حثّ رئيس الوفد الأميركي إلى المحادثات السداسية بشأن البرنامج النووي الكوري الشمالي، كريستوفر هيل، بيونغ يانغ على إثبات عدم وجود «تعاون نووي» بينها وبين دمشق، على نحو يمكن التحقّق منه، فيما أفادت صحيفة «أفيياشن ويك» الأميركية، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي، بأنّ عدم إبلاغ السلطات السوريّة لجيشها بوجود المنشأة التي قصفتها الطائرات الإسرائيلية في 6 أيلول الماضي ربما ساعد في تسهيل الضربة.

وفي مقابلة أجرتها معه هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية، «أن أيتش كايه»، قال هيل إنّ «الاشتباه في نشر كوريا الشمالية للتقنية النووية أثّر على عملية المحادثات السداسية برمتها»، مشيراً إلى أنّه «يجب التعامل مع مثل هذا السلوك المشبوه بجديّة والمراقبة عن كثب»، ومشدّداً على أنّ بلاده أطلعت بيونغ يانغ بالفعل، أثناء الاجتماعات الأخيرة، على خريطة للمنشأة السورية المشتبه بها.

وفي السياق، قال مسؤول إسرائيلي، في حديث نشرته «أفيياشن ويك» على موقعها الإلكتروني، إنّ «السياسات الداخلية السورية ربما تكون أسهمت في النجاح الظاهر لمهمة السادس من أيلول» الماضي، في إشارة إلى الغارة الإسرائيلية. وأوضح أنّ «الهدف (الذي استهدفته الغارة) كان محاطاً بسريّة عالية جدّاً في دمشق لدرجة أن الجيش (السوري) لم يكن يعلم بها».

غير أنّ المسؤول نفسه أكّد أنّ «عدم وجود دفاع جوي كثيف حول المنشأة لم يوقف إسرائيل عن الاستعانة بأحدث التقنيات في ترسانتها» العسكرية. وفي السياق، نقلت المجلّة عن مصادر مطلعة قولها إنّ «القمر الصناعي الرئيسي الذي استُخدم في الغارة على سوريا هو (القمر التجسّسي الإسرائيلي)، أفق ـــــ 7، الذي كان قد أُطلق في 11 حزيران الماضي».

ولفتت المجلّة إلى أنّ الطائرات التي استُخدمت في الضربة هي من الطراز الجديد، «إف ـــــ 16 آي»، التي تحمل ملّاحَين، وهما طيار المقدمة، وفي الخلف ضابط مختصّ بأنظمة التسلّح.

من جهته، قال مسؤول إسرائيلي آخر، إنّه إضافة إلى الهدف العسكري الذي حققته تل أبيب من الغارة، وهو «تدمير الهدف»، فإنّ «الغارة على سوريا تترك أيضاً آثاراً سياسية دولية ومحلية». وأشار إلى أنّ «الهدف كان إرسال إشارة استراتيجية إلى المنطقة أن إسرائيل مستعدّة للتصرف».