تجاهل وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف امس، دعوة نظيرته الاميركية كوندليسا رايس الى تشديد العقوبات الدولية المفروضة على ايران، وذلك في وقت ربطت واشنطن امكانية نزع اسرائيل لسلاحها النووي بنتائج مؤتمر أنابوليس، فيما شددت تل أبيب على عدم استبعاد توجيه ضربة عسكرية الى ايران.

وفي مؤتمر صحافي في بروكسل اثر اجتماع لوزراء خارجية دول حلف شمال الاطلسي، الذين دعوا الى مواصلة المحادثات الهادفة الى فرض عقوبات اشد على ايران، قال لافروف «نأمل في ان تتواصل المفاوضات مع ايران»، مضيفا «من الناحية الايجابية، لاحظنا أن إيران باتت أكثر نشاطا في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ونأمل أن يصبح هذا التعاون شاملا».

واشار لافروف الى وجود شقين لهذا الملف «محادثات ايران مع الوكالة الذرية والعمل مع مجموعة الست، ونعتقد ان تضافر هذه الجهود سيكون له تاثير على الوضع». وذكر الوزير الروسي الذي عقد في ختام الاجتماع لقاء ثنائيا مع نظيرته الاميركية، بان بلاده «عضو بارز في مجموعة الست هذه».

وردا على سؤال حول تقرير الاستخبارات الاميركية الاخير الذي اكد ان ايران اوقفت برنامجها النووي العسكري في العام ,2003 قال لافروف «لقد شددنا التأكيد على عدم وجود عناصر عسكرية» في هذا البرنامج. واضاف «هذا يؤكد تماما معلوماتنا التي تقول ان ما من عنصر عسكري» في البرنامج النووي الايراني.

من جهتها، اكدت رايس مجددا على الحاجة الى فرض عقوبات جديدة على طهران. وقالت ردا على سؤال إن كانت روسيا تؤيد تشديد العقوبات، ان الاجتماع مع لافروف «كان امتدادا لمحادثات أخرى أجريناها». وأضافت «لقد تحدثنا عن الشق المتعلق بمجلس الامن الدولي، عن الحاجة الى استخدامه لمحاولة دفع النظام الايراني الى استئناف المفاوضات». واعربت عن «الامل بان توقف طهران عملياتها لتخصيب ومعالجة» اليورانيوم، مشيرة الى ان «العمل على قرار يصدر عن مجلس الامن الدولي سيتواصل».

بدورها، جددت باريس تمسكها بتشديد العقوبات على ايران. وقال المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية ديفيد مارتينيون «لا نمكن ان نقول ان التهديد زال.. من اجل الحصول على نتائج جيدة من وراء المفاوضات، نحتاج الى زيادة الضغط على ايران، والطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي عبر العقوبات». وتابع «بالنسبة لنا، كلما كان الأمر اسرع، كلما كان أفضل»، مشيرا الى ان باريس تطلب من الشركات الاوروبية وقف استثماراتها في ايران.

وكان الرئيس الاميركي جورج بوش اجرى امس الأول اتصالا بنظيره الصيني هو جينتاو تناول الملف النووي الايراني. وذكر بيان اصدرته وزارة الخارجية الصينية ان «بكين مستعدة للعمل مع واشنطن لتعزيز الحوار والحصول على اكبر توافق ونتائج لدفع التعاون البناء بين الصين والولايات المتحدة قدما».

واوضح البيان ان «هو جينتاو شدد على ان الصين لطالما اعتبرت ان الحل السلمي عبر السبل الدبلوماسية والمحافظة على الاستقرار والسلام الاقليميين امور تصب في مصلحة كل الاطراف»، فيما اعرب بوش عن امله في ان «يواصل مجلس الامن اعتماد التحركات الضرورية لحمل ايران على وضع حد لنشاطات التخصيب».

البنتاغون لن يغير خططه

في هذا الوقت، اعلن مدير وحدة التخطيط الاستراتيجي والسياسات في هيئة الاركان الاميركية المشتركة، الجنرال جون ساتلر، ان تقديرات الاستخبارات الاميركية ليس لها تأثير على تخطيط وزارة الدفاع (البنتاغون). واوضح انه لن يتحدث علنا عن اي خطط عسكرية اميركية احتياطية، لكنه قال «ليس هناك تصحيح للمسار.. ابطاء ..او تعجيل، داخل هيئة الاركان المشتركة بناء على تقديرات الاستخبارات».

وفي فيينا، شكك المندوب الاميركي لدى الوكالة الذرية غريغوري شولت، بان يكون الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قرأ تقرير وكالات الإستخبارات حين اعتبره «نصراً عظيماً» لطهران، مؤكدا أن الولايات المتحدة لا تزال تعتبر ايران «تحدياً أمنياً كبيراً».

وسئل شولت عن أسباب عدم تعامل بلاده بالطريقة ذاتها حيال ترسانة إسرائيل النووية، فقال «علينا أن ننظر إلى مجموعة من الإختلافات.. ففي حالة إيران لدينا قيادة تهدد بمحو إسرائيل من الخريطة لكننا لم نسمع بيانات مشابهة من القادة الإسرائيليين موجهة ضد طهران، كما أن إسرائيل لم توقع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ودعونا مع دول أخرى إسرائيل للتوقيع على المعاهدة كي تكون دولة غير نووية، في حين أن إيران صادقت على هذه المعاهدة وتقوم بانتهاك بنودها».

واضاف شولت «إن إخلاء منطقة شرق الأوسط من الأسلحة النووية هو تصور ندعمه من حيث المبدأ، ولكن من الناحية العملية علينا ان نكون واقعيين لنصل إلى هذا الهدف. وفي تقديري هناك شيئان يتعين علينا تحقيقهما كي نصل إلى هذا الهدف، الأول تحريك عملية السلام إلى الأمام بعد مؤتمر أنابوليس وصولاً إلى حل إقامة دولتين تعيشان جنباً إلى جنب بأمن وسلام، ومثلما هو معروف تقف إيران عائقاً أمام ذلك، والثاني إقناع إيران باحترام تعهداتها بموجب معاهدة منع الانتشار النووي وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة».

إسرائيل: لن نستبعد القوة

في باريس، اعتبر السفير الايراني علي اهاني ان «بعد هذا التقرير (الاستخبارات) لم يعد بامكان بوش ان يفكر بضربة عسكرية.. الرأي العام العالمي لن يسمح له ذلك». واضاف خلال مؤتمر صحافي «نأمل ان يجعل هذا التقرير الاميركيين اكثر واقعية».

غير ان نائب وزير الدفاع الاسرائيلي ماتان فيلناي، أكد ان اسرائيل مصرة على عدم استبعاد امكانية توجيه ضربة عسكرية ضد ايران. واوضح «حتى الان تعتقد اسرائيل انه يجب استنفاد الضغوط الدبلوماسية على عدوها الرئيسي»، رافضا القول اذا كان يتعين على اسرائيل ان تعمل بمفردها في اي عمل عسكري