شهدت العلاقات السورية الأردنية المزيد من التطبيع، عندما استقبل الملك الأردني عبد الله الثاني في عمان أمس وزير الخارجية السوري وليد المعلم، وبحث معه نتائج مؤتمر انابوليس، وشدد على أهمية العمل العربي المشترك من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، بما فيها الجولان، و«أهمية تعزيز أمن لبنان واستقراره وسيادته».

وتحدثت مصادر مختلفة لـ«السفير»، بعد زيارة المعلم إلى عمان، عن تقدم احتمالات عقد قمة عربية مصغرة تضم أساسا الرئيسين السوري بشار الأسد والمصري حسني مبارك والملك السعودي عبد الله ونظيره الأردني، وذلك خلال وقت قريب، بعد الاتفاق على المكان المناسب لانعقادها.

وتظهر زيارة المعلم إلى عمان، واجتماعه مع المسؤولين الأردنيين، تحسن العلاقات بين دمشق وعمان،

بعد زيارة الملك عبد الله الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق الشهر الماضي، وإحياء اللجنة العليا الأردنية ـ السورية التي ستنعقد في عمان في الأسبوع الأخير من كانون الأول الحالي.

وذكر الديوان الملكي الأردني، في بيان، أن الملك عبد الله والمعلم بحثا «نتائج لقاء انابوليس». وأشار المعلم إلى أنه نقل إلى الملك عبد الله رسالة شفهية من الرئيس السوري بشار الأسد «تتعلق بالعلاقات الثنائية وسبل تعزيز التضامن العربي، وتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوســط، ولا سيما في لبنان والعراق وفلسطين»، موضحا أن مباحثاته في عمان «كانت مثمرة وإيجابية، ونأمل أن يستمر هذا التشاور بين قيادتي البلدين».

وأكد الملك، من جهته، «أهمية البناء على نتائج المباحثــات التي أجراها مع الرئيس السوري في دمشق» الشهر الماضــي، مشيرا إلى أن «انعـقاد أعمال اللجنة العليا الأردنية ـ السورية قريبا سيســهم في تعزيز العلاقات بين البلدين».

وأكد الملك عبد الله «أهمية تعزيز العمل العربي المشترك وتنسيق المواقف بين الدول العـربية خلال المرحلة المقبلة، خصوصاً في ما يتصل بالعملية السلمـــية وصولا إلى تحقيق الســـلام العادل والدائم والشامل، الذي يفضي في النهاية إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وإنهاء الاحتلال الإســـرائيلي للأراضــي العربية بما فيها الجولان». كمــا تم خـــلال اللقاء بحث «التطورات الجــارية على الساحة اللبنانية»، حيث أكــد الملك الأردني «أهــمية تعزيز أمن لبنان واستقراره وسيادته». وبحث المعلم مع رئيس الوزراء الأردني نادر الذهبي العلاقات بين البلدين والأوضاع في المنطقة. وأكد الجانبان «أهمية تنسيق مواقف البلدين تجـــاه مختلف القضايا العربية والدولية وتفعــيل التضامن العربي لمواجهة مخــتلف التحديات التي تشــهدها المنطقة».

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن المعلم قوله «نحن بلدان شقيقان جاران، وتربط شعبينا علاقات متميزة، وان مثل هذه الزيارات مستمرة لأنها تغني العلاقات الثنائية وتعالج المسائل الإقليمية القائمة».

وأشاد المعلم ونظيره الأردني صلاح الدين البشير، في بيان مشترك، «بالتطور الملحوظ الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين، بما يصب في خدمة مصالحهما المشتركة وتطلعات الشعبين الشقيقين»، وأكدا «حرصهما على مواصلة العمل من أجل المضي بتنفيذ توجيهات قيادتي البلدين، في إيجاد حلول جادة وفاعلة لعدد من القضايا الثنائية، وخاصة تلك المتعلقة بالتعاون الاقتصادي والمياه والحدود والمعتقلين والقضايا الأمنية».

وشدد الوزيران على «ضرورة إيجاد حل عادل وشامل للصراع العربي الإسرائيلي يقوم على أساس مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، التي تضمن استعادة جميع الأراضي العربية المحتلة الفلسطينية والسورية واللبنانية». وجددا «دعمهما للجهود العربية والدولية، ومساندة الجهود الفلسطينية الرامية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريفة، وذلك ضمن إطار العملية السلمية وحل الدولتين».

مصادر
السفير (لبنان)