أعلن قسم الشرطة الفرنسية المتخصص بمحاربة الإرهاب اعتقال ستة أشخاص بتهمة تأليف خلية إرهابية لتهريب الراغبين في الجهاد في العراق.
وذكرت مصادر في الشرطة أن الحملة شملت مناطق في جنوب غرب فرنسا قرب الحدود الإسبانية بناء على استنابة تحقيق صادرة عن القاضيين المتخصصين في الشؤون الإرهابية فيليب كوار ومارك تريفيديك، وتمّت بالتعاون مع الشرطة البلجيكية و«يوروبول». وهي المرة الأولى التي يتوسع فيها نطاق التعاون بين الشرطة الأوروبية عبر منظمة «يوروبول» ليشمل قضايا الإرهاب.
وكان القاضيان قد فتحا تحقيقاً بعد القبض في شهر شباط الماضي على شبكة تؤمّن شحن مواد محظورة إلى العراق وتوسعا في تحقيقاتهما لاكتشاف أن أعضاء هذه الشبكة يؤمّنون أيضاً تدريب الراغبين في التوجه إلى هذا البلد لمحاربة الاحتلال الأميركي.
أما الحملة الأخيرة فقد وضعت يدها على المسؤولين عن إرشاد وتوجيه وغرس عقيدة الجهاد لدى الراغبين في الذهاب إلى بلاد الرافدين. وقال مصدر مسؤول إن بعض المعتقلين قاموا بزيارات إلى كل من مصر وسوريا، فيما كان يستعد آخرون للتوجه إلى العراق في الأيام القليلة المقبلة. وذكر أن التحقيقات تسارعت في الأيام الأخيرة نتيجة تعاون مع السلطات السورية بعد القبض في دمشق على المدعو صبري أ. وتوماس ب.، والاثنان من منطقة تولوز، خلال محاولتهما عبور الحدود مع العراق. وكانت السلطات الفرنسية تلاحقهما منذ مدة طويلة من دون جدوى قبل أن تبلغها دمشق توقيفهما. وقد ساعدت المعلومات السورية على توقيف رجل ثالث من المنطقة نفسها.
وكانت القوات الأميركية في العراق قد حصلت على مجموعة وثائق بعد معركة في الموصل، من ضمنها جواز سفر لرجل يعرف باسم ميلود تبحث عنه السلطات الفرنسية منذ مدة ويبدو أنه على ارتباط بالمجموعة التي قبض عليها في فرنسا.
وينظر المراقبون بقلق كبير إلى اتساع نشاط «تجنيد وتطويع» المجاهدين في أوروبا عموماً، وفي فرنسا وبلجيكا خصوصاً. إذ لدى بعض المصادر البوليسية شكوك في أن تكون لهذه المجموعة علاقة وثيقة بالمجموعة الإرهابية التي قبض عليها في بروكسل بتهمة تجنيد المواطنة البلجيكية موريال ديغوك (٣٧ سنة)، والتي كانت أول امرأة مسلمة أجنبية تقوم بعملية انتحارية بقافلة أميركية في العراق في ٩ تشرين الثاني عام ٢٠٠٦.
وما يزيد في قلق السلطات الأمنية الفرنسية أن مجموعة الوثائق التي وضعت اليد عليها تشير إلى تزايد نسبة فرنسيّي الأصول في عداد «المستعدّين للجهاد»، الذين يتدربون في مخيمات سرية. ويكمن الخوف في أن تحاول بعض الخلايا استعمال هؤلاء المجندين في عمليات على الأراضي الفرنسية أو في أوروبا، وخصوصاً مع ضيق فرص السفر إلى العراق.