النائب اللبناني وليد جنبلاط، بدأ يتحدث عما أسماه بالبازار السوري ــ الأميركي حول لبنان، وهو عبّر عن خوفه من أن يؤدي هذا التفاهم بين دمشق وواشنطن إلى إبرام صفقة، تعيد سوريا مجددا الى «فرض وصايتها» على الساحة اللبنانية، وهذا أمر يتيح حالة ذعر شديد لدى فريق الأكثرية في لبنان، الذي راهن منذ البداية على الدعم الأميركي، لا بل إنه دخل في مشاريع مشبوهة لزعزعة الاستقرار داخل سوريا، وها هو الآن، يدفع ثمن تلك الأخطاء الفادحة التي ارتكبها، خلال الفترة الماضية.

وقد أقر الشيخ بطرس حرب، وهو مرشح للرئاسة اللبنانية بهذه الأخطاء ودعا في حوار متلفز إلى قيام فريق الأكثرية بمراجعة مواقفها، لتكون أقدر على استيعاب التطورات القادمة.

والمقصود طبعا، هو اعطاء واشنطن الضوء الأخضر للشروع في تعديل الدستور اللبناني، لافساح المجال أمام قائد الجيش العماد ميشال سليمان للترشح والوصول إلى قصر بعبدا، وسد الفراغ الرئاسي الحاصل.

ولا حاجة للتأكيد أن العماد سليمان صديق لسوريا، أو هو على الأقل غير معاد لها، وبالتالي فإن وصوله إلى قصر بعبدا، سيعيد التوازن الى العلاقات السورية ــ اللبنانية، لأن الأولوية لن تكون إلا لسحب عناصر التوتر والتأزم في هذه العلاقات، وبالتالي فإن دمشق، قد تشعر بالراحة بعد أكثر من ثلاث سنوات من الضغوط والمواجهات ومحاولات العزل والحصار، وهذا سيكون ثمن مشاركتها في مؤتمر أنابوليس.

وما هو مطروح، أن تتحرك واشنطن لإحياء مفاوضات المسار السوري ــ الإسرائيلي، مقابل تهدئة الأوضاع في لبنان وربما تسهيل وصول العماد ميشال سليمان الى قصر بعبدا، أي اغلاق الطرق أمام قوافل التفجير والتصعيد وربما اختراق معادلة الحصار الاقليمي ، واستبدالها بمعادلة الانفتاح على سوريا.

مصادر
الوطن (قطر)