قال نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح في حديث الى»الحياة» انه ابلغ المسؤولين السوريين ضرورة ان يصبح العراق «نقطة تلاقٍ للمصالح الاقليمية والدولية بدلاً من ان يكون ساحة للصراع بين الفرقاء»، في دول الجوار والعالم، في اشارة الى العلاقات بين سورية وايران وأميركا، مشيراً الى ان الجانب السوري أبلغه ضرورة ان لا يكون العراق «منطلقاً لأعمال تهدد دول الجوار».

وكشف صالح ان وزير الداخلية العراقي جواد البولاني وقع مع نظيره السوري اللواء بسام عبدالمجيد مذكرة تفاهم تتضمن آليات جديدة لتعزيز التعاون الأمني بين دمشق وبغداد، بعدما اثمرت الاجراءات السابقة خفضاً لعدد المتسللين عبر الحدود السورية.

وكان صالح يتحدث في ختام زيارة رسمية استمرت ثلاثة أيام على رأس وفد كبير يضم وزيري التجارة فلاح السوداني والداخلية. وقبل مغادرته، اطلع مع نظيره السوري عبدالله الدردري الرئيس بشار الأسد على نتائج المحادثات. واعلن ناطق رئاسي سوري ان الاسد «جدد مواقف سورية الداعمة لأمن العراق واستقراره ووحدة أرضه وشعبه»، مؤكداً «وجوب الارتقاء بالعلاقات السورية - العراقية على الصعد كافة بما يخدم مصالح البلدين والشعبين المشتركة». واشار الناطق الى ان صالح «عبر عن تقدير العراق حكومة وشعبا لمواقف سورية البناءة وحرصها المستمر على أمن العراق ودعمها عملية المصالحة الوطنية الجارية فيه».

وعلم ان نائب الرئيس فاروق الشرع لم يستقبل صالح، بعدما ألغى موعدا مع وزير الخارجية هوشيار زيباري، علماً ان الشرع كان في استقبال الرئيس النمسوي هانز فيشر.

وعزا نائب رئيس الوزراء العراقي في حديثه الى «الحياة» امس، تحسن الاوضاع الامنية في العراق الى «تنامي القدرات الامنية العراقية وزيادة عديد القوات الاميركية وتعاونها مع القوات العراقية. وربما السبب الأهم، التغير في الموقف الشعبي، خصوصا في مناطق الانبار. ونعتقد ان أحد الاسباب المهمة، هو تنامي التعاون السوري - العراقي في ما يتعلق بآليات ضبط الحدود وتبادل المعلومات والعمل المشترك ضد القاعدة والتنظيمات الارهابية».

وتابع ان أحد أسباب زيارته دمشق كان لـ «تأكيد التقدير للتعاون السوري مع العراق (في المجال الأمني) وشرح حساسية الموقف وضرورة الارتقاء بالتعاون الى مستويات افضل كي نمنع كل مظاهر التسلل، ونعزز سياقات التبادل الاستخباراتي بين الطرفين وسياقات العمل المشترك في مواجهة العدو الارهابي التكفيري المشترك للبلدين».