شكل مؤتمر جوار العراق الذي اختتم أعماله السبت فرصة ثمينة لسوريا استعادت من خلالها زمام المبادرة الدبلوماسية إذ نجحت في ترميم جانب من علاقاتها مع فرنسا في حين عقد وزير الخارجية السوري وليد المعلم اجتماعاً مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إضافة إلى مجموعة كبيرة من المسؤولين الدوليين.

ورغم أن عنوان اللقاء هو العراق إلا أن الموضوع الأكثر سخونة كان الاستحقاق الرئاسي اللبناني الذي حظي بجلسة خاصة غاب عنها الجانب السوري بسبب تأخر تلقيه دعوة الحضور. ويرى المراقبون في العاصمة السورية أن المبادرة الدبلوماسية كانت بيد دمشق على صعيد الملف اللبناني، إذ سعت فرنسا إلى عقد اتفاق مع سوريا حول الانتخابات الرئاسية، فيما كان واضحاً حجم الخطأ في استبعاد الوفد السوري من اللقاء الذي عقد بشأن لبنان وهو ما تم اكتشافه لاحقاً فكانت محاولة استدراكه متأخرة وأفقدت الاجتماع الكثير من نقاط القوة.

ورغم الحديث العام عن رئيس توافقي وعدم تحديد أسماء معينة، إلا أن دمشق أوصلت رسالتها حول هذا الملف إلى الجانبين الأميركي والفرنسي والمتمثلة بموقف يؤكد على «ضرورة تشجيع اللبنانيين للتوصل إلى مرشح توافقي وإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها ووفق الأصول الدستورية وبعيداً عن التدخل الخارجي» حسب تعبير المعلم الذي شدد أمام رايس على ضرورة أن «يكون الحل لبنانياً»، معتبرا أن وضع مواصفات مسبقة لشخص الرئيس القادم من قبل بعض الدول يعتبر تدخلا في شؤون لبنان الداخلية.

ونبه المعلم خلال لقاءاته في اسطنبول إلى أن «من لا يشجع اللبنانيين على التوافق فيما بينهم فإنه لا يريد وحدة لبنان واستقراره». ولم يتأخر الرد السوري على موضوع الدعوة للاجتماع الخاص بلبنان في اسطنبول فقد حظيت التحركات الأميركية تجاه لبنان بانتقاد شديد في الصحافة السورية الحكومية حيث قال رئيس تحرير «تشرين» عصام داري في مقال افتتاحي إن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس «تتحدث عن لبنان وكأنه ولاية أميركية، بل أكثر من ذلك، فلو كان كلام رايس عن لبنان قيل بحق أي ولاية أميركية لاحتج حاكم تلك الولاية بشدة وانتقد تدخلها في شؤون ولايته».

وتابع داري القول: «الآنسة كوندي تعارض أي تسوية في ملف الرئاسة اللبنانية وتعلن صراحة وقوف الإدارة الأميركية مع فريق ضد آخر في لبنان». ورأى أن التوافق في لبنان ممنوع إلا إذا كان توافقاً على ما تريده واشنطن وتل أبيب.

مصادر
البيان (الإمارات العربية المتحدة)