في معمعة أنا بوليس وفي عقر الحداثة يعيد بوش واولمرت المشكلة الفلسطينية ثقافيا الى الدرك الأسفل من الأداء السياسي، سواء على صعيد "المبيعات" الانتخابية الداخلية، أو حتى بالنسبة لاستقرار مبدأ الدولة.

الدولة التي يناضل من أجلها بوش ونحن وكل العالم هي الدولة المدنية الحقوقية الانسانية العقلانية المنطقية ، ولكن في هذا الدرك المعرفي تتحول الدولة بيهوديتها الى حالة همجية مفتوحة على كسر العظم كطريق وحيدة للوجود أو الزوال، مما يفتح الباب على العنف ليس فقط في مواجهة اسرائيل التي تشكل خطرا وجوديا على سكان المنطقة ودورتهم الاجتماعية الاقتصادية وأسباب مصالحهم وهو حاصل لمجرد وجودها الاغتصابي، ولكن في نتائج هذه الثقافة المتراجعة عقليا وثقافيا وكأن الصراع مبني على تهويد أهل المنطقة أو أسلمة اليهود المحتلين، أو كأن المطلوب هو افتتاح دولة سنية اوشيعية او حتى مسيحية في الطوق المتاخم لهذه الدولة الشوهاء . ليبدو الخطر الثاني وهو محاربة العقل ودفع فعله الثقافي القهقرى ليتحول الى مجابهة طائفية لا غير ، أو قتال على السماء في ظل نسيان الحقوق الدنيوية التي قامت عليها الدولة الحديثة .

لم تكن اسرائيل يوما الا دولة دينية وهذا هو وجهها الاساسي واللاحضاري على الرغم من اعتمادها العلمانية كممارسة على طريقة حصان طروادة وهو ما تحذو حذوه الحركات والمجتمعات التي تعيش القهقرى الثقافية لتواجه لحمها بسكاكين الماضي .

يهودية الدولة ..خديعة ثقافية كارثية أرجو أن لا يقلدها أحد .