حدث واتجاه...إقليمي

لم يعمر مشروع القرار الأميركي لتثبيت حصيلة انابوليس في مجلس الأمن الدولي سوى ساعات وجاء سحبه ليشكل صدمة للرئيس الفلسطيني محمود عباس وفريقه الذي تفاءل بالمشروع واعتبره دلالة على الجدية بينما تشير الوقائع إلى تحفظات إسرائيلية على تقديم مستند جديد قد يستخدمه الجانب الفلسطيني كورقة لصالحه في الفترة المقبلة التي ستكون حافلة بالجلسات التفاوضية التي يريد لها الإسرائيليون أن تغطي اندفاعهم الميداني العسكري و الأمني ضد فصائل المقاومة في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث تتواصل العمليات العسكرية اليومية و ينتظر أن ترتفع وتائرها مع مطالبة حثيثة للسلطة الفلسطينية وأجهزتها للانخراط الميداني في مسارها تحت إغراء التمويل، ومن غير مكاسب سياسية منظورة تتصل بالمسار الفلسطيني واقعيا.

و تفيد الوقائع أن النقاش في كواليس الأمم المتحدة أدى إلى تعديلات على النص الأول لمشروع القرار الأميركي بناء على ملاحظات المندوب السوري التي أدت إلى إدخال مرجعيات القرارات الدولية حول الصراع العربي – الإسرائيلي ولكن إسرائيل رفضت فرضخ الأميركيون وسحبوا المشروع الذي كان الرئيس الفلسطيني قد اعتبره علامة جدية أميركية قبل ساعات قليلة من التراجع الأميركي حتى عن فكرة إصدار بيان عن مجلس الأمن بمضمونه مجاراة لموقف إسرائيل التي اعتبر مندوبها في نيويورك أن لا مرجعية سوى المفاوضات الثنائية.

الصحف العالمية والعربية

*اعتبرت صحيفة البيان في افتتاحيتها أن ضجة مؤتمر انابوليس غطت على اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي مرّ دون أن تنعكس فعالياته على مجرى الأحداث، باستثناء طقوس احتفالية وكلمات وبيانات تصدر كل عام بنصوصها مع تغييرات طفيفة، لدرجة أفرغت التضامن من جوهره، وجعلته مجرّد حدث موسمي أشبه بذر الرماد في العيون أو إبراء للذمم أمام التاريخ. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الضجة تفسّر إصرار الإدارة الأميركية على تذكير الحضور الدولي والعربي في المؤتمر بأنها ملتزمة التزاماً لا رجعة فيه بأمن إسرائيل وكونها دولة ووطناً للشعب اليهودي، في إعادة إنتاج وصياغة لمقولة رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت بأن شرط تحقيق السلام وقيام دولة فلسطينية هو اعتراف الفلسطينيين بيهودية إسرائيل، أي التنازل المطلق وللأبد عن حق عودة أكثر من أربعة ملايين لاجئ في العودة إلى وطنهم ومنازلهم التي مازالت مفاتيحها يتوارثها الأبناء والأحفاد.

*رأت صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها أن العلاقات بين روسيا والدول الغربية دخلت مرحلة جديدة من التوتر وعدم الثقة، في مؤشر جديد على أن الحرب الباردة تعود بإيقاع متسارع لتحتل المشهد على المسرح العالمي، نتيجة سعي حثيث من جانب الولايات المتحدة للتفرد بالنظام الدولي وممارسة عدوانية سياسية وعسكرية تهدد الأمن والسلم في العالم، في إطار إستراتيجية إمبراطورية للسيطرة والهيمنة. واعتبرت الصحيفة أن توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على المرسوم القاضي بتعليق مشاركة بلاده بمعاهدة خفض القوات التقليدية في أوروبا، والتي تشكل واحدة من الوثائق الأساسية المتعلقة بالأمن في القارة، تأتي في أعقاب الإصرار الأمريكي على نشر الدرع الصاروخية في تشيكيا وبولندا، وتوسيع حلف الأطلسي شرقاً إلى تخوم روسيا، بما يعني في مفهوم الكرملين أن الولايات المتحدة وحلف الأطلسي يستهدفان الأمن القومي الروسي في الأساس ولا يعيران اهتماماً لمصالح روسيا الإقليمية. ولفتت الصحيفة إلى انه في موسكو يقولون بصوت عال، إن الدب الروسي بدأ يخرج من سباته ويتثاءب بصوت مسموع، ليؤكد للآخرين أنه موجود وقادر على الحركة والمبادرة أيضاً.

*كتب جيسي جاكسون في مقال نشرته صحيفة "لوس انجلوس تايمز" اعتبر فيه أن هناك تسونامي اقتصادية في طريقها إلى الأميركيين. فقد شهدنا رياحها الأولى. الأسهم منخفضة. وأسعار البنزين مرتفعة. والبيوت المالية تخسر بالمليارات. وقد انخفض الدولار بثبات. ويحذر رئيس الاحتياطي الفيدرالي من أن الاقتصاد سيواصل التباطؤ. وأشار الكاتب إلى أن هذا التسونامي سيكون أكثر أهمية من الهجرة وأكثر أهمية من التلاعبات التي تجري، وأكثر مدعاة للقلق من السياسات القائمة على التلاعب بالكلمات، وما ينبغي القيام به سيكون- وينبغي أن يكون- موضع نقاش محتدم. ولفت الكاتب إلى أن الأميركيين بحاجة إلى تحرك. الحاجة ماسة الآن إلى مبادرات لإنقاذ أصحاب البيوت الذين يمضون باتجاه حبس الرهن. ومن شأن الاستثمارات في الطاقة والحفاظ عليها وفي إسكان يمكن للناس شراؤه وتعليم يمكنهم الحصول عليه من شأن هذا كله أن يتيح للناس فرص العمل وأن يولد النمو وأن يقلل الاعتماد على النفط الأجنبي وأن يساعد في انطلاق الاقتصاد. وأوضح انه كما كان يتعين علينا أن نعرف من خلال الإعصار كاترينا، فإن التحرك الجريء والقيادة ذات الرؤية الواضحة هما أمران مهمان عندما تتجمّع العاصفة في الأفق. حيث يمكن إنقاذ حياة الناس، ويمكن حماية ممتلكاتهم. ومن يدفنون رؤوسهم في الرمال يُحتمل أن تكتسحهم جميعاً الأمواج والرياح.

*اعتبرت صحيفة امروز (المعاصرة) الإيرانية أن الرئيس احمدي نجاد اتهم خصومه السياسيين المسؤولين السابقين في حكومتي خاتمي ورفسنجاني بالخيانة في مجال الملف النووي، الأمر الذي أثار سخط هذين المسؤولين فطالبا احمدي نجاد بنشر أي وثائق أو أدلة مزعومة تثبت ما وصف بخيانتهما. وأشارت الصحيفة الى أن رئيس الجمهورية ردّ على موقف خاتمي ورفسنجاني بالقول إن الجماهير لو طلبت من الحكومة الإعلان عن أسماء هؤلاء الخونة فإنها سوف تكشف عن الأسماء وبما سيذهل الجميع، المتحدث باسم الحكومة غلام الهام وتحت ضغط من الصحافيين أكد أن الحكومة لن تنشر أسماء ’’’’الخونة’’’’ في المجال النووي إلا في اللحظة الحاسمة، وبعد تهيئة الأرضية لذلك. ولفتت الصحيفة الى أن احمدي نجاد يملك ورقة اتهام المسؤولين السابقين بالتجسس والخيانة إذا أصر خاتمي ورفسنجاني على الاستمرار في معارضة سياسته في مجال الملف النووي واتهامه بأنه يسوق البلاد نحو فرض العقوبات والمواجهة العسكرية، فيما يصر الاصطلاحيون والمعتدلون على موقفهم الداعي لتحذير الحكومة من الإصرار على موقفها، خصوصا أن الغرب يخطط هذه المرة بجدية لفرض العقوبات أو حتى الدخول في مواجهة عسكرية مع إيران.

*رأت صحيفة ملي الإيرانية انه في خطوة لافتة للنظر، دعا الرئيس السابق محمد خاتمي الى فتح الحوار على مصراعيه مع الدول العربية، مؤكدا على أهمية حوار الحضارات بين إيران وهذه الدول. وركز خاتمي في حديثه على ما وصفه دور إيران ومصر في رقي الحضارة الإسلامية وتطويرها، مشيرة الى أن توثيق التعاون مع الدول العربية من شأنه التأثير في حل الكثير من أزمات المنطقة خصوصا في العراق ولبنان وفلسطين. ولفتت الصحيفة الى أن مراقبين يؤكدون أن العديد من التطورات الأخيرة قد تكون مؤثرة في الإعلان عن الرغبة في تطوير العلاقات مع مصر، منها موقف مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية (المصري) محمد البرادعي، بالإضافة الى غياب أو سقوط تهم كثيرة كانت تتكرر على ألسنة مسؤولين في إيران ومصر، وهذا يعني أن الأرضية مناسبة الآن على الأقل من وجهة نظر طهران لتطبيع العلاقات مع القاهرة لضمها الى تحالف الدول العربية والإسلامية الرافضة للسياسة الأميركية، وليس العكس، والمساهمة أيضاً في حل أزمات مستعصية في المنطقة، خصوصا تلك المتفاقمة في العراق ولبنان والنزاع الفلسطيني - الفلسطيني.

*كتب عز الدين الدرويش مقالا في صحيفة تشرين السورية رأى فيه انه من غير الواقعي النظر إلى اجتماع أنابوليس، ونتائجه المتسربة حتى الآن، دون التوقف عند كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الافتتاحية، بما رمت إليه من أهداف مباشرة وغير مباشرة. مشيراً الى التناغم الذي أبداه الراعي الأميركي مع هذه الأهداف، وعلى رأسها يهودية إسرائيل. واعتبر الكاتب أن أولمرت تحدث، وهو يفترض أن المشاركين في المؤتمر جاؤوا من كوكب آخر، ولا يعرفون شيئاً عن المنطقة، وإلاّ لما صارت إسرائيل-حسب زعمه- صغيرة، مسالمة، تبحث عن الخير لها ولجيرانها. ولما صار الإسرائيليون مساكين، يعانون من المآسي، ويستحقون الشفقة. ‏ولفت الكاتب الى أن هذا غيض من فيض إسرائيل التي تعاني من المآسي، وتبحث عن السلام مع العرب ولا تجده، فكيف بعد هذه الترهات السياسية يمكن التعويل على أنابوليس، أو يمكن التصديق أن إدارة بوش تريد أن تنهي عهدها بإنجاز سلمي في المنطقة؟. ‏

حوارات فضائية:

قناة العالم. تغطية إخبارية.

قال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي إن الهدف من وراء اجتماع انابوليس هو تحسين صورة الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا الى أن الولايات المتحدة فشلت في تحقيق أهدافها خلال الاجتماع. وحذر متكي من مغبة الوقوع في شرك المخططات الأميركية الإسرائيلية الرامية الى القضاء على القضية الفلسطينية.

حدث و اتجاه... لبناني

البلبلة ما تزال سيدة الموقف حول مآل الاستحقاق الرئاسي على الرغم من مؤشرات تقدم خيار التفاهم على انتخاب العماد ميشال سليمان إلى رئاسة الجمهورية و يمكن رصد العلامات الفارقة التالية في تطورات الساعات الماضية:

1-تصريحات السفير الأميركي جيفري فيلتمان المساندة لتعديل الدستور بهدف انتخاب سليمان وكلامه عن ضرورة تعامل الرئيس الجديد بالحوار مع حزب الله حول موضوع السلاح.

2-تحرك سعودي ومصري بواسطة السفراء في بيروت وكلام في وسائل الإعلام عن نشاط لمديري المخابرات في مصر والسعودية على سكة الاتصالات السياسية بكل من فرنسا وسوريا و إيران للتداول باسم قائد الجيش كمرشح توافقي بعد إخفاق المرحلة السابقة من المشاورات اللبنانية.

3-الارتباك الواضح داخل تحالف 14 آذار بعد موقف العماد عون المتبني لترشيح سليمان حيث يشكو فريق القوات ومجموعة قرنة شهوان من تمركز القرار السياسي للتحالف في محور الحريري – جنبلاط وهو ما يثير قلق هذه المجموعة من حصول تفاهمات حول الحكومة الجديدة وتركيبها يكون فيها العماد عون الرابح الأكبر بعدما نجح في تعظيم وزنه الشعبي والسياسي مسيحيا بصورة حاسمة مؤخرا.

4-عدم انتقال الموالاة إلى الإعلان الرسمي لموقف واضح من ترشيح قائد الجيش الذي حركته مستويات الصف الثاني من نوابها، وعدم مباشرة الحوار مع المعارضة التي تبدي تمسكها بمضمون موقف العماد عون ومبادرته المعروفة كقاعدة للتفاهم على الرئاسة.

5-ظهور عقدة رئاسة الحكومة بإصرار النائب الحريري على أن تكون من نصيبه بينما معادلة التسوية تقضي بأن يكون رئيس الحكومة الجديد من خارج الموالاة والمعارضة في حال كان رئيس الجمهورية على هذا النسق وهي وضعية قائد الجيش كرئيس تسوية.

6-معلومات صحافية عن تقدم مساعي الرئيس نبيه بري في إيجاد مخرج دستوري يتخطى مشكلة التعامل مع حكومة السنيورة التي تعتبرها المعارضة غير شرعية وعلى نحو لا يحمل معه إشكاليات الموقف من قراراتها التي تدعو المعارضة إلى مراجعتها كشرط لأي تسوية سياسية في إطار الحكومة الأولى للعهد الجديد.

تستمر التساؤلات اللبنانية عن مغزى الهبوط المفاجئ للعقلانية على الموالين باسترجاع ترشيح سليمان بعدما رفضوه بشدة منذ شهرين ويذهب المحللون إلى احتمالين فثمة من يقرأ ملامح تفاهم سوري – أميركي حصل فعلا خارج قاعات انابوليس، وثمة من يعتقد بان الأميركيين يقدمون العروض المطمئنة لسوريا في لبنان قبل بدء التفاوض الفعلي على مضمون التفاهم مع سوريا حول ملفات الخلاف، وبالتالي يحاولون الاحتفاظ ببعض أوراقهم التي يخشون الاضطرار إلى إلقائها في سياق التفاوض مع سوريا لاحقا.

الصحف اللبنانية

*توقفت الصحف الصادرة اليوم في بيروت عند البيان الذي أصدرته البطريركية المارونية في بكركي والتي وصفته بالبيان "الغاضب". وفي هذا السياق قالت صحيفة النهار أن المرجعية المارونية قد استبقت البيان الشهري للمطارنة في الأربعاء الاول من كل شهر لتطلق تحذيرها من الامعان في نهج تعطيل المؤسسات ولتدعو بأعلى نبرة الى "الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية قبل فوات الاوان". وقالت الصحيفة أن العقبات الدستورية أمام قائد الجيش قد تفتح الباب أمام عودة حاكم مصرف لبنان، فيما الرئيس نبيه بري يرى مصلحة الشيعة في تأييد سليمان. أما صحيفة السفير فرأت أنه لولا البيان السياسي العالي النبرة الصادر، أمس، عن بكركي، ومن دون أية مناسبة سياسية، فإن المسار العام لترشيح قائد الجيش العماد ميشال سليمان، ظلّ يتحرك إيجابا، ولكن ببطء، من دون أية تفسيرات لعدم قيام فريق الأكثرية بتبني الترشيح علنا، الأمر الذي سلّط الضوء على وجود عثرات داخل "البيت الأكثري" السياسي والحكومي، قبل أن ينتقل البحث الى مرحلة التوافق السياسي العام مدخلا لا بد منه لانجاز التعديل الدستوري المطلوب. وقالت الصحيفة أنه مع إطلاق "حزب الله" أول إشارات إيجابية له تجاه ترشيح قائد الجيش، ليكتمل بذلك عقد موافقة المعارضة، بدا أن عامل الوقت صار ضاغطا على الجميع وأن أي تأخير قد يؤدي الى إضاعة "الخرطوشة الأخيرة" على حد تعبير قطب بارز في الموالاة، معتبرة أن ذلك قد يكون السبب الذي دفع ببعض السفراء العرب الى المطالبة بتسريع آليتي التوافق والتعديل سعيا الى تقريب موعد الانتخاب المحدد مبدئيا في السابع من كانون الأول.

أخبار المرئي في لبنان:

ركزت مقدمات نشرات التلفزة اللبنانية على بيان المطارنة الموارنة "الغاضب" والرسائل السياسية التي حملها، وقالت قناة المنار إن موقف العماد ميشال عون من ترشيح العماد ميشال سليمان فعل فعله في ملعب الفريق الآخر الذي حاول رميه بكرة من نار بوضع جنرال في مقابل جنرال، فنزلت تضحيته الجديدة وموقفه من أخوة السلاح كالصاعقة على رؤوس فريق السلطة الذي بدا كمن بلع لسانه ولاذ بالصمت، لا بل أكثر من ذلك بدا أن ثمة انقساماً كبيراً داخل هذا الفريق وانزعاجاً واضحاً من قبل مسيحيي الموالاة الذين بدوا مهمّشين مقابل وقوف المعارضة كلها خلف عون، الذي كسب المزيد من العطف والإعجاب والتقدير الشعبي مسيحياً ووطنياً لتضحياته من اجل لبنان.

ورأت قناة الجديد NTV انه في انتظار التحولات فان ثابتاً وحيداً برز اليوم، وهو غضب رأس الكنيسة المارونية، ورفعت بكركي صولجانها لترد الضيم عن صرحها ببيان وصفته بالتوضيحي للأقوال المتضاربة حول موقفها. واعتبرت الشبكة الوطنية للإرسال NBN أن السفير الأميركي في احدث مواقفه لا يتوقع من الرئيس العتيد أن يعمد الى نزع سلاح حزب الله، ويأمل بنظر اللبنانيين الى تعديل الدستور بحرية، من هنا نفهم لماذا تبرأ رئيس الحكومة الفاقدة للشرعية فؤاد السنيورة من مقولة قطع يده قبل توقيع مرسوم التعديل، ولماذا تبرأ من كل المواقف التي دعت الى نزع سلاح المقاومة بالقوة، ومن هنا أيضاً نفهم لماذا انقلب رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع بين ليلة وضحاها من معارض شرس لتعديل الدستور الى موالٍ أكثر شراسة لحصول هذا التعديل. وتساءلت المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC هل هبت رياح العماد ميشال سليمان الى رئاسة الجمهورية؟ التطورات سبقت السؤال والجهد منصب على تخريج آلية تعديل الدستور، وقد تأكد أن التوافق هو اكبر خبير دستوري فمن دونه لا مخرج ولا تعديل ومعه تسهل كل التعديلات، ولكن هل الأمور مسهلة كما هو ظاهر؟. ورأت قناة المستقبل انه إذا كانت الاتصالات والمشاورات البعيدة سائرة على قدم وساق بهدف تعديل دستوري يتيح انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، بعد إعلان مواقف التأييد لتوليه سدة الرئاسة من أكثر من طرف محلي وخارجي، فإن اللافت اليوم البيان الواضح والمباشر الذي صدر عن أمانة سر البطريركية المارونية والذي أعاد التأكيد على حقيقة ما جرى. وقالت قناة OTV (قريبة من التيار الوطني الحر) "كأن الطير على رؤوسهم" هذه العبارة التي طالما توسلتها لغة الأدب القصصي للدلالة على موقف الصمت والحرج والإرباك، قد تكون الاشد صحة ودقة لتوصيف مواقف غالبية السياسيين مع نهاية الأسبوع الأول من عهد فخامة الفراغ.

إتجاهات " نشرة سياسية يومية تصدر عن جريدة أخبار الشرق الجديد. يمكنكم الإطلاع على مضامينها باللغتين الفرنسية والإنجليزيةكذلك على موقع الشبكة باللغتين السالفتي الذكر. كما يمكنكم تصفح التقرير الإقتصادي اليومي أيضا "مؤشرات" باللغتين العربية والإنجليزية على موقعنا.