ما تزال التصريحات التي ادلى بها الرئيس بشار الاسد اثناء زيارته الأخيرة لتركيا والتي أكد فيها «حق تركيا في الدفاع عن نفسها بمواجهة خطر الارهاب» وهي التصريحات التي فسرت على انها دعم سوري لاي عمل عسكري، قد تقوم به انقرة في شمال العراق، تثير المزيد من التفاعلات والتداعيات خاصة وان هناك من يريد الاساءة إلى الموقف السوري بأي طريقة، وبالتالي فان ما قاله الرئيس الأسد قد تم التعامل معه بشكل منقوص! فهو لم يقل صراحة انه يؤيد قيام تركيا بعمل عسكري ضد اكراد شمال العراق، بل أكد حق تركيا في مواجهة الارهاب، ليضيف ان محادثاته مع المسؤولين في انقرة وخاصة الرئيس غول اظهرت وجود رغبة لدى تركيا لحل الازمة سياسياً.

ورغم ذلك فان هناك اصراراً عند البعض على اتهام دمشق بمساندة دولة غير عربية.

وقد يكون ثمة التباس حدث فيما يتعلق بتصريحات الرئيس الأسد وقام البعض باستغلال الامر لتصويب الحراب والسهام المسمومة إلى موقف سوريا من مسألة في غاية الاهمية والخطورة وتطوير الامر وكأنه بمثابة تراجع عن الموقف السابق الذي اعلنت فيه معارضتها للاحتلال الاميركي للعراق.

ومن المؤكد ان دمشق كانت بغنى عن هذه الاشكالية لكن هناك من يعتقد بان ثمة رسائل سياسية هامة وجديدة يراد ايصالها عبر تلك التصريحات وما افرزته من تداعيات وتفاعلات وتأثيرات مباشرة وغير مباشرة!

ولكن هذا الافتراض لا يستطيع ان يلغي ثوابت الموقف السوري وقيادات دمشق الوطنية والقومية لان الرؤية الاستراتيجية لهذا الموقف ما تزال هي الاكثر واقعية وقدرة على التعاطي مع المستجدات.

مصادر
الوطن (قطر)