تساءل وليام آركين، في ’واشنطن بوست’ عن الاسباب التي دفعت اسرائيل الى توجيه ضربة جوية لموقع داخل سوريا قبل ستة اسابيع، لافتا الى تضارب التقارير من سوريا، والى التكتم غير المعهود من قبل كل من اسرائيل وواشنطن وطهران، والعديد من الاسئلة والاجابات التي لا تزال تتردد في وسائل الاعلام.
ثم يعرض آركين لثلاثة احتمالات لما وقع، وهي (1) ان اسرائيل اكتشفت برنامجا نوويا سوريا ووأدته في مخاضه، او (2) انها اصدرت الاوامر لهذه الضربة استنادا الى استخبارات خاطئة، او (3) ان هذه الغارة كانت لمجرد التمويه وتشتيت الانتباه.
ما يدعم السيناريو الاول هو ان جاسوسا اسرائيليا التقط صورا فوتوغرافية لمرفق نووي مشتبه فيه، وهو ما اكدته صور التقطتها الاقمار الصناعية الاميركية. كما افادت صحيفة واشنطن بوست يوم الجمعة ان سوريا بدأت في تفكيك بقايا الموقع المدمر، الذي كان يضم ’مفاعلا نوويا صغيرا’.
ويرى الكاتب ان اسرائيل قد تكون قامت بهذه الغارة لكي تثبت قدرتها الرادعة وتعوض عن اخفاقها الاخير في لبنان الصيف الماضي.
ويضيف بأنه من الصعب التصديق بأن سوريا، ربما بمساعدة من كوريا الشمالية، على قدر من الغباء لدرجة الاعتقاد بأنها تستطيع بناء مفاعل نووي والافلات به، ولذلك فمن الاقرب الى المنطق ان تكون اسرائيل هي المخطئة وانها اسندت غارتها الى استخبارات مغلوطة.
كما يورد الكاتب احتمال الا تكون اسرائيل قد قذفت اي مرفق نووي من الاصل، لان احدا في نهاية المطاف لم يعرض صورة لمثل هذا المرفق المدمر.
ويخلص من ذلك الى ان ’الهجوم’ وما تبعه من تسريب اعلامي حول مفاعل نووي ربما لا يكون اكثر من غطاء لشيء ما آخر. والى حين يتوافر الدليل على ان اسرائيل دمرت بالفعل شيئا ما، فمن المعقول الافتراض بأن هناك الكثير الذي يجري، لكن من وراء الكواليس.