.تبدو مهمة الوفد الفلسطيني الذي ذهب إلي دمشق للطلب منها إلغاء المؤتمر الذي تعتزم عدد من الفصائل الفلسطينية إقامته لمناهضة مؤتمر الخريف صعبة إن لم تكن مستحيلة لأكثر من سبب أبرزها أن مؤتمر الخريف حسب القراءة السورية لا يعدو أن يكون مؤتمرا تطبيعيا بالدرجة الأولي ويهدف إلي تبييض صفحة الرئيس بوش قبل أن يغادر البيت الأبيض هذا إذا لم يذهب بعيدا ويتفق مع القراءة الفلسطينية المعارضة لمؤتمر الخريف والتي تعتبر المؤتمر غطاء لضرب إيران.

الوفد الفلسطيني الذي سيحمل مطالبة الرئيس محمود عباس لسوريا بإلغاء مؤتمر دمشق الذي يضم حركة حماس وفصائل أخري لمناهضة مؤتمر الخريف المزمع عقده في الولايات المتحدة في نوفمبر المقبل.

سيسمع كلاما سوريا كثيرا حول هذا المؤتمر والهدف منه والرؤية السورية له كما سيسمع نصائح سورية للفلسطينيين بعدم المراهنة علي هذا المؤتمر لكن الوفد بالمحصلة سيعود محملا بالاعتذار السوري للاستجابة لطلب رئيس السلطة الفلسطينية حيث سيستند هذا الاعتذار إلي جملة من الاعتبارات أهمها أن دمشق تقف علي مسافة واحدة من الطرفين وأنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية وأنها لا تستطيع أن تمنع الفصائل الرافضة لمؤتمر الخريف من عقد مؤتمر تعبر فيه عن موقفها وان موقف هذه الفصائل يعبر عن رأي طيف واسع من الشعب الفلسطيني الرافض لأية تنازلات جديدة تقدم خاصة في موضوع حق العودة للاجئين وقضية القدس.

سوريا لن تتفق بالضرورة مع التوصيف الفلسطيني لمؤتمر دمشق الذي جاء علي لسان مستشار الرئيس عباس نمر حماد الذي اعتبر المؤتمر الذي سيعقد في دمشق انه يخدم مصالح إسرائيلية لإظهار الطرف الفلسطيني بأنه ضعيف ولا يقوي علي شيء وهو ما تبحث عنه إسرائيل.

كما لن يهزها رأي حماد بان انعقاد هذا المؤتمر في دمشق سيؤثر بالسلب أيضا علي سوريا ويظهرها بأنها تعارض عملية السلام وتعارض اتفاقية السلام العربية لان موقفها من مبادرة السلام العربية واضح ومعروف كما أن فرصها لحضور مؤتمر الخريف ضئيلة وحتي لو تمت دعوتها فربما تفضل عدم الحضور لان المؤتمر يركز علي الملف الفلسطيني ويتجاهل الملفات الشائكة الأخري المتعلقة بالجولان ولبنان وهي تراهن علي أن الحضور العربي لمؤتمر الخريف سيكون باهتا وهزيلا وستجد أن هناك من يؤيد موقفها حتي من دول الاعتدال العربي.

الوفد الفلسطيني سيعود من دمشق باعتذار لطيف عن الاستجابة لمطلب رئيس السلطة الفلسطينية لكن لطف الاعتذار لن يمنع حصول قطيعة بين أبو مازن ودمشق ستدوم طويلا.

مصادر
الراية (قطر)