على الرغم من نفي السفير الأميركي في بيروت ـ جيفري فيلتمان ـ للرواية والمعلومات التي أوردتها جريدة «السفير» اللبنانية، حول وجود خطة من قبل واشنطن لتحويل لبنان إلى قاعدة عسكرية أميركية متقدمة في الشرق الأوسط، وقبول حكومة النسيورة بإبرام اتفاقية أو معاهدة عسكرية سرية مع الولايات المتحدة بهذا الشأن فإن هناك قناعة لدى الرأي العام اللبناني خاصة بأن السنيورة يمكن ان يقدم على أية خطوة، وذلك بصرف النظر عن تداعياتها وتأثيراتها الخطيرة على مستقبل لبنان ودول المنطقة، على اعتبار ان ما قام به رئيس الحكومة اللبنانية خلال العامين المنصرمين، يؤكد بأن اعطاء أميركا قواعد عسكرية في شمال لبنان، هو من أسهل الأمور بالنسبة لهذه الحكومة، خاصة أن المهم في نظر السنيورة هو الحصول على المال والدعم المادي من الولايات المتحدة، وللتذكير فقط، فإن هناك أكثر من رواية، تقول بأن المخابرات الأميركية، هي التي خططت ونفذت جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري وذلك بالتعاون والتنسيق مع المخابرات الإسرائيلية، لأنه رفض الاستجابة لمطلب واشنطن بإقامة قاعدة عسكرية أميركية في شمال لبنان، لأن الحريري لم يرغب أن يحول الساحة اللبنانية إلى مقر وممر للتآمر على سوريا ومحاصرتها! ويبدو أن فؤاد السنيورة وافق على ما كان الحريري قد رفضه، وهناك أكثر من وثيقة تشير بوضوح إلى ان هذا الحماس الذي تبديه إدارة بوش لحكومة السنيورة، والذي وصل إلى حد تهديد دول مثل سوريا وغيرها في حال أقدمت على اسقاط هذه الحكومة لا يمكن تفسيره إلا على أنه مؤشر واضح على حجم المصالح والمكاسب الاستراتيجية التي تجنيها الإدارة الأميركية من بقاء حكومة السنيورة، التي أعلنت الولاء المباشر والمكشوف للغرب عامة وأميركا خاصة، خلال عدوان يوليو العام الماضي على لبنان.

مصادر
الوطن (قطر)