كال الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز امس في اليوم الثاني من زيارته الى تركيا وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي عبد الله غول، المدائح للبلد «النموذج في النجاح الاقتصادي والحريات الديموقراطية»، وشن هجوما عنيفا على ايران ووصفها بانها مدرسة الارهاب.

في موازاة ذلك، وعد غول بمعاودة الجهود لاطلاق سراح الأسرى الاسرائيليين، من دون تحديد اي أسرى، متمنيا ان يخرج مؤتمر انابوليس بنتائج ملموسة، مجددا رفضه لوجود اسلحة نووية ودمار شامل في كل الشرق الأوسط، وليس فقط في ايران. وعن الاجتماع الثلاثي اليوم بينه وبين بيريز والرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمل غول ان يكون مساهمة نحو سلام المنطقة واستقرارها. وقال ان اشتراك سوريا في مؤتمر انابوليس ضروري في هذا المجال.

وينتظر ان يتحدث بيريز وعباس معا بعد ظهر اليوم امام البرلمان التركي، في خطوة غير مسبوقة لزعيمين اجنبيين في الوقت ذاته. ويأمل الأتراك ان تساهم هذه الخطوات في تعزيز مناخات الثقة والتفاؤل عشية مؤتمر انابوليس.

وكان بيريز قد تحدث في وقت سابق بعد منحه الدكتوراه الفخرية من جامعة بيلكنت، وقال انه «كما هو صعب ان تفهموا حزب العمال الكردستاني فمن الصعب ان نفهم نحن حركة حماس». كما ذكر ان تركيا تستطيع ان تلعب دور الوسيط بالنسبة للجنود الاسرائيليين الأسرى. وعن خزانات الوقود التي القتها الطائرات الاسرائيلية فوق تركيا، قال بيريز «هل حملتها الرياح الى هناك؟ لا اعرف. مع ذلك قرر رئيس الحكومة الاعتذار عن هذا الموضوع».

واستغل بيريز زيارته ليشن حملة ضد ايران بقوله ان «هناك مدرستين في الشرق الأوسط: مدرسة السلام وتمثلها تركيا، ومدرسة الارهاب وتمثلها ايران». وقال انه «رغم أخطائها، فإن العالم من دون اميركا ستعمّه الفوضى». وأضاف انه «رغم بنيتها الأساسية الاسلامية، فإن تركيا البلد المسلم الوحيد الذي يستطيع ان يحقق السلام بين المسلمين والمجتمعات الأخرى».

تداعيات زيارة الملك عبد الله

وبعد مرور ثلاثة ايام على مغادرة الملك السعودي عبد الله تركيا، فقد واصلت الصحافة التركية حملتها الواسعة عليه وعلى تجاوز غول البروتوكول المستمر منذ ثمانين عاما من خلال أمور عديدة: استقباله للملك عبد الله في المطار، والتقليد يقول بان يستقبل رئيس الجمهورية ضيوفه في القصر الجمهوري فقط. وهذا ما فعله مع ضيوفه في الآونة الأخيرة من الرئيس السوري بشار الأسد الى الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز. والتجاوز الثاني، هو قبول غول نفسه ان ينضم الى محادثات الملك عبد الله مع رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان في القصر الحكومي وبناء لرغبة الملك عبد الله نفسه، وهذه سابقة في ان يعقد الرئيس اجتماعات مع ضيوفه خارج القصر الجمهوري. ويقول غول نفسه انه لا ينوي ان يحوّل هذا الاستثناء تقليدا. اما الانتقاد الثالث، فهو عدم زيارة ضريح أتاتورك.

كذلك انتقدت الصحافة عدم رفع العلم السعودي في المطار أثناء مغادرة الملك انقرة. وكانت السعودية رفضت تنكيس العلم السعودي الى النصف اسوة بالعلم التركي بمناسبة العاشر من تشرين الثاني ذكرى وفاة أتاتورك. وتقول اوساط الوفد السعودي ان العلم الذي يحمل عبارة التوحيد لا يمكن له ان ينكّس لهذه المناسبة. وتقرر بالتالي عدم رفع العلم نهائيا.

وتساءل احمد حاقان في صحيفة «حرييت» عما اذا كان «ذهاب غول عند اقدام الملك ناتجا عن سنوات خدمة عبد الله غول في السعودية بين عامي 1983 و,1991 أم ان تدفق الاستثمارات السعودية على تركيا هو السبب، أم انه يريد التشــبه بطــورغوت اوزال الذي اقام علاقات جيدة مع العالم العربي، وإن كنا لن نرى غول بالشورت القصير كما كان يفعل اوزال».

ويكتب اوكتاي اكشي في صحيفة «حرييت» عما اذا كان غول «يظن انه لا يزال موظفا في صندوق التنمية الاسلامي في جدّة لكي يتعامل مع الملك عبد الله بهذه الدونية».

ويقول السفير السابق نزهت كانديمير انه باستثناء سابقة استقبال سليمان ديميريل للرئيس بيل كلينتون في المطار بعد زلزال 1999 فلا سابقة بهذا الشكل في تاريخ تركيا. وقال ان «الرئيس يذهب فقط الى ضيفه في حال كان مريضا او عاجزا عن الحركة». وقال ان «ذهاب غول اليه كما منــحه ميدالية الشرف للدولة لمجرد انه جاء لتهــنئته بالرئاسة كلاهما امر خاطئ».

وكشف جان دوندار في صحيفة «ميللييت» عن محضر زيارة قام بها نجم الدين اربكان في العام 1974 بصفته نائبا لرئيس الحكومة الى السعودية طلبا للمساعدة المالية بعد ارتفاع اسعار النفط. وجاء في المحضر ان اربكان التقى احمد زكي اليماني وزير النفط السعودي وكان حاضرا السفير السعودي في انقرة انس ياسين. ومما جاء في شروط السعودية، منح مساعدة بقيمة 250 مليون دولار شرط ان توافق تركيا على عبارة ان الاتفاق هو بين بلدين مسلمين وهذا لم يكن متيسرا لأربكان في ظل رئاسة بولنت اجاويد للحكومة. وقد انتهت الزيارة من دون اي مساعدة سعودية.

وتساءل دوندار «هل يمكن ان نأمل ان تكشف بعد 33 عاما من الآن محاضر المحادثات التي جرت في العاشر من تشرين الثاني 2007 بين الملك عبد الله والمسؤولين الأتراك؟».

مصادر
السفير (لبنان)