قالت مصادر اوروبية غربية رفيعة ان عواصم غربية فاعلة حذرت الرئيس السوري بشار الاسد من محاسبة دولية في غاية الجدية اذا ما تمكن حلفاؤه بدعم منه من تعطيل انتخابات الرئاسة اللبنانية او منعوا رئيسا جديدا تختاره الغالبية النيابية من تسلم مهامه سواء عبر ابقاء الرئيس اميل لحود في القصر الجمهوري او باستخدام العنف والضغوط غير المشروعة او عبر تشكيل حكومة ثانية تكون انقلابية وغير دستورية.
وتخشى هذه العواصم من هذا السيناريولانه سيحدث انشقاقا واسعا في صفوف اللبنانيين ويهدد مؤسسات الدولة بالتفكك وربما يشعل حربا اهلية جديدة، فضلا عن انه سيعرض قوات ( اليونيفيل) في الجنوب لاخطار كثيرة.
واشارت المصادر الى ان الدول الغربية المعنية بالوضع اللبناني لديها ملفا كاملا معززا بالمعلومات والوثائق والادلة عن التدخل السوري في الشؤون اللبنانية منذ انسحاب جيشه في ابريل العام 2005 وحتى الان، وعمله الهادف الى زعزعة الاستقرار الداخلي واسقاط حكومة السنيورة الشرعية.، بغية اعادة سيطرتها على قراره ومستقبله.
ووصفت المصادر نفسها التدخل السوري في لبنان بانه ( ليس له مثيل في العلاقات العربية ـ العربية الحالية) وقالت ان هذا التصميم السوري على التدخل يكشفه فشل ممثلي الشرعية الدولية والعربية في احداث اي تغيير في سياسات الاسد الرافض برأيها (لاستقلال لبنان والمصمم على زعزعة استقراره الى ان يرضخ اللبنانيون ومعهم المجتمع الدولي له ولمطالبه).

فشل كي مون

وكشفت المصادر ان الامين العام للامم المتحدة بان كي ـ مون ابلغ مسؤولين غربيين كبارا بانه فشل في اقناع الاسد بتطبيق قراري مجلس الامن 1559 و1701 ووقف شحنات الاسلحة الى حزب الله وتنظيمات اخرى والتعاون مع المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري ورفاقه، واكدت ان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى شكى هو الاخر لهم من الموقف السوري وقالت: ان موسى يعرف جيدا ان السوريين هم من احبطوا كل جهوده في لبنان، اذ منعوا حلفاءهم اللبنانيين من قبول صيغة لا غالب ولا مغلوب لتسوية النزاع مع الاغلبية وتحقيق المشاركة المتوازنة في الحكومة.
وبحسب المصادران دمشق ابلغت الى حلفائها بأنه (من غير المسموح اطلاقا،مهما كانت الظروف، اعادة تكليف فؤاد السنيورة بتشكيل الحكومة الجديدة في حال تم التوصل الى تفاهم لانتخاب الرئيس، واعطت الاوامر لهم بتفجيرازمة سياسية في البلاد اذاما اصرت الغالبية على ترشيح السنيورة.

سيناريو مرسوم

ويتضمن السيناريو الذي رسمته سورية، اغلاق مجلس النواب ومنع عقد اي جلسة فيه لانتخاب الرئيس بالغالبية المطلقة بدلا من ثلثي الاصوات، وتشكيل حكومة ثانية برئاسة شخصية سنية مقربة من السوريين، وابقاء لحود في القصر الرئاسي والطلب الى قيادة الجيش البقاء على الحياد وعدم التدخل بين الطرفين المتنازعين، مما يترك المجال مفتوحا امام الفوضى العامة والصدامات بين اللبنانيين.
ونقلت المصادر عن مسؤول اوروبي رفيع ان قياديا في المعارضة اللبنانية تلقى تهديدا من مسؤول سوري رفيع من عواقب اي تراجع في الموقف من شأنه اضعاف سورية ونظام الاسد التفاوضي مع الدول الكبرى ودور القوى اللنبانية الحليفة لها وقالت: ان هذه الشخصية اللبنانية كررت امام مسؤولين اوروبيين وعربا: اتفقوا اولا مع سورية ومن ثم عودوا الينا للتفاهم على الاليات).
واكدت المصادر ان بعض اطراف المعارضة اللبنانية تحدثوا في جلسات مغلقة مع مسؤولين اوروبيين بانهم غير قادرين مهما اشتدت الضغوط الدولية والعربية عليهم اتخاذ اي قرار في شأن اختيار الرئيس الجديد او عقد جلسة البرلمان او تحقيق اي صيغة تفاهم من دون موافقة سورية.
واختتمت المصادرحديثها بالتشديد على ان الدول الغربية الكبرى والعربية المعنية بمستقبل لبنان سوف لن تسمح للاسد بان يتصرف بلبنان كما وانه مزرعة يملكها وبمقدوره ان يفعل بها مايشاء، ثم بعد ذلك ينفض يديه مما يفعله حلفاؤه.

مصادر
الوطن (الكويت)