قال قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية(بي.بي.سي) انه لا يشعر لا بالتفاؤل ولا بالتشاؤم حيال الأوضاع في العراق لكنه رجل واقعي. ودافع عن قرار بريطانيا تسليم مقاليد الأمن في محافظة البصرة للجانب العراقي رغم الانتقادات التي أثيرت بسبب الأوضاع الأمنية في جنوب العراق وفساد قوات الأمن والعنف الذي تمارسه الميليشيات، وقال إنه «حان الوقت لقيام العراقيين بتقديم حلول لمشاكلهم».

واعتبر بترايوس أن تراجع العنف في العراق إلى أدنى مستوى خلال أكثر من سنتين ونصف السنة «انجازاً كبيراً» إلا انه استبعد سحب جزء كبير من القوات بسبب وجود« أعداء لا يحصى عددهم». فيما توقع وزير الدفاع روبرت غيتس سحب 10 ألوية من العراق بنهاية ولاية الرئيس جورج بوش في يناير 2009.

وأشار إلى أن التحسن الأمني انعكس بشكل ايجابي على النواحي الأخرى في العراق حيث عاد النشاط إلى الأسواق التجارية والتحق كبير من الأطفال بصفوف الدراسة. الا انه أكد استمرار القوات الأميركية في مطاردة ومحاربة العناصر المسلحة التي لا يمكن التفاوض معها وعلى رأسها تنظيم القاعدة ومن يدور في فلكه.

و استبعد بترايوس إمكانية إقدام الحكومة الأميركية على القيام بسحب جزء كبير من قواتها بشكل عاجل بسبب استمرار نشاط عدد من المجموعات المسلحة في العراق مثل تنظيم القاعدة و«وجود عدد لا يحصى من الأعداء ومن المؤشرات المثيرة للقلق»، مشدداً على انه «ما من شك الوضع الأمني في العراق شهد تحسنا ملموسا ومستوى العنف واراقة الدماء تراجع إلى أدنى مستوى منذ صيف العام 2005».

ووصف الأوضاع على الأرض بعد أن أمضى أكثر من ثلاث سنوات في العراق بأنها مرعبة.

من جانبه، أكد روبرت غيتس ان تحسن الوضع الأمني سيسمح بسحب خمس وحدات من الجيش الأميركي بحلول يوليو المقبل.

وصرح غيتس في مؤتمر صحافي بمناسبة نهاية العام الجمعة بأن التحدي العام المقبل سيكون «الحفاظ على المكاسب التي حققناها». وأضاف انه في حال استمرت الانسحابات بالوتيرة نفسها، ستكون عشرة ألوية غادرت العراق بنهاية ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش في يناير 2009.

إلا أن دبلوماسيين ومحللين عسكريين تحفظوا على هذه التصريحات، مؤكدين على أن انخفاض الهجمات والعنف الطائفي سيبقى هشا إذا لم يتم حل المسائل الرئيسية مثل تقاسم عائدات النفط وإعادة تأهيل الأعضاء السابقين في حزب البعث. وردا على سؤال بشأن ما إذا كان القادة العراقيون سيطبقون الإصلاحات الضرورية قال غيتس: «انهم متلزمون بذلك. سنرى ما إذا كانوا سيفعلون ذلك».