في الوقت الذي تدق فيه طبول الحرب، وتتوتر فيه العلاقات بين الجانبين، كشفت مصادر سورية عن مخطط إسرائيلي لتلغيم الحدود بزرع ألغام إشعاعية في الجولان، محذرة من أن الخطة السرية الإسرائيلية من شأنها إحداث "مجزرة حقيقية" عند انفجار هذه الألغام.

ونقلت صحيفة "الخليج" الإماراتية عن مصادر سورية قولها : "إن السلطات في دمشق كشفت أبعاد خطة (قلاع داود) الإسرائيلية بناء على معلومات استخبارية وتأكيدات شهود عيان داخل الجولان، ويدعم هذه المعلومات تقرير سابق قدمته دمشق إلى لجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في الجولان، وما يتوفر لدى المنظمة الدولية من وقائع الانتهاكات الإسرائيلية الدورية والدائمة في الهضبة السورية.

وذكرت المصادر -بحسب الصحيفة- أن الخطة تشتمل على زرع الألغام الإشعاعية في 20 موقعاً في القطاع المحتل على الحدود السورية.

واعتبر مصدر رسمي سوري أن هذه التحركات ليست غريبة على إسرائيل ، مشيراً إلى أن الحديث عن الخطة الإسرائيلية لزرع ألغام نووية في الجولان بدأت منذ خمس سنوات، ولم يستبعد أن تكون إسرائيل نفذت مخططها كضمان حتى لا تستعيد سوريا مرتفعات الجولان التي تحظى بموقع إستراتيجي مهم، إلا أن المصدر نفسه أشار الى ان سوريا بدأت بعد حرب يوليو/ تموز 2006 بإعداد العدة لجميع الاحتمالات أولها الحرب مع إسرائيل لافتاً إلى انها ركزت على تطوير مستوى التسلح وخاصة الشق الدفاعي منه.

ولفت المصدر الى انه لا يخفى على أحد إمكانيات سوريا الصاروخية التي تمكنها من الدفاع عن نفسها ضد أي عدوان إسرائيلي، ما يشكل خطراً كبيراً على البنية التحتية الإسرائيلية التي ستكون تحت رحمة الصواريخ السورية.

من جانبه طالب أستاذ القانون الدولي في جامعة دمشق ابراهيم دراجي الأمم المتحدة بأن تثبت الممارسات غير القانونية والانتهاكات الإسرائيلية في الجولان، وأن تثير مسؤولية إسرائيل عن اقتناء أسلحة نووية بصورة غير مشروعة، وإجباره على التخلص منها.

وكانت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية قد ذكرت في وقت سابق أن جيش الاحتلال بدأ بحفر خنادق ضد الدبابات غربي هضبة الجولان، وأثارت هذه الأعمال تساؤلات كثيرة بين المستوطنين الإسرائيليين في الجولان الذين يتحسبون من خلفيتها العسكرية الممكنة في وقت يزعم فيه جيش الاحتلال انها جزء من نشاط اعتيادي واستعدادات عامة.

وبدأت أعمال حفر الخنادق قبل أسبوعين وتنفذها قوات الجيش وشركات مدنية، كما أن قوات الاحتياط الإسرائيلية أنهت الاستحكامات الأمامية وتعمل في الوقت الحالي على تعزيز الاستحكامات الخلفية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في الجيش قولها: "إن حفر الخنادق يعد جزءاً من استعدادات الجيش لمواجهة تهديدات دمشق واستعداداً دفاعياً إذا أراد السوريون تنفيذ عمل عسكري عميق، ومن شأن هذه الخنادق أن توقف مسيرة الدبابات السورية قبل وصولها إلى نهر الأردن".

وأضافت المصادر أن حفر الخنادق "استعداد دفاعي لحالة حرب قد ينجح من خلالها السوريون في تنفيذ عمل عسكري عميق، وهذا الخندق سيوقفهم قبل وصولهم الى نهر الأردن" ، وتابعت : "هذا سيناريو يحتمل أن يحدث في وضع معين، ولذلك يتوجب الاستعداد له بجدية ".