علمت «السفير»، امس، أن تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، سيرج برامرتز، سيحدد وللمرة الأولى، أسماء أربعة أشخاص يشتبه في تورطهم في عملية الاغتيال.

وقال مصدر مطلع في الأمم المتحدة لـ«السفير»، إن برامرتز «قد يكشف أسماء أربعة أشخاص على وجه التحديد» يشتبه في انهم على صلة بعملية الاغتيال. ولم يوضح المصدر الدور الذي أداه الأشخاص الأربعة الذين سيعلن عنهم برامرتز في التقرير الذي من المقرر أن تسلم نسخة منه إلى الأمين العام بان كي مون، اليوم الثلاثاء، ولكنها ستكون المرة الأولى منذ بدء عمل لجنة التحقيق التي يتم فيها الكشف عن أسماء محددة.

وكان برامرتز قد أشار في تقريره السابق إلى مجلس الأمن الى أنه نجح في تحديد «عدد من الأشخاص» يشتبه في تورطهم في عملية الاغتيال، سواء من ناحية التخطيط، أو العلم بموعدها، أو المساهمة في شراء سيارة الميتسوبيشي التي تم استخدامها في عملية التفجير.

وكانت العادة قد جرت أن يأتي برامرتز إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك قبل يوم أو يومين من موعد تسليم التقرير ليقابل بان كي مون ويسلمه نسخة منه. وبدوره، يقوم الأمين العام بتوزيع التقرير على أعضاء مجلس الأمن. وبرغم أن الجلسة المخصصة لمناقشة التقرير غالباً ما تعقد بعد أسبوع على الأقل من تسليم برامرتز نسخة للأمين العام، فإن محتوى التقرير يتسرب لوسائل الإعلام من أعضاء مجلس الأمن فور حصولهم عليه.

لكن المتحدثة باسم الأمين العام، ميشيل مونتاس، نفت رداً على سؤال لـ«السفير» ان يكون برامرتز تواجد في مبنى الأمم المتحدة، أمس، تمهيداً لتسليم التقرير كما هو مقرر اليوم الثلاثاء. ورجح مصدر مطلع في الأمم المتحدة أن يكون برامرتز قد أخر وصوله الى نيويورك بانتظار انتهاء اجتماع أنابوليس الذي يشارك فيه بان كي مون بصفته أحد أعضاء الرباعية الدولية.

من جهته، قال المصدر المطلع إن «برامرتز لم يسبق له أن تأخر في تقديم أي من تقاريره، وهو سيقوم بتسليمه في موعده اليوم في الغالب، وقد يكون أرسل نسخة منه بالفعل إلى الأمين العام عبر البريد الالكتروني».

ورجح المصدر أن يكون الإعلان عن تسليم التقرير قد تأجل «ليوم أو يومين وذلك لضمان عدم التأثير سلباً بأي حال على مؤتمر أنابوليس الذي تعلق الإدارة الأميركية آمالاً كبيرة عليه». وأضاف «من المؤكد أن الأميركيين لا يريدون أن يؤدي تسريب محتوى التقرير إلى إغضاب أو إزعاج أي من المشاركين في مؤتمر أنابوليس».

والمعروف أن تقرير برامرتز المقرر صدوره اليوم، سيكون الأخير بالنسبة اليه، وذلك بعد قراره عدم الاستمرار في المهمة ورغبته في تولي منصب النائب العام للمحكمة الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة، خلفاً للسويسرية كارلا ديل بونتي مع حلول نهاية العام الحالي.

ولكن عمل لجنة التحقيق سيستمر حتى منتصف العام المقبل وفقا لقرار مجلس الأمن. وقام بان كي مون الأسبوع الماضي بالإعلان عن تعيين القاضي الكندي دانيال بيلمار خلفاً لبراميرتز، والذي سيشغل أيضا منصب النائب العام للمحكمة الدولية الخاصة بملاحقة قتلة الحريري.

من جهة أخرى، قال مصدر مطلع في مكتب الشؤون القانونية في الأمم المتحدة «ان الأمين العام ما زال يأمل الانتهاء من عملية اختيار أعضاء الهيئة القضائية للمحكمة الدولية الخاصة بجريمة الاغتيال بحلول نهاية العام، ولكنه لم يقم بالاستقرار على أسماء أي من المرشحين حتى الآن. عملية الاختيار ما زالت جارية ولكنه (بان كي مون) لم يتخذ قرارات نهائية». وأضاف «من المؤكد أنه لن يصدر أي إعلان بهذا الشأن غدا أو بعد غد».

ومن المعروف أن بان كي مون شكل مطلع الشهر لجنة مكونة من ثلاثة أفراد، اثنان من القضاة الدوليين ونائبه للشؤون القانونية نيكولا ميشال للبدء في اختيار أعضاء الهيئة القضائية المكونة من أحد عشر قاضيا، سبعة دوليين وأربعة من لبنان.

مصادر
السفير (لبنان)