هناك محاولات تقوم بها بعض الاطراف العربية لإرجاء موعد انعقاد القمة العربية المقبلة في دمشق خلال شهر مارس المقبل تمهيدا لنقل مكان عقدها الى عاصمة عربية اخرى او الى عاصمة مقر الجامعة - القاهرة -، بحجة ان علاقات سوريا تبدو حاليا مضطربة وغير ودية مع معظم الدول العربية.

وهناك خشية ان يكون الهدف الحقيقي لهذا التحرك هو السعي لتدمير الجامعة العربية والقضاء على وجودها ودورها كإطار يجمع العرب عند الازمات والشدائد ويشكل - الحد الادنى - من أجل التواصل والتشاور.

واذا كان هؤلاء «الغيورون» على الجامعة ومؤسسة القمة يطرحون مواقف واستدلالات معينة فإن المطلوب منهم هو فتح صفحة جديدة من العلاقات مع سوريا لأنه لا يمكن لأي تضامن عربي ان تقوم له قائمة من دون وجود سوريا ومشاركتها وبالتالي فإن السؤال المنطقي الذي يطرح نفسه هو: لماذا لا يسعون الى دعم قمة دمشق وتوفير كل عوامل النجاح أمامها لكي تكون بالفعل قمة احياء وتفعيل التضامن العربي؟

ولماذا يصر البعض على تكرار السيناريو العراقي مع سوريا؟ ومتى كان العمل العربي المشترك والصادق يحتاج الى نوايا الشيطان؟

ان سوريا ليست هي المسؤولة عن الاحتلال الاميركي للعراق بل العرب كافة، مثلما انها ليست الطرف الوحيد في حزمة الازمات التي تعصف بالمنطقة. وهذا الوضع لا بد انه سيفرز تطورات ومعطيات محددة.

مصادر
الوطن (قطر)