شدّدت دمشق، أمس، على «الرؤية المشتركة» مع طهران لمعالجة أزمات المنطقة، ولا سيما الوضع في لبنان، في وقت تكثفت فيه الحركة الدبلوماسية لإشراك سوريا في المؤتمر الدولي للسلام، وأقرّ السفير السوري لدى موسكو بوجود تحضيرات لمؤتمر مكمّل لأنابوليس يختص ببحث وضع الجولان المحتل.

وخلال استقباله وزير الخارجية السوري وليد المعلم في طهران، أمس، شدّد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على أن «الوحدة والتضامن بين شعوب إيران وسوريا ولبنان هما السبيل الوحيد لتحقيق النصر في المنطقة». وقال إن «الأعداء يضعون خططاً طويلة الأمد للتآمر على شعوب المنطقة، وخصوصاً في لبنان وفلسطين، إلا أن الوحدة والتضامن بين الدول الإسلامية في المنطقة، وخصوصاً موقف سوريا، سيحبط جميع مؤامراتهم». ورأى أن «أميركا والكيان الصهيوني هما اليوم في منحدر السقوط نحو الهاوية»، مشيراً إلى أن التناغم والتنسيق بين الدول الإسلامية في المنطقة «سيحبط جميع مؤمرات الأعداء». وتابع نجاد: إن «الأعداء يحاولون إيجاد الفرقة بين الشعبين الإيراني والسوري، لذا يتعين علينا التحلي باليقظة وتسوية مشكلات المنطقة بالتعاون». وشدّد على العلاقات «الطيبة والأخوية» بين إيران وسوريا، مضيفاً أن إيران «تحرص على تطوير تعاونها وعلاقاتها مع سوريا يوماً بعد يوم نظراً إلى وجهات نظر البلدين المشتركة في الكثير من القضايا الإقليمية والدولية».

وتطرّق نجاد إلى مؤتمر أنابوليس، فاعتبر أن «منظمي مؤتمر الخريف يسعون إلى ربط الدول العربية بالكيان الصهيوني». ورأى أن «هذا المؤتمر لن يعود سوى بالضرر على قضية فلسطين».

بدوره، أشار المعلم إلى أن العلاقة بين دمشق وطهران «تنمو باستمرار». وأضاف أن «وجهات نظر البلدين المشتركة بشأن القضايا الإقليمية والدولية الهامة». وقال إن المسؤولين السوريين والإيرانيين «يهدفون إلى إقرار السلام والاستقرار في المنطقة بعيداً عن التدخل الأجنبي». ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن وزير الخارجية السوري قوله لنظيره الإيراني منوشهر متكي إن «سوريا ستشارك في المؤتمر الدولي للسلام شريطة وضع الجولان في جدول أعمال المؤتمر».

والموقف نفسه أعلنه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، بعد لقائه نظيره الروسي ألكسندر سلطانوف في دمشق أمس، مشيراً إلى أن «عملية السلام يجب أن تكون شاملة وعادلة، ويجب إدراج بند الجولان السوري على جدول أعمال أنابوليس حتى تحضر سوريا».

أما سلطانوف فقال، من جهته، إن «الاجتماع في أنابوليس هو عبارة عن مرحلة أو محطة من المحطات لاستئناف تحرك السلام الشامل في المنطقة. محطّة مهمة ونحن نرحب بنجاح هذا الاجتماع. وأصدقاؤنا السوريون كذلك أكدوا أنهم مهتمون بنجاح هذا الاجتماع». وأضاف: «من الواضح أن اجتماع أنابوليس سيركز على القضية الفلسطينية، ولكن روسيا ترغب في إدراج كل قضايا الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي، بما فيها الجولان، على اجتماع لاحق للسلام تسعى موسكو إلى عقده». وكان سلطانوف قد التقى الرئيس السوري بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع في إطار جهود تقودها موسكو لإشراك سوريا في مؤتمر السلام.

وفي السياق، أشار السفير السوري لدى روسيا، حسان ريشة، أمس، إلى أنه من المرجح انعقاد مؤتمر للسلام بين سوريا وإسرائيل في موسكو خلال كانون الأول المقبل بعد انتهاء محادثات أنابوليس، لكنه أوضح أنه لا يعرف ما إذا كان قد تم تحديد موعد دقيق له. وأكد أن سوريا «تؤيد فكرة تنظيم مؤتمر دولي في موسكو للتسوية السورية ـــــ الإسرائيلية»، مشدداً على أن بلاده «تدعو روسيا لأن تؤدي دور المنظم لمؤتمر شامل للتسوية الشرق أوسطية».

وتوقع دبلوماسي عربي في دمشق حضور سوريا لمؤتمر أنابوليس في آخر لحظة. وقال: «سوريا تعلم أن (اجتماع) أنابوليس حيوي للتخفيف من عزلتها وتحسين علاقات متضررة مع دول عربية ترتبط بقوّة بالولايات المتحدة».

وقال دبلوماسيون غربيون في دمشق إن سوريا ستكون من الدول العربية المدعوّة.