قال رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت أمس في أول تعليق علني له على القصف الإسرائيلي الغامض لسوريا في الشهر الماضي ان القوات الجوية ربما حلقت فوق اراضي تركيا المجاورة اثناء الغارة.

وقدمت تركيا احتجاجا لحكومة أولمرت بعد اكتشاف صهاريج وقود في اراضيها يبدو ان الطائرات الإسرائيلية القاذفة بعيدة المدى من طراز (إف - 15) استقطتها اثناء عودتها من سوريا.

وابلغ أولمرت حكومته انه اعتذر لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان خلال اجتماع في لندن في الاسبوع الماضي. وقالت القناة العاشرة للتليفزيون الإسرائيلي ان اردوغان ضغط على أولمرت لإصدار تفسير علني للغارة ونقل مكتب أولمرت عنه قوله للوزراء «في اجتماعي مع رئيس الوزراء التركي قلت انه اذا كانت الطائرات الإسرائيلية قد ضلت طريقها بالفعل إلى داخل المجال الجوي التركي فإن هذا لم يحدث عن عمد وانه لا توجد نية مبيتة أو غير ذلك للمساس أو تقويض السيادة التركية التي نحترمها». وأضاف البيان ان أولمرت «اعتذر للحكومة التركية وللشعب التركي عن اي اساءة تسبب بها» ولم يتسن الحصول على تعليق من السفارة التركية في تل ابيب. وتجري إسرائيل وتركيا بصورة منتظمة تدريبات عسكرية مشتركة. لكن انقرة حريصة ايضا على الاحتفاظ بعلاقات طيبة مع سوريا والدول العربية الاخرى. لى ذلك قالت صحيفة يديعوت أحرونوت امس إن أجهزة الاستخبارات الأميركية هي التي استدعت صورا لما وصفته بأنه «المفاعل النووي» السوري في دير الزور شمال شرق سوريا والذي تعرض لهجوم شنه الطيران الحربي الإسرائيلي في 6 سبتمبر الماضي.

وكتب محلل الشؤون الاستراتيجية في يديعوت أحرونوت، رونين برغمان، نقلا عن مسؤول أميركي ضالع في تفاصيل هذه القضية،أن أجهزة الاستخبارات الأميركية استدعت صورا التقطت بواسطة أقمار اصطناعية تابعة لشركة «ديجيتال غلوب» الأميركية قبل شهر واحد من هجوم الطيران الحربي الإسرائيلي في دير الزور. وأضاف برغمان أن «هدف استدعاء هذه الصور هو السماح لوسائل الإعلام بنشر صورة تجرم سوريا وكشف برنامجها النووي بعد تنفيذ الهجوم الإسرائيلي وألا تكون هذه الصور قد التقطتها أقمار اصطناعية لأغراض التجسس العسكري». وتابع أنه طوال سنوات عديدة لم يتم توثيق الموقع السوري بصور ذات جودة عالية التقطتها أقمار اصطناعية تجارية. وأشار برغمان إلى أن الاستخبارات الأميركية طلبت كمية كبيرة من الصور الجوية لمواقع عديدة في سوريا،بينها الموقع الذي هاجمته إسرائيل، لكي لا تثير شبهات حول التركيز على هذا الموقع وكانت الولايات المتحدة تنوي التعتيم على موضوع الهجوم وقد فوجئت هي وإسرائيل بالنشر السوري حول الموضوع. وبحسب برغمان فإن وحدات استخباراتية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية والموساد الإسرائيلي صورت الموقع السوري وتنصتت عليه.