من يسافر على طول الخط الساحلي يشاهد تواصلا كبيرا للسفارات الاجنبية التي فضلت اقامة مقراتها على طول ساحل البحر قبالة تل ابيب وغيرها من مدن الساحل ليس حبا في البحر فيما يبدو وانما ضمن خططها الامنية المستقبلية على ضوء الاوضاع الامنية المتردية التي تعيشها اسرائيل .

واضافت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية التي اوردت التحقيق ان السبب الحقيقي لاختيار مواقع قريبة من الساحل هو استخلاص العبر من حرب لبنان الاخيرة التي سارعت خلالها سفن الدول الغربية وروسيا الى الابحار باتجاه الساحل اللبناني لاخلاء رعاياها من هناك .

وكانت السفارة الامريكية في اسرائيل اول من استخلص العبر حيث استفادت من سيطرة الطلبة الايرانيين على مقر سفارة الولايات المتحدة في طهران عام 1980 حيث سارع الامريكيون الى تزويد سفارتهم في تل ابيب بقوارب سريعه بشكل خاص حتى يتمكن طاقم السفارة من الفرار الى عرض البحر في حالة الطوارئ وقد شوهدت هذه القوارب على سطح سفارة اكبر دولة في العالم .

وقال احد ضباط الشرطة الاسرائيلية في تل ابيب وتربطه علاقات عمل مع رجال الامن في سفارة امريكا بان السفارة وبعد اعمال التوسيع التي نفذتها على مقرها نقلت القوارب السريعه من سطح البناية الى مكان اخر داخلها بيعدا عن اعين الزوار .

واختارت غالبية الممثليات الاجنبية في اسرائيل مقراتها على طول الساحل بالقرب من نهر " اليركون" وما يتفرع عنه رغم ارتفاع اسعار العقارات في تلك المنطقة وذلك بناء على خطة امنية مسبقة بنيت اساسا على فرضية الهروب الى عرض البحر في حالة الحرب او الطوارئ وذلك على ضوء القناعة بان اي حرب قادمة ستشمل قصفا صاروخيا عنيفا للعمق الاسرائيلي ما سيجبر البعثات الدبلوماسية على ترك البلاد باسرع ما يمكن لذلك فضلت سفارات امريكا وبريطانيا والسويد ، تركيا. وفي الفترة الاخيرة انضمت اليهم سفارات روسيا والكمرون وفانزويلا وليتوانيا، والفلبين ومولدافيا وسولوفينيا والهند وبلاروسيا والمكسيك وبلجيكا والنمسا ومنيمار ودول اخرى عديد تسكن سفاراتها الساحل لذات الاعتبار .

وفضلت غالبية السفارات عدم التعليق على ما ورد في تحقيق صحيفة "معاريف" حيث قال الناطق بلسان السفارة البريطانية انهم لم يعتادوا تفصيل الاجراءات الامنية المتعلقة بحماية السفارة وكذلك السفارة الامريكية رفضت التعليق لذات الحجة والسبب البريطاني .