حدث واتجاه...إقليمي

التدهور الخطير في الأحداث التي تعيشها باكستان يشكل في نظر الخبراء ثمرة حقيقية للسياسات الأميركية في هذا البلد، فالفصول السابقة من الحرب الباردة شهدت استخداما أميركيا شاملا على الصعد الأمنية والعسكرية والسياسية للموقع الباكستاني في معادلات آسيا وفي مواجهة الاتحاد السوفياتي لا سيما في حقبة الحرب الأفغانية، ومنذ 11 أيلول تركزت الضغوط الأميركية على التخلص من تلك التركة الكبيرة في أجهزة الأمن الباكستانية وفي الواقع السياسي والقبلي لصالح متطلبات الحرب الفاشلة والمتعثرة التي يخوضها الناتو بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان.

المعارضة الباكتسانية بجميع قواها تتغذى من أزمات متشعبة يقع في صلبها خضوع النظام الباكستاني لأولويات النفوذ الأميركي الأمنية والسياسية والاقتصادية، في بلد يتفاعل جمهوره الإسلامي مع الكثير من القضايا التي تتشكل في وجه السياسة الأميركية على مستوى عالمي ويتحرك الكثير من قواه وكتله السياسية وسط التشابكات القبلية والدينية والعقائدية العابرة للحدود الباكستانية الأفغانية إضافة إلى أن مشكلات الواقع الاجتماعي المتأزم والمشاركة السياسية في السلطة الناتجة عن أولويات الأمن الأميركي تشكل بذاتها مصدرا حقيقيا للاضطرابات والأحداث.

الهروب من الفشل الأفغاني للسياسة الأميركية إلى خلط الأوراق الباكستاني ينطوي على مخاطر كبيرة ستكون لها تداعياتها في المنطقة بأسرها وربما يكون في ذلك تعبير عن محاولة أميركية للهروب من تداعيات الفشل والهزيمة في الشرق العربي الإسلامي إلى نقطة لا تقل أهمية على قوس الأزمات وخطوط النفط العابرة للقارات ، فقد اعتاد السلوك الإمبراطوري على التنقل بين المآزق والاستثمار المستمر في الأزمات وسيول الدماء ، إنها مغامرة جديدة في سلسلة الفوضى المتدحرجة.

الصحف العالمية والعربية

أكدت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" أمس تنفيذ حزب الله "مناورة كبيرة" في الجنوب اللبناني، مشيرة على لسان رئيس وحدة الأبحاث فيها العميد يوسي بيدتس، إلى أن الحزب أراد إفهام تل أبيب أنه لا يتأثر بالمناورات التي يجريها الجيش الاسرائيلي. ويكتسب كلام بيدتس أهميته من جهتين اثنتين: الأولى تتمثل في الصفة العملية التي يشغلها بصفته مسؤولاً عن أهم وحدة استخبارية تابعة للجيش الاسرائيلي، والثانية، تتمثل في الهيئة التي أدلى بيدتس كلامه امامها، وهي لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، والتي عرض أمامها أمس أحدث تقرير استخباري لدى شعبة الاستخبارات، حول الاوضاع في المنطقة ولا سيما في لبنان وسوريا وإيران. وأضاف بيدتس، خلافاً لما قيل في لبنان عن قيام حزب الله بـ"محاكاة ورقية"، أن "المناورة الكبيرة التي نفذها حزب الله في جنوب لبنان، هدفت إلى إيصال رسالة مفادها أن الحزب لا يتأثر بالمناورة الكبيرة التي نفذتها إسرائيل"، مشدّداً على وجود هدف آخر هو "تأكيد حزب الله على أنه شديد القوة داخل الحلبة (الداخلية) اللبنانية"، ومكرّراً أن "حزب الله يتعلم كيف يتعايش مع قوات الطوارئ الدولية وأنه يواصل تعزيز قوته وتعظيمها". من جهة أخرى، أشار معلّق الشؤون العربية في التلفزيون الاسرائيلي-القناة الاولى، عوديد غرانوت، إلى أن المناورة "تمثّل خرقاً فاضحاً لقرار مجلس الامن 1701، الذي ينص على منع حزب الله من العمل في جنوب لبنان"، مشيراً إلى أن "حزب الله أراد من خلال المناورة إيصال رسالة إلى الساحة الداخلية اللبنانية يظهر من خلالها قوته"، إضافة إلى "رسالة الى اسرائيل يشير فيها إلى أنه يتابع مناورات الجيش الاسرائيلي التي يقوم بها في الجولان والجليل أخيراً". وشدّد غرانوت على أن المناورة، رغم الاعلان أنها ذات بعد دفاعي، فإن "جهات مطلعة على ما يجري في لبنان أكدت أن لها أبعاداً هجومية (تجاه اسرائيل)، وهو ما يجب أن يثير القلق، حتى وإن لم يجر تنفيذها من جانب وحدات مسلحة في جنوبي نهر الليطاني".

قالت صحيفة تشرين السورية في افتتاحيتها إن الوقائع والتجارب أثبتت أن سورية تتمسك بالمعايير القانونية والأخلاقية وبقرارات الشرعية الدولية تتطلع في ذلك إلى نظام دولي تسوده قيم العدالة والسلام، وتبنى صلاته على الاحترام والحوار والتسامح والتعددية بما يضمن ثراء الإنسانية، مشيرة إلى أن هذا ما قاله الرئيس الأسد بالأمس وما تقوله سورية على الدوام حتى إن كل الوفود التي زارت سورية خرجت بانطباع يدعم موقفها الموضوعي ويؤكد عدالته، وهذا ما يدفع بالتالي مسؤولين أوروبيين ودوليين مختلفين، إلى التأكيد أن سورية دولة محورية في المنطقة وأن لا استقرار ولا سلام من دون إشراكها في كل الجهود الدبلوماسية والسياسية الساعية إلى حل عادل للصراع العربي-الإسرائيلي وإقامة سلام دائم وشامل يعيد الحقوق لأصحابها وكذلك الأرض المحتلة لمواطنيها الأصليين. ‏ولفتت الصحيفة إلى أن الشواهد كثيرة على المواقف الإيجابية والموضوعية التي يعكسها سياسيون دوليون عن سورية، على العكس تماماً من المواقف المسبقة التي تبديها الإدارة الأميركية والتي ابتعدت عن الموضوعية والمنطق الحقوقي والقانوني، وهي تنظر إلى قضايا المنطقة فقط من خلال العين الإسرائيلية، دون الاكتراث حتى بالتوصيات التي قدمتها وفود أميركية زارت سورية. ‏ورأت الصحيفة أن الذاكرة العربية عموماً والسورية خاصة تستعيد دوماً التحايل الأميركي على قرارات الأمم المتحدة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل التي لم تنتم يوماً إلى المجتمع الدولي لأنها لم تنفذ أيا من التزاماتها تجاهه، ويفترض أن تعامل على هذا الأساس وأن تحاسب على مواقفها العدوانية المتطرفة لا أن يُغدق عليها الدعم المالي والحربي وتترك منفلتة من أي مسألة قانونية، وأن يُسمح لها بتدمير السلام وفق أهوائها العدوانية العنصرية. ‏

اعتبرت صحيفة البيان في افتتاحيتها أن كل الأنظار والأضواء كانت موجهة في الآونة الأخيرة نحو الحدود التركية - العراقية، كما كان التركيز مصوباً فيما سبق على الوضع الأمني وما قيل عن تحقق درجات ملموسة من التحسن في ساحته، وهي قضايا لا شك أنها استأثرت بالاهتمام عن جدارة. لكن خلف غبار الحديث اليومي الطاغي في هذه الأمور كانت تتفاقم قضية شديدة الخطورة والحساسية: قضية النزوح والتهجير في العراق وهي، إذا ما بقيت على حالها فإنها تهدد أية خطوات إيجابية قد ترى النور. بل هي تهدد المصير العراقي برمته. ولفتت إلى أن آخر الأرقام التي ذكرها تقرير جمعية الهلال الأحمر العراقية حول النزوح داخل العراق، بلغت 3. 2 مليون مواطن، عدد ضرب الرقم القياسي، والملفت أن حركة النزوح سجلت في شهر سبتمبر الماضي ثلاثمئة ألف، وذلك بالرغم مما تناقلته التقارير عن هبوط أعمال العنف نسبياً؛ وبالتالي انخفاض عدد الضحايا، والطبيعي كان أن تهبط، تبعا لذلك، معدلات النزوح، وربما أن تتوقف بيد أن ما حصل كان العكس، وبالتحديد في محافظة بغداد؛ التي ذكر التقرير أن نسبة المغادرين بلغت حوالي 64% وبذلك صار مجموع العراقيين الذين تركوا ديارهم إلى أماكن أخرى، في الداخل والخارج، أكثر من 3. 2 مليون نسمة. ورأت الصحيفة أن التفسيرات حول النزوح تدور في ثلاثة أسباب، أولها أن خطاب التهديدات بضرورة النزوح عن مناطق معينة لا يزال رائجاً، بل متنامياً ويشكّل الدافع المباشر وراء حركة التهجير، إضافة إلى أن الإحساس بالأمان لا يزال هو الآخر بضاعة شبه مفقودة في أوساط العراقيين الأمر الذي حدّ من عودة العديد من النازحين إلى ديارهم ومناطقهم، أما السبب الثالث فهو أن الثقافة التي باتت راسخة في صفوف العراقيين هي ثقافة الفرز والقناعة بأن البلد يتجه ليرسو على وضعه الثلاثي القائم، وبما يتعذر معه عودته إلى وحدته السابقة المختلطة.

تساءلت صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها هل سيبقى الاحتلال في العراق إلى الوقت الذي لا يبقى فيه عراقي في مكانه، بحيث يكمل التهجير دورته، سواء داخل بلاد الرافدين أو إلى الخارج؟، وهل يهتم العرب بالأرقام، أرقام الضحايا والجرحى في العراق، وأرقام المهجرين داخل وطنهم، وأرقام النازحين إلى دول الجوار وأبعد من دول الجوار؟. وهل يتذكر العرب نكبة فلسطين عام 1948 والتشريد الذي فرضه الاحتلال الصهيوني على الشعب الفلسطيني، على الأقل من باب تعلم الدرس، ومنع تكرار النكبة نفسها في العراق على أيدي الاحتلال الأمريكي البريطاني، خصوصاً أنهم إلى الآن يتفرجون على ما يجري في العراق، احتلالاً وفوضى وتقتيلاً وتشريداً، كأن الأمر لا يعنيهم بالمرة؟. ولفتت إلى أن 2،3 مليون نازح داخل العراق ومثلهم إلى خارجه، وأرقام مرعبة لعدد الضحايا والجرحى، وما زال الاحتلال يتحدث عن "تقدم" في "مهمته" في العراق، فيما النكبة تكبر وتكبر، ويغلفونها بأحاديث جوفاء عن الحرية وعن الديمقراطية، لكأن العالم يصدق أن ثمة حرية وديمقراطية مع مصادرة وطن وسلب شعبه إرادته وزعزعة أمن واستقرار مجتمعه. وخلصت الصحيفة إلى أن نكبة في العراق بعد نكبة فلسطين، والخشية كل الخشية من نكبات جديدة يجرى التحضير لها، إن استمر العرب غافلين عما يستهدفهم.

كتب الدكتور حسين زغبي رئيس المعهد العربي الأميركي في واشنطن مقالا نشرته بعض الصحف العربية قال فيه إن معظم المرشحين الديمقراطيين لانتخابات الرئاسة الأميركية تحدثوا الأسبوع الماضي أمام المؤتمر القومي للعرب الأميركيين الذي يعقد كل أربع سنوات، في ولاية ميتشيغان، وقد كشفت طريقة تعاطي كل منهم مع الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني، الكثير عن كل مرشح. وأشار إلى أن الديمقراطيين، ومن بين مرشحيهم الذين لبوا الدعوة، حاكم ولاية نيومكسيكو بيل ريتشاردسون وعضو الكونغرس من اوهايو دينيس كوشينيش، في حين بعث كل من هيلاري كلينتون وباراك اوباما وجون ادواردز بمندوبين عنهم وخطابات مسجلة على الفيديو. ولفت الكاتب الى انه قد ورد في كلمة كلينتون ان "الخروج من العراق سيمكننا من الاضطلاع بدور بناء في عملية السلام الشرق أوسطية بما يضمن الأمن والعلاقات الطبيعية لإسرائيل والفلسطينيين". وقال ان أربعة مرشحين ديمقراطيين من أصل خمسة قد تحدثوا امام المؤتمر، عن التزام شخصي بالانخراط مباشرة في المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وتحدث اوباما وريتشاردسون عن الالتزام بالتوصل الى اتفاق على اساس دولتين. واعتبر الكاتب انه على العكس من هؤلاء المرشحين الاربعة، كان موقف هيلاري كلينتون غامضا بشكل مقصود أو غير مقصود. فلم تعد بالانخراط شخصيا في صنع السلام أو بالتوصل الى نتيجة محددة من المفاوضات. وخلص الكاتب إلى أن المستمع يمكن أن يتعلم الكثير مما قاله مرشحو الرئاسة الأميركية أمام المؤتمر العربي الأميركي، وما لم يقولوه.

حوارات فضائية

قناة الجزيرة.

اعتبر العماد ميشال عون أن لبنان يشهد إلغاءً لطائفتين من الحكم في لبنان، هما: الطائفة المسيحية والطائفة الشيعية، وهذا يشكل خطراً على التركيبة اللبنانية، معتبراً أن لقاءه مع الرئيس الجميل هو لقاء جدي ويساعد على تعزيز الاعتدال المسيحي. ولفت عون إلى أن استمرار حكومة فؤاد السنيورة أو انتخاب رئيس للجمهورية بالنصف زائد واحد هما يشكلان الفراغ في الحكم، مشيراً إلى أن انه مع تطبيق القرارات الدولية ومع إيجاد حل لموضوع سلاح حزب الله ولكن ضمن إطار سلمي وعادل.

حدث و اتجاه... لبناني

بات من شبه المؤكد أن التوافق على رئيس للجمهورية غير مرجح في مدى الأيام المقبلة لا سيما وأن بكركي أظهرت عدم رغبتها حتى الساعة في الدخول على خط التسميات دون أن تغلق الباب في اللحظة الأخيرة، وفي حين تراوح الاتصالات الداخلية في حالة من الانتظار والاستعصاء تبدو جبهتا الموالاة والمعارضة في حالة استعداد لمرحلة جديدة مفتوحة على جميع الاحتمالات إذا ما صممت الموالاة على الاستجابة للرغبات الأميركية المانعة للتفاهم على رئيس وفقا للمعادلات التي يطرحها منطق التوافق وما قد ينطوي عليه ذلك من التزامات سياسية للفترة المقبلة ترفض الولايات المتحدة قيام حكم لبناني يعمل على أساسها في موضوعي العلاقة اللبنانية ـ السورية والمقاومة وسلاحها.

مصادر المعارضة تؤكد أن جميع الاحتمالات موضوعة قيد الدراسة وأن خيارات كثيرة في صياغة المواجهة مع أي عمل انقلابي قد يذهب إليه الموالون بعد تعطيل التوافق بقرار أميركي مطروحة لتداول مكثف تجريه قيادات المعارضة اللبنانية و في دائرة التشاور الدائم مع الرئيس اميل لحود الذي يجزم بأنه لن يسلم السلطة لأي جهة غير شرعية وغير دستورية محتفظا بحالة التكتم التي تميزت بها مقاربته لخيارات منع الفراغ.

أوساط الموالاة تشهد تجميعا للأوراق وإعدادا لاحتمالات عقد جلسة خارج المجلس النيابي بالنصف زائد واحد أو بمن حضر قبل 24 تشرين الثاني وتركز القيادات الموالية جهودها لتوليد الانطباع السياسي بجدية هذا الخيار وهو ما يرى بعض المحللين أنه قد يكون جزءا من السيناريو المطلوب لتسويق خيار تجميد الوضع اللبناني الحالي من خلال معادلة النصف زائد واحد مقابل ما يسمى بالحكومة الثانية في أدبيات الموالاة كناية عن الحكومة التي يخشى الموالون مبادرة الرئيس لحود إلى إعلانها بمرسوم قبل انتهاء ولايته.

العماد ميشال عون رسم يوم أمس معالم المواجهة الشعبية والميدانية التي ستخوضها المعارضة في وجه الانقلاب وهو اعتبر بقاء حكومة السنيورة أو تسمية رئيس خارج النصاب الدستوري والأصول والأعراف المتبعة بمثابة انقلاب وإسقاطا للدستور ستكون جميع وسائل منعه مباحة ومشروعة ملوحا باقتحام السراي في إطار حركة شعبية لن يتسنى لأي كان أن يحول دون اندلاعها في حالة دفع البلاد إلى التصادم.

هذا المشهد الداخلي الصاخب لم يغيب الحضور الأساسي للوضع اللبناني في حركة مكثفة دولية وعربية تمتد من قمة بوش ـ ساركوزي وصولا إلى الزيارات المتلاحقة التي سيقوم بها وزراء خارجية وموفدون أوروبيون وعرب إلى بيروت في الأيام القليلة المقبلة ولكن السؤال الرئيسي الذي لم يتسن لأحد أن يقدم عليه إجابة شافية يتعلق بمعرفة ما إذا كان هذا الحراك الدولي سيثني إدارة الرئيس بوش عن قرارها بتصنيع التصادم والتفجير في لبنان أم سيقود إلى بلورة تسوية ما يشكل الوصول إلى الرئيس التوافقي مدخلها الأول، وبالتالي السؤال المطروح عن تلك المساعي هو ما إذا كانت تهدف إلى المساعدة على التسوية أم إلى خفض كلفة التصادم وتكريس الستاتيكو اللبناني حتى إشعار آخر.

الصحف اللبنانية

لا يزال التحرك الفرنسي على خط الأزمة اللبنانية قبل الوصول إلى خط النهاية في الذي يجري مع الوقت في الاستحقاق الرئاسي اللبناني في حين لم يسجل أي تقدم ملموس باتجاه حل الأزمة التي بقيت تراوح مكانها وسط تصريحات تصعيدية متفرقة وقد توقعت بعض المصادر السياسية تأجيل جلسة الانتخاب التي كانت حددت في 12 الجاري ما يدفع إلى رفع وتيرة القلق لما بعد هذه الفترة التي يلوح في أفقها فراغ دستوري أصبح هو المرجح. وفي هذا السياق تساءلت صحيفة السفير عما إذا كان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سينجح في "خطف" التسوية في واشنطن؟، مشيرة الى أن موفدا رئاسيا فرنسيا سيصل إلى بيروت فيما والجامعة العربية تدرس إمكان إرسال وفد وزاري. وقالت الصحيفة أنه في انتظار ما ستفضي إليه قمة الرئيسين الأميركي جورج بوش والفرنسي نيكولا ساركوزي في واشنطن، في الساعات المقبلة، لاسيما لجهة بلورة تصور مشترك للبلدين في مواجهة الملف الرئاسي اللبناني، تأثر المناخ العام، بالدينامية الايجابية التي ولّدها لقاء موفدي ساركوزي بالرئيس السوري بشار الأسد، في دمشق، وساعد ذلك في توسيع دائرة التفاؤل الضيقة جدا، وذلك على بعد خمسة أيام من موعد جلسة الاثنين التي باتت في حكم المؤجلة. أما صحيفة الأخبار فقرأت في نفس "الكتاب" واعتبرت أن مصير لبنان بين يدي بوش وساركوزي، مشيرة أيضا إلى الموفد الفرنسي الذي سيكون في لبنان لمواكبة الانتخابات فيما يتوجه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إلى دمشق والرياض قبل أن يحط في محطة بيروت، لافتة إلى أن الجيش سيخرج ولن يعود إلى الثكن، مضيفة أنه في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف من حصول الفراغ، فإن الهموم الأمنية قد تقدمت على غيرها. وخصص مجلس الأمن المركزي جلسته أمس للبحث في ما يمكن أن يؤول إليه الوضع، وطلب وزير الداخلية حسن السبع من ممثلي الأجهزة الأمنية اتخاذ التدابير الكفيلة بتعزيز سلطة الحكومة على مختلف الوزارات والمؤسّسات العامة، وضبط الوضع الأمني في مواجهة أي ردّ فعل يمكن أن تلجأ إليه المعارضة إذا تقرّر القيام بنوع من الاحتجاج الشعبي أو أي شكل من أشكال الرفض لسلطة حكومة السنيورة. وفيما أكّد القادة الأمنيون أن الإجراءات الأمنية معروفة، وقد سبق للجيش أن اتخذها في مناسبات عدة، لفت بعضهم إلى أن الخشية الحقيقية هي من توسّع ردود الفعل الرافضة لتشمل كل المناطق، متسائلاً: كيف يمكن القوى أن تضبط الوضع في ظل الانقسام والفرز السياسيين. وعُلم أن الجيش استجاب لطلبات عدّة بأن يكون حاضراً على الأرض. وقالت مصادر معنية إن قرار سحب الجنود إلى الثكن لم يعد قائماً والمشكلة التي قد تواجهها قيادة الجيش تقوم إذا تألّفت حكومة ثانية وبات مضطراً لأن يأخذ بقرار هذه الحكومة أو تلك. غير أن الجيش سوف يقوم بعمليات انتشار في كل النقاط الحساسة، وثمة نقاش معه بشأن نصب دوائر أمنية حول كل الوزارات والإدارات العامة لمنع التعرض لها.

أخبار المرئي في لبنان

*اللقاء المرتقب بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والرئيس الأميركي جورج بوش، كان موضع إهتمام مقدمات نشرات التلفزة اللبنانية، فقالت قناة المنار ان الأنظار تتجه إلى واشنطن اليوم لرصد نتائج اللقاء الذي يجمع الرئيسينِ الأميركي جورج بوش والفرنسي نيكولا ساركوزي والذي يتوقع ان يستحوذ الملف اللبناني على حيز كبير منه، وان يكون له انعكاسات على مجمل حركة الاتصالات الجارية لبلورة حل للاستحقاق الرئاسي الداهم، بعدما ربط الكثيرون موقفهم بكلمة السر الأميركية. واعتبرت قناة الجديد NTV أن الثلاثاء المقبل موعد لن يكون بمقدوره الوفاء بمواعيده، والثالثة ليست ثابتة في ظل ترجيحات سياسية تؤكد انتقال جلسة الثاني عشر إلى الرابع عشر من الشهر نفسه، وتأجيل يجرّ تأجيل، وفي هذه المرحلة التي وصفها الوزير مروان حمادة بالرمادية، فان الحركة السياسية تتوزع على خطين: قمة ساركوزي بوش، والمسعى العربي الذي عاد إلى الساحة اللبنانية بشخص هشام يوسف موفداً من عمرو موسى. وقالت الشبكة الوطنية للإرسال NBN إن زيارة مساعد الأمين العام للجامعة العربية هشام يوسف إلى بيروت ليست سوى تمهيداً لزيارة عمر موسى التي لم يتحدّد موعدها بعد والتي يُفترض عند حصولها ألا تكون تكراراً لتجارب الفشل السابقة التي اعترف بها يوسف اليوم، مؤكداً في المقابل مسؤولية العرب اتجاه لبنان. ورأت المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC انه قبل أن يدخل لبنان مهلة الأيام العشرة الأخيرة، بدأ طرفا الأكثرية والمعارضة شحذ أدوات ما سماها الرئيس بري الشر المستطير. باتجاه المسار يتحدد في لا جلسة الثاني عشر من تشرين الثاني. فبعد ساعات من إعطاء السفير الأميركي في الأمم المتحدة خليل زلماي زادة الضوء الأخضر بخيار النصف زائداً واحداً، اعلن النائب جورج عدوان من بكركي انه بعد الرابع عشر من الجاري سيلتئم المجلس حكماً سواء بدعوة او من دون دعوة الرئيس بري. وقالت قناة المستقبل انه برز لقاء تاريخي بين خادم الحرميْن الشريفيْن الملك عبد الله بن عبد العزيز ورأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم البابا بينيديكتوس السادس عشر في الفاتيكان أيّدا في ختامه إيجاد حل عادل لنزاعات الشرق الأوسط وتعهدا على مواصلة الحوار بين الأديان للنهوض بالتعايش بين الشعوب.

إتجاهات " نشرة سياسية يومية تصدر عن جريدة أخبار الشرق الجديد. يمكنكم الإطلاع على مضامينها باللغتين الفرنسية والإنجليزيةكذلك على موقع الشبكة باللغتين السالفتي الذكر. كما يمكنكم تصفح التقرير الإقتصادي اليومي أيضا "مؤشرات" باللغتين العربية والإنجليزية على موقعنا.