حدث واتجاه...إقليمي

تصدر مؤتمر انابوليس الاهتمام الإعلامي في المنطقة و في حال تكرس رسميا إدراج الجولان ومزارع شبعا على جدول أعمال مؤتمر أنابوليس بالوثيقة الرسمية التي طلبت دمشق من واشنطن إرسالها ، ستكون سوريا قد حققت انجازا سياسيا ومعنويا بالرضوخ الأميركي لشرطها المتعلق بقبول المشاركة في المؤتمر.

ويبدو واضحا أن هذه الاستجابة التي أكدتها اتصالات اليومين الماضيين ستكون تعبيرا عن حقيقة معادلات المنطقة التي فرضت على إدارة الرئيس بوش أن تنتقل في التعامل مع الصراع العربي ـ الإسرائيلي من محاولة الالتفاف على وثيقة بايكر ـ هاملتون وتوصياتها إلى التقيد بمضمونها في الشكل على الأقل ليأتي جدول الأعمال شاملاً للمسارات و معناه أن الدعوات لم تعد مكرسة لما أعلنه جورج بوش أول الأمر من تصميم على عزل سوريا وتكريس اللقاء لبناء حلف بين بعض الحكومات العربية وإسرائيل.

انابوليس سيكون ميدانا للصراع السياسي حول مفهوم التسوية في المنطقة وإطارها بين الشروط والاملاءات الإسرائيلية ومنطق الحقوق العربية، والحضور السوري إذا حصل لن يكون فاعلا فقط في موضوع الجولان المحتل بل في المقاربة العربية الشاملة لمفهوم التسوية ومرجعياته التي تعتبر عامودا فقريا في الموقف السياسي السوري منذ عقود وسبق لسوريا أن كرستها في التفاهم الذي أجراه الرئيس الراحل حافظ الأسد مع الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب عشية الدعوة إلى مؤتمر مدريد.

الانتصار السوري على سياسة العزل والحصار يتكرس بصورة تصاعدية والعبرة في انابوليس ستكون في مدى إدراك الوفود العربية الأخرى لما يشكله حضور سوريا من علامة قوة للموقف العربي إلا إذا اختاروا في حمأة النقاش حول المسارات الأخرى ولا سيما الفلسطيني منها أن ينحازوا إلى وجهة النظر الأميركية ـ الإسرائيلية بدلا من التراصف إلى جانب الوفد السوري الذي سيكون وفد الحقوق العربية بلا منازع، ومن الواضح أن الموقف السوري رسم سقفا مانعا لتدحرج بعض الحكومات المشاركة في متاهة العلاقات مع إسرائيل بينما الحصيلة الفلسطينية هي صفر مؤكد بسبب الموقف الإسرائيلي المتعنت.

الصحف العالمية والعربية

*رأت صحيفة الوطن في افتتاحيتها انه عندما تعلق الآمال على مؤتمر سلام أنابوليس المزمع عقده الثلاثاء المقبل، فذلك لأسباب جوهرية يعرفها الجانبان العربي والإسرائيلي أهمها أن هذا الصراع الذي امتد على مدى 6 عقود، أبقى المنطقة بأسرها على فوهة بركان لا يكاد يخمد حتى يثور مجدداً، ويلقي بحممه في كل مكان، معتبرة ان الصراع أصرت إسرائيل فيه على المضي في خططها التوسعية وفي سحق الشعب الفلسطيني، فلا هي استطاعت بذلك أن تجلب الأمن لمواطنيها، ولا هي استطاعت أن تسيطر على مقاومة الشعب الفلسطيني الذي لم يكن يملك إلا الحجارة ليدافع بها عن وطنه. ولفتت الى انه لا ينبغي التقليل من أهمية هذا المؤتمر، ولا ينبغي أن تكتنفه نظرة التشاؤم المعهودة، رغم كل الدلائل التي تشير إلى أن الجانب الإسرائيلي سيحمل جعبة خالية ليأخذ ولا يعطي، فهذا المؤتمر يأتي بعد 7 سنوات من آخر لقاء رسمي يدور في فلك مفاوضات السلام بين ممثلين من منظمة التحرير الفلسطينية وممثلين عن الحكومة الإسرائيلية، ولذا فإن هذا اللقاء الدولي ليس كأي لقاء عابر بين الجانبين العربي والإسرائيلي، إنه لقاء تاريخي من الضرورة بمكان أن يكون ناجحاً، لأن فشله يعني بكل بساطة فشل أي محادثات مستقبلية للسلام، إنه يعني بكل صراحة فشل الإدارة الأمريكية كراعية للسلام، وفشل الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في إنهاء الصراع.

وخلصت الصحيفة الى انه لن يبقى أولمرت ولا بوش ولا حتى عباس، ولكن التاريخ سيبقى وسيدون للأجيال القادمة ما سيتمخض عن لقاء أنابوليس، وسيدون ما إذا كانت الأطراف المجتمعة - وتحديداً الطرف الإسرائيلي - قد أتت من أجل إنجاز تاريخي يضع حداً لنزاع استمر لـ6 عقود، أم إنها فقط قد أتت لمجرد الاجتماع والتقاط الصور التذكارية. قد لا يتكرر مثل هذا اللقاء التاريخي للأبد. وقد يتكرر، ولكن بعد زمن طويل، وفي كلا الحالتين تبقى إضاعته أو بالأحرى فشله مرتبطين بشعوب المنطقة، وأولها بكل تأكيد الشعب الإسرائيلي. فهل يعي قادة إسرائيل هذه الحقيقة أم لا؟ هذا ما سيكشف عنه لقاء أنابوليس.

*كتب يوسف الكويليت مقالا نشرته صحيفة الرياض قال فيه انه في لبنان الكل يزعم انه أمير البيان، ومفوّض السلطة، وزعيم المكان، لكن حين نقرأ الخارطة الاجتماعية والسياسية، نجد أن كل فريق من أولئك سفير غير مفوض لقوة خارجية، أي أن سلم الأولويات يذهب إلى جني الأرباح الذاتية بصرف النظر لمن تؤول إليه النتائج حتى لو فجرت الحرب وتقطعت أوصال البلد الصغير، مشيراً الى انهم جربوا حكومات الأحزاب ذات الانتماء الطائفي، وفشلوا، وذهب البعض للعروبة، والآخر إلى حضارة البحر المتوسط، وآخر نادى بالهلال الخصيب، ومع تعدد الأفكار والآراء، انفجرت الحرب بين التشكيلات الفسيفسائية، لتنجب مولوداً أعلن المصالحة والهدنة المؤقتة، ولكنه لم يطرح مشروع الدولة الوطنية وفق أسس موضوعية تخدم الجميع، وتوحد فصائلهم، وانتماءاتهم.

واعتبر الكاتب ان الأغرب أن أوروبا رمت ثقلها، ولأول مرة، في ندب أهم ساستها للبحث في ضوء في النفق اللبناني، وعجزت، والعرب لاعبون ومتلاعبون والوسطاء الأكثر نزاهة طالهم الصد والشك حسب مذهبهم وديانتهم، والأمم المتحدة ليست مخولة كالسابق، لندب "مندوب سامٍ" يحكم باسمها ليؤهل البلد إلى قيادة نفسه والتوصل إلى دولة قانون بقضائها واستقلالها ووحدتها الوطنية، وفي الحال اللبناني ضاعت الطرق وسط الضباب والغبار، وبقي الوطن شاهد حق على ابنائه بأنهم أكثر عقوقاً وانفصالاً عن تاريخه وتراثه، ومعالمه الحضارية والتراثية. وخلص الكاتب الى انه إذا كان لبنان مخلوقاً لأن يكون المساحة الحرة في وطن عربي مضطرب ومنقسم في كليته وبعضه، فإنه نموذج لهذا الانقسام والتشتت، مع أنه الوحيد الذي يملك أن يكون المصرف، والمطعم والفندق، ودرب التجارة ومستوطن السياحة ونموذج التعايش بسبب تقادم ثقافته وتأصلها، واختباراته الطويلة في الديموقراطية والوعي الوطني، والتجربة المعايشة مع كل شعوب العالم.

*اعتبرت صحيفة تشرين السورية في افتتاحيتها ان الاستحقاق ليس فقط المتعلق بانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، بل هو استحقاق عربي، أكثر من ذلك: إنه جملة من الاستحقاقات التي على العرب النظر إليها بجدية، وبالتالي، وضع تصورات محددة وواضحة تجاهها كي يكونوا قادرين على مواجهة ما يحمله الغد من مخاطر ومواقف وسياسات ومتغيرات. لافتة إلى أن الاستحقاق الانتخابي اللبناني مهم، لكنه ليس الوحيد الذي يجب أن يحظى بالجهد العربي والدولي، ومن غير المعقول أن يتحول هذا الملف بتداعياته الداخلية والتدخلات الخارجية إلى مشكلة كبرى تغطي على مشكلات المنطقة وأزماتها المزمنة.

‏وقالت الصحيفة ان ما يجري على الساحة اللبنانية محاولة خطيرة لضرب صيغة التعايش التي يتميز بها لبنان وخلق واقع جديد يضع الأطراف والطوائف اللبنانية في مواجهة فيما بينها، وربما بما يؤدي إلى تقسيم هذا البلد الصغير إلى دويلات صغيرة، أو على أحسن تقدير، تحويله إلى دولة بنظام فيدرالي بين ولايات أو محافظات قائمة على أسس الانتماء للطائفة أو العشيرة أو الميليشيا!. ‏وقالت الصحيفة ان معركة الرئاسة ليست سوى واجهة لهذه المواجهة المطلوبة تقاد من الخارج بقوة ضغط هائلة، وبإسهام داخلي لم يعد خافياً على أحد. ‏وإذا فشل اللبنانيون ومعهم العرب في التوصل إلى مرشح توافقي، فإن الذنب يقع أولاً على الإدارة الأميركية ومن تمثله وما تمثله، وكذلك من يمثلها في الداخل وينطق باسمها ويستقوي بها. ‏هكذا تبدو الأزمة اللبنانية ـ وهي من صنع خارجي ـ جزءاً من أزمة المنطقة التي باستطاعة العرب إيجاد الحلول الناجعة لها فيما لو عقدوا العزم على ذلك من خلال تضافر جهودهم وتوحيد مواقفهم وتناسي خلافاتهم، إذ إن هذه الخلافات ـ مهما بلغت ـ تظل هامشية وثانوية أمام الهم العربي الكبير، والكارثة الكبرى التي تنتظرهم في حال استمرت حالة التشرذم والتمترس وراء الإقليمية بمفهومها الضيق والضار، وتناسوا الاستحقاقات العديدة والخطيرة التي تتهددهم حاضراً ومستقبلاً. ‏ وخلصت الصحيفة الى ان الاستحقاقات كبيرة وخطيرة والكرة في الملعب العربي أولاً، فالعرب وحدهم من عليه اتخاذ القرار الصائب الذي يجعل كلمتهم مسموعة وإرادتهم محترمة وحقوقهم مصونة. ‏

*قالت صحيفة الخليج الاماراتية في افتتاحيتها ان كل ما تريده الإدارة الأمريكية من اجتماع أنابولس هو توفير غطاء عربي له، وذلك من خلال المشاركة العربية الواسعة فيه، وخصوصاً من جانب الدول التي لا تقيم علاقات مع "إسرائيل"، رغم أنه في حكم المؤكد أن الاجتماع لن يحقق أي اختراق في المسار الفلسطيني "الإسرائيلي" ولا أي اختراق في أي مسار آخر (الجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية). مشيرة إلى انه ومع ذلك، فقد قرر العرب، أمس، عبر وزراء خارجيتهم في القاهرة الحضور من خلال ممثلي 16 دولة، “للبحث في عملية السلام، وذلك في إطار المرجعيات المتمثلة في قرارات الشرعية الدولية وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية” على حد ما ورد في البيان الختامي. لكن الدول العربية المعنية تعرف تماماً أن ما تمني النفس به ليس مدرجاً في جدول أعمال الاجتماع لأن “إسرائيل” لا تعترف بقرارات الشرعية الدولية ولا خارطة الطريق، إضافة بالطبع إلى المبادرة العربية المرفوضة جملة وتفصيلاً.

ولفتت الصحيفة الى ان القرار العربي بالمشاركة في أنابولس اتخذ بعدما أبلغ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المجتمعين أن الجانبين الفلسطيني و”الإسرائيلي” فشلا في التوصل إلى وثيقة مشتركة تعرض على الاجتماع. فالكيان يرفض وضع جدول زمني لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، كما يرى أن المبادرة العربية لا تصلح كمرجعية للسلام، اضافة إلى أن قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة (181 و194 و242 و338) سقطت من القاموس السياسي “الإسرائيلي” منذ صدرت، وهذا يعني أن لا عودة إلى حدود الخامس من يونيو/ حزيران ،1967 ولا حق للاجئين بالعودة إلى أرضهم واسترداد حقوقهم، ولا نية بالتراجع عن احتلال القدس، وأن المستعمرات أصبحت جزءاً من الأمر الواقع. وخلصت الصحيفة الى ان الكيان يريد أن يستثمر الحالة العربية بكل ما يعتريها من ضعف وأنقسام، وعدم قدرة على الفعل والتأثير لفرض أمر واقع يستجيب لموازين القوى الحالية، لأن لا شيء يضمن لها مستقبلاً أن موازين القوى سوف تبقى على حالها.. ومع ذلك فإن العرب قرروا الذهاب إلى أنابولس من دون أي ضمان ببلوغ الحل العادل والشامل، بل يتصرفون على أساس أن هذا هو “الاختبار” الأول لهذا الكيان الإرهابي ولإدارة المحافظين الجدد التي تدعمه.

حدث و اتجاه... لبناني

اليوم الأول من الفراغ الرئاسي في لبنان يدشن مرحلة جديدة من الأزمة السياسية والدستورية القائمة والآليات التي جرى تداولها من قبل الموفدين الدوليين والعرب مؤخراً مع القيادات اللبنانية تحت عنوان إدارة الفراغ الهادئ تدخل ميدان الاختبار سياسيا وميدانيا.

بعض المتابعات الإعلامية للحدث اللبناني اعتبرت ان بداية تفاهمات دولية ـ إقليمية شرعت في التبلور ولا سيما على سكة العلاقة بين الولايات المتحدة وكل من سوريا وإيران ولذلك فان هذه الأوساط تنظر إلى ما يجري في لبنان كتتمة لمناخ تفرضه النقلة الجارية في السياسية الأميركية من منهجية الحروب والغزوات العسكرية التي بدأت باحتلال العراق إلى إدارة النزاعات تحت سقف توتر منخفض وبالتالي إدارة المفاوضات في جميع ملفات المنطقة.

في واقع الحال في الموالاة أكثر من خطاب فبينما يبدو النائب وليد جنبلاط في موقع الاستعداد لقبول التسوية والمشاركة بها أو حجز مقعد مبكرا في المعادلات الجديدة فان التصعيد السياسي الذي مارسته مجموعة القوات وقرنة شهوان بدا في عين بعض المحللين أقرب إلى رد الفعل على كلفة التسوية المبنية أيا كانت صيغها على محورية دور العماد عون كمرجعية مسيحية مشاركة في إعادة تكوين السلطة.

الاتصالات مستمرة بموازاة الفراغ والترقب يسيطر إلى أجل جلسة الانتخاب الجديدة المقررة يوم 30 تشرين الثاني ولكن عين المعارضة بالتحديد ترصد سلوك السنيورة وفريقه الحكومي في ضوء التعهدات التي مررها عبر الوسطاء بأن يقتصر عمله مع وزرائه على النطاق الضيق لتصريف الأعمال ومن غير أي ممارسة لكل ما يدخل ضمن نطاق صلاحيات رئيس الجمهورية.

الأسئلة كثيرة وكذلك الهواجس التي يضج بها الشارع اللبناني لا سيما إذا تعذر التوافق على رئيس جديد للجمهورية في الجلسة القادمة لمجلس النواب والسؤال المحوري هو حول السقف الزمني الذي سوف تستغرقه حالة الفراغ بينما لا تبدو في الواقع اللبناني مرجعية للاستقرار سوى قيادة الجيش التي ترعى إجراءات مشددة على الأرض وتضيف إلى فاعليتها الميدانية حصانة معنوية بنظرة الإجماع الشعبي والسياسي على أنها الضمانة الباقية، في حين قد تضطرها الأحداث والتطورات المقبلة إلى ترجمة المضمون العملي لإعلان الرئيس اميل لحود قبيل مغادرته قصر بعبدا في نهاية الولاية الدستورية.

الصحف اللبنانية:

*لبنان بلا رئيس للجمهورية. هذه هي محصلة أحداث الأمس، وأدت إلى عدم انتخاب رئيس للجمهورية ودخول لبنان في الفراغ وتأجيل الجلسة النيابية إلى 30 تشرين الثاني الحالي، فقرأت الصحف الصادرة اليوم في بيروت في أهمية هذا القرار وانعكاساته على الساحة الداخلية، خصوصاً مع فشل جميع المحاولات الداخلية والخارجية لانتخاب رئيس ضمن المهل الدستورية. وكان اللافت أيضاً البيان الذي صدر ليلاً عن الرئيس إميل لحود الذي أعلن فيه تكليف الجيش صلاحية حفظ الأمن ابتداء من اليوم.

وفي هذا السياق قالت صحيفة النهار إن عهد لحود انتهى إلى جمهورية بلا رئيس، معتبرة أن ضمانات سياسية وأمنية تحكم المرحلة الانتقالية، مشيرة إلى أن أوساط مطلعة أكدت ليل أمس أن البيان الذي صدر عن رئاسة الجمهورية قبل أربع ساعات من انتهاء ولاية الرئيس لحود مساء أمس أثار التباسا واسعا لدى الرأي العام إذ فهم منه أن لحود كلف الجيش إعلان حال الطوارئ في البلاد. لكن البيان نفسه لم يتضمن ذلك وإن يكن لحود تعمد توسيع إطار التكليف للجيش إلى حد إعلان حال الطوارئ منطلقا من اعتبار نفسه المرجع الصالح لهذا التكليف. ولذلك أعلن "توافر إخطار حال الطوارئ وتحققها في جميع اراضي الجمهورية اللبنانية اعتبارا من تاريخ 24 تشرين الثاني 2007 وتكليف الجيش صلاحية حفظ الأمن في جميع الأراضي اللبنانية ووضع جميع القوى المسلحة تحت تصرفه وعرض التدابير التي يفرضها الجيش على مجلس الوزراء فور تشكيل حكومة تتوافر فيها الشرعية الميثاقية والدستورية".

ورأت الصحيفة ان لبنان دخل مرحلة لعلها الأخطر فعلا منذ اتفاق الطائف وسط انقسام عميق وواسع لم تأت معه حكومتان على غرار ما حصل عام 1988 حين انتهى عهد الرئيس أمين الجميل من دون انتخاب خلف له وقيام حكومتي العماد ميشال عون والرئيس سليم الحص. لكن الإخفاق في التوصل إلى انتخاب رئيس جديد ضمن المهلة الدستورية للاستحقاق تحوّل خوفا من فترة انتقالية قد لا تكون قصيرة وسريعة ما لم تتبدل المعطيات التي حالت دون الانتخاب. أما صحيفة السفير فقالت ان لبنان بلا رأس في حمى "الفراغ المنظم"، مشيرة إلى ان الفراغ يدوي الآن في جمهورية الانقسام على الذات. وقالت خرج إميل لحود مع انتصاف الليل من القصر الجمهوري الذي سيغرق في صمت الفراغ لفترة قد تطول. التفت يبحث عمن يسلمه الأمانة فلم يجد أحداً. فتركها وديعة تنتظر من يأتي ماشياً فوق الصعب ليتسلمها. ورأت صحيفة الديار ان المسيحيين طاروا والجمهورية في خطر والضمانات الفرنسية للبطريرك سقطت. معتبرة انه بين عون الأنا وبين جعجع النصف +1 ضاع انتخاب رئيس الجمهورية‏. مثل العادة لحود مع مصلحته تاركاً الفراغ وراءه استلم البلاد عمرانة فتركها فارغة ولولا موقفه من المقاومة لما كان شيئاً.

أخبار المرئي في لبنان

*اهتمت مقدمات نشرات التلفزة اللبنانية بالجلسة النيابية التي لم تنعقد أمس، ما أدى إلى عدم انتخاب رئيس للجمهورية، فقالت قناة المنار ان الجمهورية اللبنانية تدخل اليوم مرحلة غير مسبوقة في تاريخها: الساعةَ الثانيةَ عشرة ليلاً ومع الثانية الأولى من يوم الرابع والعشرين من تشرين الثاني ألفين وسبعة يشغر الموقع المسيحي الماروني الوحيد في الشرق من شاغله، وتصبح الجمهورية بلا رئيس في ظل حكومة فاقدة للشرعية والميثاقية ما يشكل فراغاً لا سابق له في السلطة الاجرائية وبالتالي سيضع البلاد رهن خطوات جميع الأطراف، بعدما طارت كل فرص التوافق وآخرها مبادرة العماد ميشال عون مساء امس التي تنتهي المدة الممنوحة لها بعد ساعتين ونصف الساعة.

وتساءلت قناة الجديد ntv من أوصل البلاد الى ربع الساعة الاخير؟ وكيف لم يقطف موارنة لبنان فرصة عمرهم بالالتئام وتقديم مرشحهم، بل وفرضه كأمر واقع؟ وهل وظيفتهم اليوم تنظيم الفوضى لحين تبيان مقررات انابوليس! كانت الفرصة سانحة للجميع بأن ينتخبوا اول رئيس لبناني بلا وصاية او احتلال او تعليمة سياسية، لكن سياسيينا لم يصنعوا لمرحلة فيها قرار حرّ، وهم مجهزون بعدادات لا تعمل الا بقوة دفع خارجي، والنتيجة نحن الليلة بلا رئيس، البحث جار عن صيغة للحكم مطعمة بالعسكر، فيما الحكومة تستعد للقبض على السلطة وتقديم فؤادها رجلاً أول للجمهورية، فهل يبقى الوزراء المسيحيون داخل حكومة قطفت رأس الجمهورية الماروني؟!.

واعتبرت الشبكة الوطنية للإرسال NBN انه إذا كان التوافق ساد خطاب مختلف القوى السياسية التي حضرت إلى مجلس النواب اليوم فإن نواب كتلة القوات اللبنانية غردوا خارج السرب الذي ابتعد عنه أكثر نائب رئيس مجلس النواب فريد المكاري الذي أصيب بهذيان دستوري فخرج بفتاوى دستورية لا تصنف إلا في خانة الهرتقة ما دفع النائب علي حسن خليل للرد عليه ووصف كلامه بالجهل الدستوري. وقالت قناة OTV (قريبة من التيار الوطني الحر) ان تطورات اليوم الاستحقاقي الطويل توحي ببعض الاطمئنان لهذه الناحية، وان لم تكن تخلو من القلق، فتعثّر الجلسة الانتخابية جاء اقرب إلى مشهد مضبوط مقبول ومكرر، وكلمات الفاعلين الأساسيين حرصت على إضفاء أجواء التهدئة والحرص على تحقيق التوافق المفقود والمؤجل والمنشود، حتى ان سعد الدين الحريري نقل إلى بكركي تعهداً بحصر سلوك السنيورة في حدود تصريف الأعمال لحكومة قائمة لحكم شبه الأمر الواقع. ورأت المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC ان شيء آخر ينتهي الليلة وتحديداً بعد ساعتيْن وهو مبادرة العماد عون التي قوبلت برفض معلل وبين اليوم الجمعة والجمعة المقبل موعد الجلسة السادسة يكون مؤتمر انابوليس قد انعقد والتطور البارز في شأنه ان الولايات المتحدة بعثت بتأكيدات انها أدرجت الجولان على جدول الأعمال ما يرجح إمكانية مشاركة سوريا في المؤتمر. وقالت قناة المستقبل ان الجلسة أعقبها أيضاً اتصالات عربية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وكذلك مع رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الذي تلقى اتصالاً من الرئيس المصري محمد حسني مبارك أكد خلاله على دعم النظام الديمقراطي والأصول الدستورية.

إتجاهات " نشرة سياسية يومية تصدر عن جريدة أخبار الشرق الجديد. يمكنكم الإطلاع على مضامينها باللغتين الفرنسية والإنجليزيةكذلك على موقع الشبكة باللغتين السالفتي الذكر. كما يمكنكم تصفح التقرير الإقتصادي اليومي أيضا "مؤشرات" باللغتين العربية والإنجليزية على موقعنا.