يبدأ اليوم في مدينة أنابوليس الأميركية مؤتمر السلام في الشرق الأوسط بمشاركة سوريا ببداية غير موفقة تمثلت في فشل وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس وكبير المفاوضين الفلسطينيين أحمد قريع ووزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني في التوصل إلى وثيقة مشتركة. وان كان كما يوصف المؤتمر "مؤتمرا للترتيب الامني في المنطقة وللشرق الاوسط الجديد او مؤتمرا للتطبيع او علاقات عامة او التقاط الصور التذكارية او اقل من ان يوصف مؤتمرا "، فان سوريا بررت المشاركة فيه عندما تمت الموافقة على ادراج قضية الجولان في برنامجه.

ومن وجهة نظر سوريا التي أكدها وزير الاعلام السوري الدكتور محسن بلال ان المؤتمر هو " تجمع دولي ومنبر دولي أدرجت فيه قضية الانسحاب الإسرائيلي من الجولان السوري المحتل إلى خط الرابع من حزيران عام 1967 ويجسد إمكانية استئناف عملية السلام" مبررا الحضور السوري انه جاء "تلبية لدعوة من حكومة الولايات المتحدة الأميركية من جهة وتلبية أيضا للإجماع العربي الذي حصل في القاهرة وتلبية للنداءات التي وجهها الزعماء والقادة والملوك الأصدقاء لسورية من كل أنحاء العالم". اما مبرر سبب انخفاض مستوى التمثيل الذي تمثل في ترأس الوفد السوري إلى المؤتمر نائب وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد فهو غموض الرؤيا حول المؤتمر .

ومن المقرر ان تخصص الجلسة الثالثة والأخيرة من المؤتمر لموضوع السلام الشامل بما فيه المسار السوري فيما تخصص الجلستان الأولى والثانية للمسار الفلسطيني الإسرائيلي.من جانبه نفى وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن يكون قبول الولايات المتحدة إدراج الجولان على جدول أعمال مؤتمر أنابوليس صفقة تقوم سورية بمقتضاها بتسهيل مهمة قوى 14 آذار في مسألة انتخابات الرئاسة اللبنانية مؤكدا إن سورية لا تعقد صفقات على حساب الحقوق العربية ولا على حساب مواقفها وشدد انه ليس مؤتمرا للتطبيع مع اسرائيل بدليل مشاركة سوريا في مؤتمر مدريد للسلام و قد تبع ذلك مفاوضات سورية إسرائيلية وفلسطينية إسرائيلية دامت أكثر من عشر سنوات ولم تعترف بإسرائيل وبالعكس مازالت حالة الحرب بين سورية وإسرائيل قائمة"، فيما اكدت الدكتورة بثينة شعبان وزيرة المغتربين في سوريا إن مشاركة سورية في المؤتمر "لا تعني التطبيع أو التنازل عن أية من الحقوق". وأضافت في تصريح للفضائيات اللبنانية أن "سورية تريد أن تكون جزءا من الإجماع العربي في هذا المؤتمر الذي سيكون موافقة على مبادرة السلام العربية ومؤتمر مدريد وقرارات الأمم المتحدة كمرجعية للسلام في المنطقة".

واشارت شعبان الى إن " هذا المؤتمر سيكشف ما إذا كان هناك تغيير حقيقي في نية الولايات المتحدة وإسرائيل من أجل صنع السلام" ، لافتة الى ان "المشاركة في المؤتمر لا تعني أن النتائج مضمونة وأن الطرف الآخر ينوي تحقيق السلام فعلا " وشددت "ولكن نحن نحكم على المواقف في وقتها".اما الرأي الاعلامي غير الرسمي جسده الدكتور فؤاد شربجي المدير العام لقناة الدنيا الفضائية الخاصة حين حذر من المؤتمر وقال ان كل الأخبار وكل التصريحات تؤكد الفشل في الوصول إلى اتفاق حول آلية التفاوض، وحول قضايا الوضع النهائي، وحتى الآن ليس هناك أي اتفاق أو وثيقة حول آلية التفاوض بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية... ورغم ذلك فإن العرب قرروا بالإجماع الذهاب إلى أنابوليس والمشاركة في هذا المؤتمر الذي اقترحه بوش وأسند رئاسته وإدارته إلى الدكتورة رايس.

كوشنير يأمل الخروج باعلان مشترك وجدول زمني

من جهة ثانية قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير مساء الاثنين ان الاجواء ايجابية عشية اجتماع انابوليس الذي قال انه سيؤدي الى اعلان مشترك وجدول زمني للمفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال كوشنير لصحافيين فرنسيين بعد عشاء نظم في مقر وزارة الخارجية الاميركية في واشنطن على شرف المشاركين في الاجتماع الدولي ان الوضع "ايجابي والاجواء جيدة".

وتابع "غدا تبدأ مسيرة طويلة نحو ولادة دولة فلسطينية (...) انه حدث مهم"، في اشارة الى اجتماع انابوليس قرب واشنطن الذي يفترض ان يعيد الثلاثاء اطلاق عملية السلام في الشرق الاوسط. واضاف "اعتقد انه سيكون هناك وثيقة بالحد الادنى بين الفلسطينيين والاسرائيليين واعتقد انه سيكون هناك جدول زمني ولو غامضا بعض الشيء مع مجموعات ستعمل حول القدس والحدود واللاجئين وحول المياه والامن". وتابع كوشنير انه بعد ذلك "سيكون هناك مؤتمر باريس (للجهات المانحة) الذي سيحاول بعد ثلاثة اسابيع تلقي المال" من اجل قيام الدولة الفلسطينية. وحول الجمود المستمر الاثنين بين الاسرائيليين والفلسطينيين بخصوص مضمون الوثيقة المشتركة التي يفترض ان تستخدم اساسا لمفاوضات السلام، اعتبر كوشنير ان "الازمات تتحلحل دائما في اللحظة الاخيرة".

وافاد مصدر دبلوماسي ان احدى نقاط التعثر في المحادثات حول هذه الوثيقة تتعلق بمفهوم اسرائيل "كوطن للشعب اليهودي" الذي وضعه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت شرطا "غير قابل للتفاوض او التحادث" لكن الفلسطينيين يعتبرونه "غير مقبول". وكان اولمرت عبر عن هذا الموقف اثناء لقاء في القدس في 14 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي مع الممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا بحسب بيان صادر عن مكتبه. وقال اولمرت انذاك بحسب البيان ان "موقف اسرائيل هو ان نقطة انطلاق المفاوضات بعد انابوليس ستكون الاعتراف باسرائيل كدولة للشعب اليهودي".