اجمعت وسائل الاعلام الاسرائيلية اليلة الماضية وصباح اليوم على أن استئناف اللقاءات الاسرائيلية الفلسطينية ادى الى تحسن وضع اسرائيل الدولي بشكل غير مسبوق. وقال بن كاسبيت كبير المعلقين في صحيفة " معاريف "، ثاني اوسع الصحف الاسرائيلية انتشاراً أن دول وحكومات العالم اصبحت تعبر عن " مواقف عاطفة على اسرائيل فقط بسبب استئناف اللقاءات بين اسرائيل والسلطة دون ان تبدي اهتماماً كبيراً بفحوى هذه اللقاءات ونتائجها ". من ناحيته قال امنون ابراموفيتش المعلق في التلفزيون الاسرائيلي باللغة العبرية " لاحظوا لقد قتل جيشنا في 24 ساعة عشرة من الفلسطينيين من بينهم اطفال، دون أن تحدث ردة فعل عالمية واحدة تذكر ". اما عوفر شيلح مقدم برنامج " حصاد الاسبوع " في قناة التلفزة العاشرة " أن التعاطف الذي يبديه العالم صوب اسرائيل وتسامحه معها رغم ما تقوم به من عمليات عسكرية تخلف قتلى في صفوف المدنيين الفلسطينيين هو حقيقة أن العالم يشاهد أنه رغم ما تقوم به اسرائيل، فأن ابو مازن يواصل اللقاء مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ". واضاف شيلح قائلاً " لسان حال دول العالم يقول أنه لا يمكن أن نكون ملكيين أكثر من الملك، فإذا كان ابو مازن يواصل لقاءاته مع اولمرت في الوقت الذي يقتل فيه الجيش الاسرائيلي ابناء شعبه، فلماذا لا نقوم نحن بابداء التفهم لعمليات اسرائيل العسكرية ". ونقلت القناة الثانية عن مصدر في ديوان اولمرت قوله أن " المكاسب التي حققتها اسرائيل جراء اللقاءات مع ابو مازن تفوق الخيال ".

ديمومة القمع

الى ذلك كشف القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي الليلة قبل الماضية النقاب عن أن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت شدد على مسامع الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقائهما امس الجمعة في القدس المحتلة على أن أي تقدم في الاتصالات بين اسرائيل والسلطة سيكون مرهون فقط بزيادة عمليات القمع والمطاردة التي تقوم بها اجهزة امن السلطة ضد نشطاء ومؤسسات حركة حماس في الضفة الغربية. واشارت القناة الى أنه على الرغم من حرص ابو مازن على اطلاع اولمرت على سلسلة العمليات التي قامت به اجهزته الامنية ضد حماس إلا أن اولمرت اوضح له بشكل لا يقبل التأويل أن هذه العمليات لا تكفي.

بوش ينتصر لإسرائيل

الى ذلك كشفت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي الليلة الماضية أن زعماء الجاليات اليهودية الأمريكية طالبوا الرئيس بوش بإرغام وزيرة خارجيته كوندليزا رايس على التراجع عن تصريحات شددت فيها على تعهد الإدارة الأمريكية بإقامة دولة فلسطينية. وقال ايهود يعاري كبير المعلقين في القناة، والمعروف بعلاقاته الوثيقة بأقطات الإدارة الأمريكية أن زعماء المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة عبروا للرئيس بوش عن " امتعاضهم الشديد " من التصريحات التي ادلت بها رايس مؤخراً وقالت فيها " لقد وافقت على الانتقال من منصب مستشار الأمن القومي الى تولي منصب وزيرة الخارجية بعد أن حصلت على تعهدات من الرئيس بوش بالعمل على اقامة دولة فلسطينية ". واشارت القناة الى أنه في لقاء عقده زعماء المنظمات اليهودية مع بوش سبقتها لقاءات مع ممثلي الصقور في الادارة، تعهد بوش لهم بأنه لن يسمح " بان يتحول لقاء القمة في انابوليس " الى مظاهرة ضد اسرائيل او ان يخرج بقرارات تهدد امن اسرائيل ". وابدى بوش أمام قادة المنظمات اليهودية شكوكه ازاء فرص نجاح اللقاء الذي سيعقد تشرين ثاني القادم في التوصل لتسوية للصراع. واشارت القناة الى أن بوش استجاب للقادة اليهود وحسم الخلافات داخل الادارة الى صالح صقور المحافظين الجدد الذين يدعون الى عدم قيام الادارة ببذل جهد كبير من أجل حل الصراع. ونوهت القناة الى أن نائب مستشار الامن القومي اليوت ابرامز يقود الخط المتشدد داخل الادارة والداعي الى التركيز على ضرورة قيام السلطة باصلاحات هيكلية وادارية لضمان ضرب حركات المقاومة الفلسطينية بشكل اقوى، وربط ذلك بتقديم المساعدات للسلطة.