إتفق الرئيس عمر كرامي والمفكر العربي المناضل عزمي بشارة على «أن الادارة الاميركية ووزيرة خارجيتها كوندليسا رايس لا تريدان التوافق بين اللبنانيين في ما يخص الاستحقاق الرئاسي، ولا تريدان التوافق العربي ـ العربي الذي ينعكس إيجاباً على لبنان، مؤكدين ان عدم التوافق لن يكون في مصلحة لبنان وشعبه».

جاء ذلك خلال زيارة قام بها بشارة، صباح أمس، للرئيس كرامي في منزله بطرابلس، وقال بعد اللقاء: أحرص على عدم التدخل المباشر بالشأن اللبناني، لأن لدي موقفاً واضحاً بشأن دعم وحدة لبنان والوصول الى وفاق بين اللبنانيين.

وعن تصريحات الوزيرة رايس، قال: يبدو عندما يجري الحديث عن عدم التدخل الاجنبي بالشأن اللبناني الداخلي، تعتقد رايس أن أميركا منزهة عن هذا الطلب، وبأن ذلك لا ينطبق عليها، وكأنها ليست اجنبية، لذلك يجب ان تضع العصي، وأن تعرقل عملية الوفاق. لا يوجد تفسير لهذه التصريحات سوى عرقلة الوفاق الوطني في لبنان، مهما اجتهد الإنسان في محاولة تدوير الزوايا لهذا التصريح وتوقيته سوى انها عرقلة لأي إمكانية وفاق، ليس فقط لبناني لبناني، بل الاهم ضرب الوفاق العربي ـ العربي، لأن الوفاق العربي ـ العربي يعكس نفسه على لبنان، ولذلك فإن هذا التصريح هو عرقلة للوفاق العربي ومحاولة لانتاج استقطاب عربي رأيناه بين قطبين عربيين يعكس نفسه في لبنان، وعلى كل حال اقتراح الوفاق لم يأت منهم.

وقال الرئيس كرامي رداً على سؤال حول آفاق الوضع: نحن آثرنا السكوت في المرحلة السابقة، لأننا لم نكن نشارك في التفاؤل الذي يُعمم على الصعيد الشعبي اللبناني، ولأننا كنا نتابع التصريحات التي تصدر عن أركان الموالاة، وهي كانت دائماً استفزازية وتصعيدية وكأنهم هم وحدهم يمثلون كل لبنان ويملكون كل لبنان، ونحن من المؤمنين بأنه لا يمكن للبنان ان يرتاح وأن يعيد صياغة نفسه وبناء دولته على الأسس الصحيحة وعلى الاسس الاصلاحية والقضاء على الفساد، وأن يلعب دوره المعتاد في العالم العربي وفي العالم كله، إلا عن طريق التوافق، فنحن في اتفاق الطائف اتفقنا على أنه بالمشاركة والتوافق يحكم لبنان وبغير هذا الاسلوب لا يمكن أن يستقر لبنان أو أن يرتاح. لكن الخطاب السياسي حتى الآن لا يدل على أن أحداً يريد هذا التوافق، ونحن نتمنى للرئيس بري أن تتحقق أمانيه وأمانينا بالتفاؤل وبالتوافق، ولكن كل المعطيات لا تدل على ذلك مع الأسف الشديد.

وعن تعليقه على لقاء عون ـ الحريري في باريس، قال: نحن مع التوافق، وطريق التوافق هو الحوار، ولكن الامور الأساسية وبحسب ما تسرب لي، لم يجر النقاش حولها، والوقت أصبح ضيقاً جداً، وطبعاً نحن نشعر ان الفريق الآخر يحاول كسب هذا الوقت.

وعن إعلان الوزيرة رايس أنها ضد أي تسوية لانتاج رئيس لبناني، قال كرامي: هناك أمور واضحة تماماً من المرتبطين مع أميركا، من خلال كلامهم وسياستهم وتصعيدهم واستفزازهم، إنهم يترجمون السياسة الاميركية، وأول مترجم لها هو السفير فيلتمان، فنحن لم نفاجأ بما قالته الوزيرة رايس، ومن الواضح أن الأميركان لا يريدون التوافق.

وعن بديل التوافق قال الرئيس كرامي: لا أريد أن أتنبأ، لكن عدم التوافق لن يكون في مصلحة لبنان وفي مصلحة شعب لبنان.

في البداوي و البارد

وزار الدكتور بشارة يرافقه مستشار ممثل «منظمة التحرير الفلسطينية» في لبنان كمال مدحت ومسؤول «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» في لبنان مروان عبد العال، مخيم البداوي، حيث استقبله عند حاجز حركة «فتح الانتفاضة» عند المدخل الشمالي من المخيم ممثلو فصائل المقاومة الفلسـطينية في الشــمال. وتفقد أوضاع الفلسطينيين فيه لا سيما النازحين من مخيم النهر البارد.

وأقيم لقاء في قاعة «الوردة البيضاء» تحدث فيه بشارة وقال: أنا ازور لبنان، ولكنني قبل كل شيء فلسطيني، واهل المخيمات هم اهلي، فكم بالحري ومخيما البداوي ونهر البارد يمران بهذه الأزمة، التي مهما كانت المواقف السياسية حول ما جرى الا أن الشعب الفلسطيني برجاله ونسائه ومدنييه عموماً يدفع ثمناً لا مبرر له على الاطلاق، ولا حتى بأي مفهوم من المفاهيم على اي جانب من المتراس السياسي اللبناني.

كما زار بشارة مخيم نهر البارد واطلع على الأوضاع فيه.

مصادر
السفير (لبنان)