سيطر مؤتمر "أنابوليس" على كافة القضايا العربية الساخنة، وطغى على عناوين معظم الصحف العربية الصادرة الثلاثاء، لما يحمله من توقعات على أكثر من صعيد، أكان بتدشين مرحلة جديدة من المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية أو "المكافأة" التي قد يحملها لسوريا بفضل مشاركتها وسط استغراب إيراني، أو ربطه بتداعيات الداخل اللبناني والفراغ الدستوري الحاصل بغياب انتخاب رئيس للجمهورية.

صحيفة "الحياة" اللندنية عنونت:

"حماس" و"الجهاد" ترفضان المبادرة العربية وخريطة الطريق... وسوريا تبرر مشاركتها بالأولوية الوطنية للجولان... وخامنئي يتوقع الفشل ... أنابوليس: نحو"وثيقة مشتركة" تحدد سير المفاوضات وغايتها وتتضمن أفقاً زمنياً

ونقلت الصحيفة عن مصدر فلسطيني قوله إن واشنطن تدفع بقوة في اتجاه الحصول على تنازلات إسرائيلية في موضوع الجدول الزمني للمفاوضات، بهدف اتمام الوثيقة لإعلانها خلال حفلة العشاء الرسمية التي تستضيفها وزارة الخارجية الاميركية ليل امس.

وفي خبر آخر بالحياة:

 وقعه بوش والمالكي لتنظيم علاقة طويلة المدى بين البلدين ... إعلان مبادئ أميركي - عراقي للتعاون الأمني والسياسي.. ويعطي واشنطن أفضلية الاستثمار..

كن الإعلان غير ملزم وينتظر أن يقر خلال مفاوضات بين الجانبين، ستبدأ رسمياً في تموز/يوليو المقبل.

كذلك عنونت الصحيفة في المأزق اللبناني:

جعجع ينتقد تنصيب "الجنرال" نفسه بطريركاً... وسليمان يزور صفير ... لبنان:مشاورات عون قد تمهد لـ "تحرك على الأرض"..

ونقلت أنه ومع جمود الاتصالات، تجري محاولات بعيدة من الأضواء من أجل تحريكها مجدداً، بحثاً عن توافق على مرشح من لائحة البطريرك الماروني نصر الله صفير، أو من خارجها، بعد ان كرر صفير أمام زواره ان لا مانع لديه من التوافق على اسم جديد من خارج اللائحة لأن المهم أن يكون للبنان رئيس.

وقالت مصادر مواكبة للقاءات رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس كتلة "المستقبل" النيابية سعد الحريري إن الحوار بينهما معلّق لكنه لم يتوقف نهائياً، وعزت السبب الى أن مواقفهما من الاستحقاق الرئاسي باتت واضحة وان استئنافه متوقع في حال حصول تطورات تؤدي الى تسريع المشاورات للتفاهم على الرئيس التوافقي بالتنسيق مع صفير.

صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية ركزت بدورها على "أنابوليس" وعنونت:

 سعود الفيصل: وعود أميركية بسقف زمني للتفاوض لا يتجاوز عاما.. مؤتمر أنابوليس: تقدم في صياغة وثيقة مشتركة.. وواشنطن تريد تطبيق استراتيجية من ثلاث نقاط في المفاوضات

وكتبت: أن ستيفن هادلي مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي، ذكر أن واشنطن ستطلق استراتيجية من 3 نقاط في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

وأضاف أن أولى هذه الخطوات هي "بدء الجانبين مفاوضات للتوصل الى إقامة دولة فلسطينية وإحلال سلام اشمل." وتطبيق التزاماتهم المدرجة في "خارطة الطريق" وخطة السلام الدولية التي أقرت في 2003 أما الجانب الثالث من هذه الاستراتيجية فهو بناء المؤسسات الفلسطينية بدعم دولي لمنح الفلسطينيين"القدرة على تنفيذ ما وعدوا به في خارطة الطريق."

وفي عنوان آخر:

إيران تستغرب مشاركة سوريا.. وحزب الله وحماس يتحفظان.. مستشار خامنئي لـ"الشرق الأوسط" : فوجئنا بقرار دمشق

فيما تأكدت مشاركة سوريا في مؤتمر انابوليس، أبدت إيران استغرابها وقالت، إن دمشق لم تنسق معها، وتحفظ حزب الله وحماس على المشاركة السورية. وانتقد حسين شريعتمداري مستشار المرشد الأعلى لإيران مشاركة سوريا في أنابوليس، ووصف المشاركة بالقرار الخاطئ، موضحا أن موقف دمشق مفاجئ.

وقال شريعتمداري إن مؤتمر انابوليس "خدعة" ضد الفلسطينيين. وأوضح ان الشعب الفلسطيني انتخب حماس، وحماس لا تشارك في المؤتمر، موضحا ان المشاركين بالتالي لا يمثلون غالبية الشعب الفلسطيني.

وحول ما اذا كان هناك تنسيق سوري مع إيران قبل قرار مشاركة دمشق في المؤتمر، قال شريعتمداري: "فوجئنا بالموقف السوري. وقلنا اننا لا ندعم المؤتمر.

أما صحيفة "الأهرام" المصرية فنقلت أن ستيفن هادلي مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي كشف عن أن قضية هضبة الجولان السورية ليست مدرجة على جدول أعمال المؤتمر ـ على عكس ما تردد من قبل ـ إلا أنه ستكون أمام جميع المشاركين الفرصة للحديث عما يريدون من قضايا‏.‏

وفي نفس الشأن نقلت صحيفة "النهار" اللبنانية توضيح مشاركة الحكومة اللبنانية بالمؤتمر: صرح وزير الخارجية بالوكالة طارق متري الذي يمثل لبنان في المؤتمر، بأن لبنان قرر المشاركة في الاجتماع "بصفته عضوا في لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية التي شكلت في القمة العربية في لبنان والتي تم احياؤها في آذار 2002 الماضي".

وقال ان الحكومة قبلت الدعوة الاميركية بناء على قرار حظي باجماع الوزراء العرب الاعضاء في اللجنة في القاهرة الاسبوع الماضي "والذي قرر قبول الدعوة بالاجماع والحضور على المستوى الوزاري".

كذلك في النهار:

 استنفار ماروني على كل المحاور "لمنع التطبيع".. سليمان يتعهّد الأمن من بكركي "بتكليف وطني"..

قالت مصادر سياسية مطلعة لـ"النهار" ان اتصالات تجري بكتمان شديد بعيدا من الاضواء، وهي لا تقتصر على الحركة الظاهرة للقيادات المارونية بل ينخرط فيها جميع المعنيين الرئيسيين بالانتخاب الرئاسي الذين يسعون الى البحث عن مسالك جديدة له لتجنب اطالة أمد "الفراغ المنظم" وعدم ربط هذه الحقبة بالتطورات الاقليمية وانعكاسات اجتماع أنابوليس على لبنان.

وأوضحت المصادر ان لا شيء يوحي بعد بامكان حصول توافق على مرشح لرئاسة الجمهورية، لكن الجميع محكومون بمعاودة الاتصالات فورا وعدم الاستكانة لشعار "ما بعد أنابوليس".

وحذّرت من ان هذا الشعار استخدم لتغطية عجز القوى السياسية وفشلها في الانتخاب ضمن المهلة الدستورية والتسبب بالفراغ الرئاسي، واذا طال الامر فان "الكذبة ستصير واقعا" وستدخل العوامل المعقدة الجديدة التي قد تنجم عن هذا الاجتماع على الازمة المفتوحة لتزيدها تفاقما.

ولم تخف وجود مخاوف من تحولات في العلاقة الاميركية - السورية في ضوء الاجتماع، وإن يكن يشكل بداية مسار ولن يشهد على الارجح اختراقات كبيرة.