رغم الإعلان عن تأجيل مؤتمر الفصائل الفلسطينية المناهضة لاجتماع السلام الدولي، وهو ما رحّبت به السلطة الفلسطينية، افتتح في دمشق أمس ملتقى مثقفين مناوئين للرئيس الفلسطيني محمود عباس تحت عنوان «ملتقى المثقفين الفلسطينيين الوطنيين لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية»، بمشاركة نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق، ونائب الأمين العام لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـــــ القيادة العامة» طلال ناجي، ونائب الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» زياد نخالة.

وتزامن المؤتمر مع أنباء عن قرار سوري بإلغاء مؤتمر دمشق المناهض لأنابوليس، وهو ما نفاه المتحدث باسم «حماس»، سامي أبو زهري قائلاً «هذه أنباء عارية من الصحة على الإطلاق، لم يجر أي حديث عن إلغاء مؤتمر دمشق الوطني الذي تستمر الجهود للإعداد له بحيث يوازي لقاء أنابوليس وسط ترحيب سوري». ورأى أن هذه الأنباء تستهدف تشويه المؤتمر والتشويش عليه.

كانت تقارير إخبارية قد نقلت عن مصادر موثوق بها في الرئاسة الفلسطينية قولها إن الوفد الرئاسي الفلسطيني، الذي توجه أخيراً إلى العاصمة السورية، تلقى وعداً من القيادة السورية بإلغاء مؤتمر دمشق. وأضافت إن «سوريا أكدت حرصها على الوحدة الوطنية الفلسطينية،

وأبلغت الوفد بأنها حريصة على الثوابت الفلسطينية كاملة بما فيها شرعية الرئيس عباس، وأنها لن تسمح بالمس بها إطلاقاً».

وفي السياق نفسه، نقلت وكالة «فرانس برس» عن عضو الوفد صالح رأفت قوله إن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع شدّد للوفد الفلسطيني على أن «سوريا تحترم شرعية الرئيس محمود عباس وترفض أي بديل من منظمة التحرير الفلسطينية».

وقال رأفت إن تأجيل مؤتمر دمشق يمثّل «إلغاءً». وتابع أن الشرع «شدد على ضرورة توحيد الشعب الفلسطيني بعد أحداث غزة لأن الانقسام يسيء الى مصالح الفلسطينيين والعرب. وسوريا مستعدة لبذل كل الجهود من أجل وحدة الشعب الفلسطيني».

وفي الإطار نفسه، قال محمود عباس إنه أرسل وفداً إلى دمشق للتحدث إلى القيادة السورية في شأن «المؤتمر الذي دعت إليه حركات انشقاقية كحماس وغيرها، للقفز عن منظمة التحرير، من أجل إلغائه». وأضاف إن الوفد فوجئ بتأجيل المؤتمر، معتبراً ذلك «مفاجأة سارة». وقال إن «على المنظمات المنضوية في منظمة التحرير الفلسطينية أن تبقى حريصة على وحدة هذه المنظمة كما عهدناها».