ 20 كيلومترا، ويحمل اكثر من كيلو غرام من المواد المتفجرة الخطرة. ولفتت المصادر الى ان حماس جربت الاسبوع الماضي صواريخ جديدة ذات مدى اطول واطلقت نحو بلدة ’’’’’’’’يد مرداخي’’’’’’’’ الى الشمال من قطاع غزة داخل حدود اسرائيل. وكانت الوية الناصر صلاح الدين - الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية - أعلنت مسؤوليتها عن اطلاق ثماني قذائف من عيار 100 ملم على منطقة سكنية قرب معبر كرم ابو سالم شرق مدينة رفح.

اعتبرت صحيفة البيان في افتتاحيتها أن الحديث عن تكديس السلاح في لبنان منغص. مجرد تداوله مؤذ في هذه اللحظات الحرجة التي يجتازها البلد. حتى ولو كان مبالغاً فيه. أو حتى لو كان مفتعلاً. ورأت الصحيفة أن ذلك أنه يساهم في خلق أجواء استنفار وتحريض على شراء السلاح. ومن شأن ذلك أن يزيد من درجة التأزيم وتوسيع دائرة الارتياب والشكوك المتبادلة؛ الواسعة أصلاً. وقالت الصحيفة أن الأخطر أن يكون الحديث صحيحاً، خاصة وأن الاستحقاق لا يزال موضع خلاف كبير، بل يبدو أن الخلاف حوله أخذ شحنات من التصعيد في الآونة الأخيرة. في أعقاب الجلسة الأول يوم 25 سبتمبر الفائت، شهدت الساحة حالة حراك وتواصل بين الأطراف. انفتح معها باب الأمل بحصول حلحلة باتجاه تمرير الاستحقاق الرئاسي بصورة وفاقية، والانتقال منه، نحو العودة إلى الانفراج المنشود. لكن التوتر سرعان ما عاد ليستبد بالوضع، تجددت لغة التراشق والاتهامات، تراجعت لغة التوافق، التي كانت قد بدأت تتسلل إلى المعادلة السياسية. وخلصت الصحيفة الى ان الفارق هذه المرة أن الاستحقاق كبير وهو يقف على العتبة؛ وأن نغمة السلاح والتسلح عادت لتطفو على السطح وبما يستحضر ذاكرة أواسط السبعينات. ولو أن الظروف والمعطيات مختلفة. فالوضع في لبنان يبدو وكأنه في سباق بين انتخابات الرئاسة وبين استعدادات للتأزيم الأهلي. بين تمرير الاستحقاق وتمرير السلاح. وعل هذا الأخير تكون قصته إشاعة، أكثر منها حقيقة. أو تكون عملية تلويح لا أكثر.

ذكرت صحيفة الباييس الاسبانية انه مضى على البلدان الغنية ثلاثة عقود من الزمن وهي تتكلم عن ضرورة السيطرة على إدمانها على النفط المستورد. لكن على الرغم من هذا الخطاب القلق، فإن مشكلة التزود بهذه المادة الخام تستفحل وأمن الطاقة يصبح أكثر تعقيدا في كل مرة، مشيرة إلى انه على الرغم من النداءات المتكررة التي يطلقها السياسيون ويدعون فيها إلى توفير نوع من الاستقلالية في مجال الطاقة، إلا أن الولايات المتحدة، على سبيل المثال، ضاعفت خلال السنوات الثلاثين الأخيرة صادراتها النفطية، التي تمثل في يومنا هذا حوالي ثلثي استهلاكها. وقالت الصحيفة انه في حرب أكتوبر 1973، فإن وقف تصدير النفط من الجانب العربي كان له تأثيرات أكبر، ذلك أن الطلب على النفط المستورد في الولايات المتحدة كان قد ارتفع بشكل ملحوظ، كما دفع هذا الحصار باتجاه ارتفاع الأسعار وأطلق العنان لمرحلة من التضخم والركود في سائر أنحاء العالم، فضلا عن أن هذه الأزمة قد بينت على نحو لا يقبل الشك أن النفط مادة مصيرها النفاد. وأشارت الصحيفة إلى انه على الرغم من أن وقف تصدير النفط كان موجها ضد الولايات المتحدة والبلدان الغربية عموما، إلا أن قوى السوق أعادات توزيع النفط بين المستهلكين، لكن البلدان المستهلكة عانت، على المدى الطويل، من شح الإمدادات النفطية ومن الصدمة نفسها على صعيد قضية الأسعار. وأصبح جليا أن حالات وقف تصدير النفط تمثل سلاحا حاسما لا يلحق الضرر ببلدان بعينها فحسب، وإنما ببلدان أخرى كثيرة أيضا. وختمت الصحيفة أن هذا العام، ستتخطى الصين الولايات المتحدة في انبعاث الغازات ذات التأثير السلبي على ظاهرة الاحتباس الحراري. وفي عالم على هذا النحو، لم يعد ممكنا القول إن أمن الطاقة هو نفسه استقلال أكبر على صعيد الطاقة. وما يتعين علينا القيام به هو إيجاد أساليب جديدة لمواجهة الاعتماد الكلي على الطاقة.

حوارات فضائية

*قناة العربية. المسائية.

قال سلام فياض رئيس الحكومة الفلسطينية أن المؤتمر الدولي المزمع عقده في الخريف المقبل يعتبر مناسبة وفرصة لا تعوض، رغم أنها قد لا تكون أفضل من سابقاتها، كاشفاً أن الموعد الرسمي للمؤتمر لم يحدد بعد، مشيراً إلى أن الحكومة متمسكة بالموقف الذي أعربت عنه القيادة الفلسطينية بضرورة أن تشكل خارطة الطريق والمبادرة العربية للسلام المرجعية الأساسية لهذا المؤتمر. ولفت فياض إلى أن الجميع مدرك تماما أن القضية الفلسطينية تراجعت خلال السنوات القليلة الماضية، وإذا كان لدينا فرصة للخروج من دائرة التهميش فيجب استغلال هذه الفرصة وهناك ملفات يجب فتحها.

حدث و اتجاه... لبناني

ينظر الرأي العام اللبناني بحيرة وقلق متزايدين إلى المؤشرات المتناقضة التي تحيط بالاستحقاق الرئاسي، فعلى الرغم من التأكيد على استمرار خطوط الاتصال بين الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري بشأن السعي إلى توافق حول رئيس للجمهورية، يسود الاعتقاد بأن الجلسة النيابية المقررة في الثالث والعشرين من الشهر الجاري ستؤجل على الأرجح. ويلوح بعض نواب الموالاة بإمكانية عقد اجتماع نيابي، يسمي رئيسا من صفوف تحالف 14 آذار في هذا التاريخ. وتقول بعض المعلومات المتداولة أن هذا الاحتمال مستبعد، على الرغم من التصعيد السياسي العنيف، الذي شنه الحريري من الولايات المتحدة بهجمات مباشرة على حزب الله وسائر أطراف المعارضة، متناغما بذلك مع حليفيه وليد جنبلاط وسمير جعجع.

الأنظار تترقب في بيروت اللقاءات الحوارية التي تعقدها بكركي مع القيادات المسيحية في الموالاة والمعارضة يومي غد الخميس والجمعة، والتي تردد أنها جاءت بعد تشاور بين البطريركية المارونية والفاتيكان، إلا أن ظلالا من الشك تحيط بجميع المساعي التوافقية، مع الهجمات السياسية التي يشنها الموالون مقابل سياسة اليد الممدودة التي أكد عليها نواب حزب الله بصورة خاصة يوم أمس، في حين جددت مصادر الرئيس بري تفاؤله بتحقيق التوافق ضمن المهلة الدستورية، وكررت أوساط التيار الوطني الحر دعوتها إلى الحوار التي لم تلق آذانا صاغية حتى الآن.

في خلفية هذا المشهد تعتقد أوساط سياسية واسعة الاطلاع أن خيوط تدويل الاستحقاق تحبك من غير انقطاع وخارج المشهد الإعلامي. وهذه الأوساط تتساءل عن توقيت رسائل الرئيس السنيورة إلى الأمم المتحدة ولقاءات الحريري في واشنطن ونيويورك التي سيتوجه إليها النائب جنبلاط في وقت لاحق من هذا الشهر، والمشترك بين هذه التحركات هو استمرار الحديث عن الوضع الأمني وظروف الاستحقاق الرئاسي، بصورة توحي بتناغم خفي، مع احتمال اعتماد إدارة الرئيس بوش لخيار تدويلي جديد بمناسبة الانتخابات الرئاسية، وممارسة ضغوط على حلفائها في لبنان والمنطقة لتبني هذا الخيار، بصورة تقود إلى تسمية شخصية من الموالاة وإن لم يتأمن اشتراك النواب المطلوب حضورهم دستوريا، أي الثلثين أو حتى نصف النواب زائد واحد، وتتردد معلومات في الكواليس عن رفض مرشحين من الموالاة حتى الآن لمثل هذا الاحتمال، إذ قد تختار واشنطن تسمية شخص يكون مفاجأة للحسابات السياسية المحلية، من طراز سمير جعجع أو سواه، إذا رفض مرشحا الموالاة المعلنان وغيرهم من غير المعلنين، السير في اتجاه يبدو لعدد من الساسة الموارنة ولبعض الدوائر الكنسية أيضا أنه بمثابة انتحار جماعي ..

الصحف اللبنانية

ينتظر لبنان انعقاد اللقاءات التي دعت إليها بكركي القيادات المسيحية من الموالاة والمعارضة للتشاور معها حول الاستحقاق الرئاسي في محاولة أخيرة للتوافق فيما بينهم على اسم واحد يخرجون به إلى العلن، ما يجعل بكركي قادرة على طرحه بقوة تفاديا للإحراج السياسي وتجنبا للمخاطر التي قد يولدها عدم الاتفاق عدا عن المشكلة التي سيواجهونها مع أطراف المعارضة الآخرين. وفي هذا السياق قالت صحيفة السفير أن رسالة بكركي إلى الموارنة هي التحذير من الانقسام وقد أعذر من أنذر، مشيرة إلى حصول لقاء بين قائد الجيش العماد ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط وأنه جرى الاتفاق على احترام الخيارات المتناقضة. وذكرت الصحيفة أن النائب رفيق الحريري يوجه من نيويورك انتقادات حادة "لترسانات السلاح" فيما حزب الله ينتقد "محامي بوش" في إشارة إلى كلام الحريري عنه. أما صحيفة الديار فقالت عن مبادرة بكركي تعني الموارنة والتاريخ ووجودهم واستمرارهم معتبرة أن سحب صلاحيات الرئيس الماروني والنصف زائدا واحدا يعني انتهاء الطائف وتخوفت من أن يكون الموارنة قد تحولوا من منشئي لبنان إلى أهل ذمة. وأوردت صحيفة الأخبار من ناحيتها أن الفاتيكان ينصح بتفاهم مسيحي حول الرئاسة اللبنانية وقالت أن السجالات السياسية لم تتوقف حول الملف الرئاسي وما يحيط به، مشيرة إلى أن الجميع يحاذر الاشتباك الذي يمنع استئناف الحوار بين الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري. من ناحية ثانية، تابعت الصحيفة روايتها عن مجموعة الـ13 واغتيال الحريري. من ناحيتها صحيفة النهار قالت أن البند الوحيد للبطريرك صفير في لقائي بكركي غدا وبعد غد هو حث الجميع على المشاركة في الانتخابات الرئاسية وأشارت إلى ان الحريري من نيويورك يطالب بموقف دولي أكثر حزما من الاغتيالات، لافتة إلى مذكرتين حكوميتين إلى الأمم المتحدة والجامعة العربية عن ارتباط "فتح الإسلام" بسوريا والتسلح بـ"حزب الله".

أخبار المرئي في لبنان

اهتمت مقدمات نشرات التلفزة اللبنانية بالكلام الذي صدر عن النائب سعد الحريري من نيويورك، فقالت قناة المنار انه تصادف هذه الأيام ذكرى مرور عام على جريمة الرمل العالي دون ان يظهر أي شيء من بوادر التحقيق، برغم أن القاتل معروف على رؤوس الأشهاد. ورأت قناة الجديد NTV ان الكلمة الآن لبكركي، واليها يتوجه الأقطاب الموارنة لأخذ الصورة الشمسية للرئيس المختلف على مواصفاته وشخصه، ومع انه استحقاق لكل الوطن فلا بأس من الالتقاء على مستوى ماروني في موقع كنسي، ولكن هل سيصغي المجتمعون لرأي صاحب الغبطة والدعوة. ورأت الشبكة الوطنية للإرسال NBN انه إذا كانت مبادرة الرئيس بري قد شهدت زخماً جديداً بفعل مواقف قطبيْ اللقاءات المعلنة من جنيف ومن نيويورك، فإن مبادرة بكركي اتجاه الأقطاب المسيحية المارونية في الموالاة والمعارضة اصطدمت بجدار الشروط والشروط المضادة، الأمر الذي أدى إلى تجزأتها إلى مرحلتين بحيث يلتقي البطريرك صفير أقطاب الفريقيْن كلٍ على حدى وعلى مدى يوميْ الخميس والجمعة. وقالت قناة OTV (قريبة من التيار الوطني الحر) ان الأمر حسم، نتيجة عدم وجود معيار موّحد وصحيح في قياس التمثيل لقاء بكركي صار لقاءين، الخميس يستقبل سيد الصرح العماد ميشال عون والوزير السابق سليمان فرنجية، والجمعة يلتقي أركان مسيحيي الموالاة. ورأت المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC ان السؤال يُطرح عن كيفية عرض التوافق الماروني على بقية الأطراف في الموالاة والمعارضة، علماً أن الاستحقاق أصبح قضية دولية تطوف في العواصم ويبحثها سعد الحريري ووليد جنبلاط في واشنطن ونيويورك وباريس فيما القمة المارونية المتوقعة لا تزال تبحث عن مبادئ وعناوين والتزام بعدم الصدام. واعتبرت قناة المستقبل أن ثلاثة تأكيدات أطلقها رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري من نيويورك. أولها، ان المحكمة الدولية آتية لمحاكمة قتلة الشهيد رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز. ثانيها، ان الحوار قرار وليس خياراً. ثالثها، لا مساومة على دماء الشهداء.

إتجاهات " نشرة سياسية يومية تصدر عن جريدة أخبار الشرق الجديد. يمكنكم الإطلاع على مضامينها باللغتين الفرنسية والإنجليزيةكذلك على موقع الشبكة باللغتين السالفتي الذكر. كما يمكنكم تصفح التقرير الإقتصادي اليومي أيضا "مؤشرات" باللغتين العربية والإنجليزية على موقعنا.