وعدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس نظيرها السوري وليد المعلم بـ «السعي» الى توفير متطلبات حضور سورية المؤتمر الدولي للسلام المقرر عقده في انابوليس، فيما أجرت موسكو اتصالات مع دمشق في إطار الترتيب لاستضافة «نسخة روسية» من هذا المؤتمر يرجح عقده في بداية السنة المقبلة.

وعلم ان وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي ابلغ قادة المنظمات الفلسطينية، لدى لقائهم في دمشق قبل ايام، استعداد طهران لـ» استضافة» المؤتمر الوطني الفلسطيني الذي تقرر «تأجيله» بعد مشاورات بين رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر نائب الأمين العام لـ «الشعبية - القيادة العامة» طلال ناجي مع مسؤولين سوريين.

وبحسب المعلومات المتوافرة لـ «الحياة»، قال متقي لمسؤولين فلسطينيين: «فهمنا ان لديكم صعوبات بعقد المؤتمر في دمشق. ان ايران مستعدة لاستضافته»، وذلك بعدما وافقت طهران على طلب ناجي المساهمة في تمويل المؤتمر الفلسطيني. وأشار متقي الى ضرورة العمل على «افشال» المؤتمر الدولي في أنابوليس.

ولوحظ ان السفراء الغربيين في دمشق ومسؤولين غربيين أبدوا اهتماماً بالغاً بهذا المؤتمر، واطلقوا عليه اسم «المؤتمر المناهض لأنابوليس». ونصح عدد من اصدقاء دمشق، بينهم تركيا، بإلغائه. كما ان الرئيس محمود عباس ارسل وفدا الى دمشق في الاطار ذاته.

وعلم ان مسؤولين سوريين أبلغوا ناجي عشية وصول وفد عباس الاسبوع الماضي، ان الأمر يتعلق بالفلسطينيين انفسهم وان لا علاقة لدمشق به، مع الاشارة الى ضرورة «تأجيله ليتزامن مع المؤتمر الدولي»، الأمر الذي فسره ناجي بضرورة اعلان التأجيل وصولاً الى «حافة» الإلغاء.

ويعتقد بأن هذا «التأجيل» ساهم في ترتيب أساس للقاء المعلم ورايس على هامش مؤتمر دول جوار العراق الموسع في اسطنبول الاسبوع الماضي. وقالت مصادر ديبلوماسية لـ «الحياة» ان رايس «شكرت» المعلم على قرار دمشق «تأجيل المؤتمر» مع الاشارة الى ان «إلغاءه أمر إيجابي».

وجاء ذلك في سياق المحور المتعلق بالمؤتمر الدولي من جلسة المحادثات التي تناولت ايضاً الأزمة اللبنانية والوضع في العراق. وعلم ان المعلم شدد على أهمية توافر الشروط الموضوعية لحضور سورية المؤتمر الدولي وتحقيق السلام في الشرق الاوسط، بحيث تكون قضية الجولان على جدول الاعمال وان توجه الدعوة الى دمشق كـ «طرف اصيل وليس عضواً في لجنة تفعيل مبادرة السلام العربية». وقالت المصادر انه عندما طلبت رايس من المعلم ضرورة «ابلاغ» الاسرائيليين ذلك، رد بأن واشنطن هي التي «تمنع» استئناف المفاوضات على المسار السوري. الأمر الذي قابلته وزيرة الخارجية الاميركية بالإشارة الى انها «سترى» أو انها «ستسعى» الى وضع قضية الجولان على جدول الاعمال على خلفية ادراك دمشق ان «الأولوية ممكن ان تكون للمسار الفلسطيني باعتباره القضية الجوهرية لكن من دون اهمال المسار السوري» والتأكيد على أن سورية «لن تعرقل أي تقدم حقيقي في المسار الفلسطيني».

وتزامنت هذه الاشارات الاميركية مع قيام رئيس الوزراء الروسي السابق يفغيني بريماكوف بنقل رسالة من الرئيس فلاديمير بوتين الى الرئيس بشار الاسد الاسبوع الماضي. واوضحت مصادر روسية لـ «الحياة» ان موسكو «نصحت» دمشق بضرورة حضور المؤتمر الدولي، وان لدى روسيا «افكاراً»، بحثت فيها مع واشنطن وتل ابيب، مفادها انه طالما ان المؤتمر الدولي «سيركز على المسار الفلسطيني، فإن موسكو باعتبارها عضواً في اللجنة الرباعية الدولية (مع اميركا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة) مستعدة لاستضافة مؤتمر ثان في بداية العام المقبل للبحث في كل المسارات بما فيها المسار السوري». وقالت المصادر الروسية: «سيكون المؤتمر الروسي متابعة لأنابوليس ويناقش التسوية الشاملة على اساس مبادرة السلام العربية والقرارات الدولية»، مشيرة الى ان بريماكوف «لمس جواً ايجابياً» لدى دمشق ازاء هذه «الفكرة» التي ستتبلور في «مبادرة بعد تحديد موعد مؤتمر أنابوليس وتوجيه الدعوات اليه».

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)