قال باحث إسرائيلي بارز أن قمة انابوليس التي ستعقد اواخر كانون ثاني القادم لا علاقة لها بحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بل من أجل مساعدة الرئيس الأمريكي جورج بوش في توفير الظروف المناسبة لتوجيه ضرب ضد ايران. وقال البرفسور دان شيفطان رئيس " مركز أبحاث الأمن القومي " في جامعة حيفا في مقال نشره في صحيفة " هارتس " في عددها الصادر اليوم أنه يتوجب النظر الى لقاء " انابوليس " كقضية أمريكية اسرائيلية بحثة لا دخل للفلسطينيين فيها، مشيراً الى أن هدف اسرائيل من خلال المشاركة في هذا اللقاء هو مساعدة بوش قُبيل الوصول الى نقطة الحسم في مواجهة ايران. واستخف شفطان بالتصريحات الصادرة عن القيادات العربية والفلسطينية والتي تصف اللقاء ب " نافذة فرص "، قائلاً أن كلاً من اسرائيل وامريكا " يائستين " من زعامة محمود عباس وسلام فياض، قائلاً " انهما غير قادرين على فرض ارادتهما على شعبهما. حيث انهما عاجزين حتى عن فرض حكمها في الضفة، واملاء وجهة نظرهما على حركة " فتح ". واضاف شيفطان أن اولمرت عندما يقول أنه يرى في ابو مازن شريك، فأنه من خلال ذلك يتحمل مسؤوليته الجماهيرية في سياق سعيه لرعاية التفاهم مع الرئيس بوش في قضية تسلح ايران النووي. واشار شيفطان الى أن بوش يعي أنه يحتاج الى وقوف الدول العربية المعتدلة الى جانبه عند تحركه ضد ايران، ومن اجل اقناعها بذلك فهو قرر عقد اللقاء في انابوليس لكي يدلل لها على التزامه بالتوصل لحل، مع أن كلاً من بوش واولمرت يعيان أن التوصل لمثل هذا الحل مستحيل. واشار شيفطان الى أن كلاً من اولمرت وبوش يخططان لتحميل الفلسطينيين المسؤولية عن فشل لقاء " انابوليس "، وذلك من خلال قيام اولمرت بابداء مواقف " مرنة وحذرة " من ناحية ظاهرية وتكون مقبولة على الاجماع الصهيوني أصلا رغم أنه يعرف أن الفلسطينيين سيرفضون هذه المواقف، منوهاً الى أن اولمرت عندما يلتقي عباس لا يتحدث أصلا مع رام الله، وانما مع واشنطن. واستدرك الى هناك اعتبارات داخلية اسرائيلية، يث ان اولمرت يسعى لمنع حزب العمل من ترك الحكومة بذريعة اضاعة الفرصة لتحقيق السلام، الى جانب سعيه الى بلورة أجندة سياسية لحزب "كديما"، بعد ان فقد هذا الحزب خطة " الانطواء " كجدول اعمال سياسي.

اولمرت بين الاقوال والافعال

الى ذلك أوضح كاتب وصحافي اسرائيلي بارز أنه على الرغم من اعلان اولمرت التزامه بالتوصل لتسوية سياسية مع الفلسطينيين خلال لقاء انابوليس، فأنه يعمل كل أمر ممكن من أجل جعل هذا الهدف مستحيل التحقق. وتساءل عكيفا الدار المعلق السياسي الاسرائيلي الشهير " أي وزن لتصريح اولمرت بصدد الحاجة لمصالحة الفلسطينيين في الوقت الذي يسمح فيه بتمرير قرار في الحكومة يسمح باستئناف الحفريات اسفل المسجد الاقصى؟ ". واضاف قائلاً " من الصعب الاعتقاد أن سياسيا مجربا مثل اولمرت لم يأخذ في حسابه أن العمل في هذا الموقع الحساس قد يُخرب جهود التفاوض مع عباس ". وقال الدار أنه في الوقت الذي يعلن فيه اولمرت التزامه بالتسوية، فأنه اصدر تعليماته مؤخراً لمصادرة مساحات واسعة من الاراضي في منطقة الخليل لتوسيع المستوطنات هناك، في الوقت الذي يقوم فيه نائبه حاييم رامون بتوزيع وثيقة جديدة على زملائه الوزراء تحث على توسيع المستوطنات واقامة "أحياء جديدة". واعتبر الدار أن تعمد اولمرت افشال تمرير مشروع قرار في الكنيست يسمح للمستوطنين الذين يقطنون الى الشرق من جدار الفصل العنصري بمغادرة الضفة الغربية تدلل على مدى استخفافه بمتطلبات التسوية مع الفلسطينيين.