اوصى قادة الاجهزة العسكرية والامنية الاسرائيلية، الحكومة بألا ترى في أي اتفاق على الحل النهائي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية اكثر من «اتفاق أدراج» يؤجل تطبيقه لسنوات الى أن تثبت السلطة انها «شريك» في عملية سلام، فيما رأت المعارضة اليمينية في مشاركة سوريا في مؤتمر انابوليس «طعنة سكين في ظهر الدول العربية المعتدلة».

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن رئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» يوفال ديسكين ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين حذرا، خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون السياسية والأمنية الأربعاء الماضي قبيل سفر رئيس الوزراء ايهود اولمرت ووزيري الخارجية تسيبي ليفني والدفاع ايهود باراك الى انابوليس، «من الجدول الزمني الذي تسعى الإدارة الأميركية لإملائه على إسرائيل والسلطة الفلسطينية، بالتوصل لاتفاق دائم خلال عام واحد، وهذا أمر خطير بالنسبة الى إسرائيل».

كذلك حذر ديسكين ويدلين، بالاضافة الى رئيس الأركان غابي أشكنازي، من أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس «ضعيف وليس ناضجاً بعد لتطبيق اتفاق سلام مع إسرائيل وقدرته على التنفيذ معدومة». وأوصى الثلاثة القيادة السياسية بادارة المفاوضات على التسوية الدائمة، على الا يروا فيها اكثر من «اتفاق أدراج» يؤجل تطبيقه لسنوات الى أن تثبت السلطة الفلسطينية انها «شريك» في عملية سلام.

كما أوصى ديسكين ويدلين القيادة السياسية بـ«التسويف قدر الامكان» في تطبيق المرحلة الاولى من «خريطة الطريق»، أي مكافحة «الارهاب»، الأمر الذي يسمح لعباس بترسيخ سلطته، وحثا الحكومة على ان تكون «بخيلة» في التسهيلات وان تمتنع عن نقل المسؤولية الامنية للفلسطينيين، ذلك أن الامر لن يؤدي سوى الى افشالهم.

من جهته، قال رئيس حزب «الليكود» اليميني المعارض بنيامين نتنياهو خلال اجتماع كتلة الحزب في الكنيست «نريد توسيع العملية السياسية ونريد التفاوض والسلام الحقيقي، ومن أجل تحقيق سلام حقيقي هناك حاجة لحكومة (إسرائيلية) قوية وشريك فلسطيني قوي وملتزم بالسلام»، مضيفا «هناك اليوم كيان ضعيف وفي إسرائيل حكومة قدمت سلسلة تنازلات فقط من أجل الوصول إلى أنابوليس».

واعتبر النائب من «الليكود» سيلفان شالوم إن «القرار بالذهاب إلى أنابوليس غايته صرف أنظار الجمهور عن تقرير لجنة فينوغراد ومن التحقيقات (في شبهات فساد ضد أولمرت) ووضع جدول عمل جديد». أضاف أن «الفجوات بين المواقف الإسرائيلية والفلسطينية كبيرة جداً. هل هناك من يصدق أنه يمكن لأبي مازن أن يقبل ما رفضه (الرئيــس الراحل ياسر) عرفــات؟ أم أن الحـكومة تريد أن تقترح أكثر مما طرحه باراك؟».

وحول مشاركة سوريا في المؤتمر، قال شالوم إنه «تم كسر خط مركزي للتمييز بشكل واضح بين العالم العربي المعتدل ومحور الشر»، معتبرا أن «هذه طعنة سكين في ظهر الدول المعتدلة عندما حصل (الرئيس السوري بشار) الأسد على مصادقة (الرئيس الإيراني محمود) أحمدي نجاد ويواصل منح ملاذ لحماس وحزب الله».

اما وزير الشؤون الاستراتيجية افيغدور ليبرمان، فقال عن المؤتمر «سيكون حفل كوكتيل عظيما، فرصة لالتقاط الصور، وربما يمكن تنظيم مونديال هناك»! اضاف ان «مشاركة سوريا جيدة لإسرائيل... اعتقد انها ضربة لمحور الشر، لايران».