سادت بعض الفوضى وبعض “النكات” لقاء أنابولس الذي انتهى بوعد بتسوية النزاع بين “إسرائيل” والفلسطينيين خلال ،2008 من توجيه الدعوات متأخرة إلى صدور الإعلان الفلسطيني “الإسرائيلي” في الدقائق الأخيرة. ولخصت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس التي بدا عليها التعب بعد يومين من المفاوضات، الوضع بقولها للصحافيين “انه أول حدث من هذا النوع مرتبط بالشرق الأوسط ينظم على الأرض الأمريكية”. وأعلن عن المؤتمر للمرة الأولى في الربيع على أن يعقد في الخريف وأرجئ مرات عدة. ولم يتأكد عقد اللقاء الذي ضم حوالي 50 دولة ومنظمة دولية سوى الأسبوع الماضي.

والاثنين عشية المؤتمر الذي عقد في جلسات مغلقة في قاعة الشرف الواسعة في الأكاديمية البحرية في أنابولس، تتالت التصريحات المتناقضة، فقد أعلن مصدر فلسطيني الاتفاق على إطار لمفاوضات جديدة ورد مصدر “إسرائيلي” نافيا ذلك. وأكد مصدر فلسطيني بدء المفاوضات اعتبارا من الأربعاء فرد الطرف الآخر بأن ذلك سيحصل الأسبوع المقبل. وحسمت رايس الأمر في النهاية لتقول إنها ستبدأ الأربعاء في واشنطن. وبعد ليلة من المحادثات غير المثمرة وصل كل المشاركين إلى أنابولس.

وقبل دقائق معدودة فقط من افتتاح الرئيس جورج بوش للقاء وبعد تدخله المباشر في المفاوضات، وضع “الإسرائيليون” والفلسطينيون اللمسات الأخيرة على وثيقة إطار حول مفاوضاتهم المقبلة.

ولدى وصوله الى أنابولس أبلغت رايس بوش ان بعض النقاط لا تزال عالقة بين “الإسرائيليين” والفلسطينيين. وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو إن “الرئيس ساعد على إنجازها”. وبعدما حصل على النص النهائي قال الرئيس الأمريكي “لم لا اتلو هذه الوثيقة في بداية كلمتي؟ وقد وافق الجميع”. وقد وضع الرئيس الأمريكي نظارتيه وهو أمر نادر في مشاركاته العلنية، لتلاوة النص أمام المشاركين بسبب عدم توفر الوقت لطباعته.

وقد جلس إلى جانبي بوش رئيس الوزراء “الإسرائيلي” ايهود اولمرت وقد ارتدى ربطة عنق حمراء في حين وضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ربطة عنق زرقاء شأنه في ذلك شأن بوش وقد استمعا إلى الرئيس الأمريكي قبل تبادل المصافحة.

وهذا الاتفاق المبرم في اللحظة الأخيرة لم يزل الشكوك حول هذه المحاولة الأخيرة في التسوية. فبعدما توجهت وزيرة الخارجية “الإسرائيلية” تسيبي ليفني بالكلام إلى نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لتعرب له عن أمل “إسرائيل” بتحقيق السلام معها كان التوتر ملموسا. وقال مسؤول في الوفد “الإسرائيلي” “تسيبي نظرت إليه ولم يدر وجهه. انه أمر مهم”. وتحت الشعار العزيز على قلب البحارة “لا نهجر السفينة”، أعطي المشاركون الذين بلغ عددهم نحو الخمسين وقد جلسوا على طاولة مستطيلة كبيرة، حق الكلام تباعا بدعوة من رايس.

وقال مسؤول “إسرائيلي” “أطلقت نكات أحيانا”. وأشار دبلوماسيون إلى أن عضوا في الوفد المصري تناول سندويشة معدة حسب التقاليد الدينية اليهودية ومخصصة ل “الإسرائيليين”. وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ان العملية التي أطلقت في أنابولس “محاطة بشكل جيد” متحدثا عن اجتماعات المتابعة المقبلة المقررة في فرنسا وروسيا. وأضاف “هذا يضفي جدية على العملية برمتها التي تحتاج إلى ذلك والى بعض الرومانسية أيضا”.