إتجاهات : عدد 31 كانون الاول 2007

حدث واتجاه...إقليمي

هل يطلق فينوغراد الانتخابات الإسرائيلية المبكرة ؟

ينشغل الإسرائيليون بتكهنات إعلامية وسياسية عن محتويات تقرير لجنة فينوغراد النهائي الذي سينشر في العاشر من كانون الثاني بعد زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش للدولة العبرية ويتقدم النقاش سؤال غامض عن مصير أولمرت السياسي ومصير حكومته مع العلم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يواجه مزيدا من المشاكل والقضايا المتراكمة إضافة إلى مسؤوليته عن هزيمة إسرائيل في حرب صيف 2006 ويتساءل العديد من الكتاب و المحللين الإسرائيليين عما إذا كان التقرير سوف يشكل فاتحة لتطورات سياسية صاخبة تقود إسرائيل نحو انتخابات نيابية مبكرة في النصف الأول من العام الجديد وحيث تشير الوقائع إلى خارطة من المنافسين يتقدمها كل من إيهود باراك و بنيامين نتانياهو على صعيد حزبي العمل و الليكود في حين يحتدم الصراع على وراثة اولمرت في زعامة كاديما بين عدد كبير من وزرائه.

لعنة الفشل في حرب لبنان الثانية تحضر يوميا في نقاشات الخبراء الإسرائيليين حول الخيار العسكري في غزة والضفة الغربية و تزداد الشكوى من انعدام الفاعلية السياسية القيادية ضمن الواقع الحالي والمعبر عنها بالنسبة للبعض بالعجز عن التقدم في أي خيار سياسي جدي على المسار الفلسطيني بينما يرى البعض الآخر من التيارات الصهيونية المتشددة أن التردد في الانتقال إلى عمل عسكري يرفع الكلفة و بات يشكل خطرا جديا على العمق الإسرائيلي انطلاقا من تصاعد قوة فصائل المقاومة الفلسطينية ومثابرتها على تعزيز إمكاناتها المكرسة لضرب المستعمرات الجنوبية انطلاقا من قطاع غزة.

الصحف العالمية والعربية

*كتب عبد الرحمن الراشد مقالا نشرته صحيفة الشرق الأوسط تساءل فيه انه ينتهي عام 2007 بلا مشروع واضح وآخر الأحداث لا تدل بالضرورة على ما بعدها. فذبح رئيس وزراء باكستان السابقة بنازير قبل ايام كان فعلا ارهابيا آخر فهل نقرأه على أن باكستان على وشك ان تكون الجزائر في ايام معاركها الاولى مع الارهاب قبل عقد مضى؟ وهل المزيد منه سينحدر بالبلاد لتكون عراقا آخر؟ واشار الكاتب الى ان الخليج، عاش العام في انتظار حرب الخليج الرابعة مع اصرار ايران على المضي قدما في مشروعها النووي رغم تراجع كوريا الشمالية المفاجئ، ونفاد صبر الاوروبيين بعد ان قدموا سلسلة هدايا لإغراء طهران على التنازل بلا فائدة. ولفت الكاتب الى انه كان عام الدولار الضعيف والحكومات الضعيفة، لكنه اسس لعام مقبل مهم جدا. سيكون عام 2008 أهم في حسم تاريخ توقف عند «القاعدة»، والعراق، ولبنان، وغزة، ومشروع السلام، ومشروع ايران النووي، والسودان.

*اعتبرت صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها انه عندما ينسحب العرب من الفعل ويتركونه للآخر، كائناً من كان هذا الآخر، وعندما يعتريهم الملل حتى من رد الفعل، في ما يتعلق بقضاياهم، بل وجوهر وجودهم، فإنهم يشرعون الأبواب والنوافذ، الحدود والأجواء، لأي كان للتدخل في شؤونهم وتحديد خطوط سيرهم، قسراً أو طوعاً. ولفتت الصحيفة ان العرب من عام إلى عام، وكما كل الأعوام، يرحّلون أزماتهم، يحملونها على ظهورهم، أو يرمونها خلفهم، تاركين لكل من هبّ ودبّ التلاعب بالحاضر وبالمصير، مع أن لديهم الامكانات والقدرات، إن توافرت الإرادة على الاجتماع والتفاعل والتضامن كأبناء أمة واحدة مصيرها واحد، على صنع الإنقاذ، وصد كل من يطمع بهم من قريب أو من بعيد.

*رأت صحيفة البيان في افتتاحيتها انه في السنوات الأخيرة، صار التقويم التقليدي لحصيلة العام؛ يبدو وكأنه عملية متشابهة إلى حد النسخ والملل، كل سنة جردتها صورة طبق الأصل، تقريباً، عن التي سبقتها، خلاصتها أن السنة الفائتة غير مأسوف عليها لأن غلالها وفيرة بالخراب والكوابيس. واعتبرت الصحيفة ان 2007 لا تشذ عن القاعدة، لكنها تتميز بعلامة فارقة وخطيرة، كما لم يحصل من قبل؛ وهي أن مثلث التفخيخ والتفجير والتصفيات، المتجول في المنطقة، وصل إلى حد بات يستهدف ساحات وكيانات فيها، بالاغتيال والتشظي.

*ذكرت صحيفة "هآرتس" أمس، نقلاً عن مصادر رفيعة المستوى في الأمم المتحدة، أن قوات اليونيفيل قامت بتشديد إجراءاتها الرقابية على الممرات القائمة على طول مجرى نهر الليطاني في جنوب لبنان، منعاً من انتقال السلاح إلى جنوبه، مشيرةً إلى رضىً إسرائيلي عن أداء القوات الدولية، في ظل خشية من أن تؤدي الأزمة اللبنانية القائمة، إلى عودة أوضاع ما قبل الحرب الأخيرة على لبنان، وتعزيز وضع حزب الله. وقالت الصحيفة إن "حزب الله أعاد بناء نفسه خلال الأشهر الماضية، وخصوصاً في المنطقة الواقعة شمالي نهر الليطاني، حيث تمركزت وحدات صاروخية جديدة، متوسطة وبعيدة المدى، في مراكز وقواعد أقيمت خصيصاً لهذه الغاية، ولا يخفي حزب الله رغبته في التحرك نحو جنوبي النهر، كما تبين من المناورة الكبيرة التي نفذها قبل أشهر". ونقلت الصحيفة عن مصادر الأمم المتحدة قولها إنه "تقرر في الآونة الأخيرة تشديد الرقابة على المعابر على حركة السير التي يمكن من خلالها نقل السلاح والذخائر إلى الجنوب، مع مواصلة العمل في المحميات الطبيعية، بهدف منع حزب الله من العودة إليها".

*قلل مستشار مرشد الثورة الإسلامية في إيران ومسؤول الأمن القومي والملف النووي السابق علي لاريجاني من أهمية التهديدات الأمريكية الموجهة لبلاده، وقال في مؤتمر صحافي في نقابة الصحافيين المصريين في القاهرة أمس إن دخول الولايات المتحدة في نزاع مع إيران يعني دخولها إلى "عش الدبابير"، وأن ذلك سيؤدي إلى "خسائر ومعاناة" كبيرة للأمريكيين في المنطقة. وحذر لاريجاني من أن صدور قرار من مجلس الأمن ضد إيران سوف يضع عراقيل أمام تعاون بلاده مع الوكالة الدولية للطاقة النووية، وقال إن الولايات المتحدة الأمريكية والغرب يتعاملون بازدواجية مع الموضوع النووي، وفي الوقت الذي يعارضون فيه امتلاك إيران للطاقة النووية يتجاهلون توجيه أي نقد ل “إسرائيل” على الرغم من اعتراف قادتها بامتلاك السلاح النووي.

*كتب عمر جفتلي مقالا نشرته صحيفة تشرين السورية اعتبر فيه انه حتى الحاج إلى بيت الله لم يعد له أي احترام في السلوك الإسرائيلي الذي ينم عن حقد عنصري وإمعان بالإساءة لكل ما هو عربي. واشار الكاتب الى ان احتجاز الحجاج الحالي وقبلهم مرضى وزائرين إلى مصر أمضوا أشهراً على الحواجز، كله يدل على الأساليب التي تصر سلطات الاحتلال على إتباعها تارة بذريعة التفتيش كما يقول ايهود باراك وزير الحرب وتارة لمزاعم مختلقة ويبقى المهم بالنسبة لإسرائيل إزعاج الآخر بكل الطرق والأساليب الممكنة في سياق مخطط "الترانسفير". وتساءل الكاتب كيف سيتصالح الفلسطيني مع الإسرائيلي وكيف ستتم مسيرة السلام بينهما إذا ظل وهو الطرف المعتدى عليه يعيش ظروفاً مأساوية وليس له أي حرمة كإنسان؟.

‏

أخبار الفضائيات

*ذكرت الفضائية السورية ان الرئيس السوري بشار الأسد استقبل قبل ظهر اليوم عضوي الكونغرس الأميركي السيناتور الجمهوري ارلين سبيكتر والنائب الديمقراطي باتريك كيندي بحضور وليد المعلم وزير الخارجية .ولفتت الفضائية إلى ان وفداً من الجامعة العربية سيتوجه إلى دمشق قريباً لمواصلة الإعداد للقمة.

حوارات فضائية:

*قناة العالم. تغطية إخبارية.

*أشار عضو مجلس الشعب السوري سامر الدبس إلى ان زيارة الوفد الأميركي إلى سوريا هذه تؤكد مجدداً حاجة واشنطن للحوار مع دمشق ولو عبر أعضاء الكونغرس.

*أعلن السيناتور الأميركي الجمهوري ارلن سبكتر عن وثيقة عمل سورية- فرنسية تؤسس لحل أزمة الانتخابات الرئاسية في لبنان. ولفت سبكتر إلى ان الفرصة مؤاتية لإحلال التسوية بين سوريا والكيان الإسرائيلي، لكني لم أسمع من رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي ايهود اولمرت قولاً صريحاً بضرورة الانسحاب من الجولان.

حدث و اتجاه... لبناني

مؤشرات متناقضة عشية العام الجديد

غلبت الحيرة على العديد من المتابعين اللبنانيين في رصد المواقف الدولية والعربية المتلاحقة حول الأزمة السياسية والدستورية القائمة والتي تركز عليها الاهتمام في الدوائر السياسية والإعلامية خلال الساعات الماضية:

1-الكلام الذي صدر عن الرئيس المصري وضيفه الفرنسي أوحى بتحميل سوريا مسؤولية تعثر المساعي الهادفة لتحقيق التوافق اللبناني وفي الوقت نفسه كان الرئيس حسني مبارك يعلن عن دعوة سوريا إلى التدخل لحسم الموقف بفعل ما تحوزه من تأثير على الأطراف المتنازعة ، ووصفها بالأوسع تأثيرا في لبنان، وهذا ما يعلم اللبنانيون و الدول الكثيرة المتورطة في التفاصيل اللبنانية أنه لا يعكس حقيقة الأمر بدقة وعلى الأقل فالموالاة اللبنانية تكرس حركتها منذ أعوام لبناء وضع لبناني معاد لسوريا و هي ترفض أي حضور أو نفوذ سوري في الوضع اللبناني و بنت خطابها على هذا الأساس وهي قدمت جميع التسهيلات التي طلبها الأميركيون في تحويل لبنان قاعدة معادية لسوريا، وأطراف المعارضة التي تجاهر بالتحالف مع سوريا أعلنت بلسان قادتها أنها لن تقبل بان تفرض عليها سوريا أو إيران أي اتفاق داخلي لا يتناسب وتطلعاتها ومطالبها و عندها منطقها في ذلك الذي يعرفه جميع المتابعين والمندوبين والوسطاء ، ويعرف هؤلاء أيضا أن سوريا لا تملك علاقة مباشرة على أي صعيد بزعيم التيار الوطني الحر الذي فوضته المعارضة بالحوار حول موقفها التوافقي .

2-التفسير الوحيد لمنطق مبارك وساركوزي بدعوة سوريا إلى التدخل بعد مرحلة حافلة بالحملات والاتهامات لسوريا بالعرقلة نتيجة التدخل طيلة الفصول السابقة من الأزمة اللبنانية هو أن سوريا مطالبة بالانتقال إلى مبادرات عملية تحسم الوضع اللبناني أي إلى تدخل نوعي في الأزمة و هذا ما أربك الموالاة التي فضلت العزف على وتر اعتبار ما صدر في القاهرة إنذارا جديدا لسوريا بينما هو في الواقع دعوة علنية إلى التدخل الواسع.

3-دخول مصر والسعودية على خط الأزمة والدعوة إلى اجتماع لمجلس الجامعة العربية لاقاها الرئيس نبيه بري بدعوة العرب إلى المصالحة في ما بينهم لتسهيل حل الأزمة اللبنانية بينما أعربت أطراف معارضة عن قلقها من استعمال التحرك العربي عتبة لتدويل الأزمة كما حصل في فصول سابقة وتعامل بعض المحللين مع خطوة الجامعة على أنها إيعاز أميركي بتكريس سحب التفويض من فرنسا لتمكين مصر والسعودية من استثمار أدوارهما في الفصول السابقة من التطورات اللبنانية و البناء عليها على أبواب القمة العربية بتعزيز مناخ المواجهة في لبنان و التحضير للتفاوض بشأنه لاحقا بحيث تحتفظان بحصة حضور في المعادلة اللبنانية وتحفظان القوى الدائرة في فلكهما قبل تكريس المصالحة مع سوريا في قمة دمشق العربية في الربيع.

4-معلومات الصحف عن استمرار الاتصالات التي يجريها أمين عام الرئاسة الفرنسية كلود غيان مع وزير الخارجية السورية وليد المعلم و إعلان السيناتور سبكتر و النائب كينيدي في دمشق و بعد لقائهما مع الرئيس بشار الأسد عن وجود وثيقة فرنسية سورية جديدة حول مبادرة للحل في لبنان والزيارة بذاتها حملت دلالة حول مواصلة واشنطن للحوار مع دمشق بينما تدفع بالفرنسيين والعرب تحت ضغوطها إلى استخدام لغة متشنجة مع سوريا.

5-داخليا سربت المصادر الموالية معلومات عن تأجيل حكومة الرئيس السنيورة لمناقصة الخليوي التي كانت مقررة في شباط و كذلك تحدثت هذه المصادر عن شيء من التريث في مواصلة التصرف بصلاحيات رئيس الجمهورية في حين شكلت المعارضة لجانا لدراسة الخيارات العملية التي ستلجأ إليها وحيث يسود غموض كبير هذه الخطوات في حين يترقب اللبنانيون الإطلالة التلفزيونية المقررة للسيد حسن نصرالله ليل الأربعاء القادم على شاشة قناة NBN.

الصحف اللبنانية:

*قالت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم في بيروت أنه عشية نهاية السنة 2007 التي كان الفراغ الرئاسي أبرز محطاتها اللبنانية وأشدها جسامة في سياق الاحداث السياسية والامنية التي شهدها، برز مرة جديدة ما اعتبرته بعض وسائل الاعلام البعد الخارجي للأزمة الرئاسية، بينما يخوض طرفا الصراع المحليان جولة أخرى من الانقسام الدستوري والسياسي. وفي هذا السياق قالت صحيفة الديار أنه على وقع الموقفين المصري والفرنسي اللذين عبر عنهما الرئيسان حسني مبارك ونيكولا ساركوزي ‏في حث سوريا على التدخل للمساعدة على حلحلة العقدة الرئاسية في لبنان، ما فسر على اكثر ‏من صعيد على انه استدراج لتدخل سوري في الملف اللبناني من جهة واعتراف بالدور المحوري ‏الذي تستطيع سوريا القيام به لمساعدة لبنان على الانتقال من مرحلة الفوضى الدستورية ‏والفراغ الى مرحلة الاستقرار السياسي من جهة ثانية.‏

ووصفت الصحيفة الازمة القائمة بأنها عنق الزجاجة الذي يصعب على الجالس في وسطها التقدم او التراجع او حتى التململ،‏ مشيرة الى أن تلك الازمة مرشحة على ما يبدو لتطول في ظل انعدام فرص امتلاك عناصر الحل لدى الاطراف في ‏الداخل لكن اللافت ان قواعد اللعبة التي حكمت الجميع وفرضت عليهم الفراغ المضبوط ستكون ‏اولى ضحايا محاولة فريق الاكثرية تطبيق امر واقع مفاده تفعيل حكومة السنيورة واستيلاؤها ‏على صلاحيات رئيس الجمهورية وهذا الاستيلاء سيفرض على المعارضة العودة الى لغة التهديد ‏برفع السقف السياسي والشعبي والتعبوي الى اقصى درجة منعاً لحكومة السنيورة من ان تفرض ‏اعرافاً مخالفة لمبدا الفراغ المنظم.‏ أما صحيفة السفير فقالت أنه كان لافتاً للانتباه أنه في موازاة الاتصالات الدولية والاقليمية بالتنسيق مع الداخل اللبناني، جاءت الدعوة السعودية المصرية الى الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء الخارجية العرب يوم الأحد المقبل "لمناقشة الوضع في لبنان في ضوء الخلاف على الانتخابات الرئاسية".

مشيرة الى أن الدعوة قد ترافقت مع قرار اتخذه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بإيفاد مدير مكتبه السفير هشام يوسف الى بيروت في غضون ثمان وأربعين ساعة للوقوف على آخر التطورات. من جهتها صحيفة الأخبار نقلت عن رئيس مجلس النواب نبيه بـرّي أنه يخشــى تدويـــل الأزمة الرئاسية اللبنانية مشيرا الى أنه ما زال يراهن على حصول توافق داخلي رغم كل الصعوبات، ولفتت الصحيفة الى المحادثة الهاتفية التي أجراها أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى مع بري مشيرة الى أنه قد أرجأ زيارته الى بيروت وسط تحرّك مرتقب للبرلمان الأوروبي.

أخبار المرئي في لبنان:

التصريحات التي أطلقها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مع الرئيس المصري حسني مبارك، كانت محط اهتمام مقدمات نشرات التلفزة اللبنانية، وقالت قناة المنار ان اليوم ما قبل الأخير في روزنامة العام 2007 سجل انكفاء سياسيا نسبيا في لبنان لم يخلو من تداعيات حرب البيانات بين الرئاستين الثانية والثالثة يوم أمس، لتطلّ من مصر محاولات عربية للبحث عن حلول ما للازمة اللبنانية مدعومة بمواقف رئاسية مصرية فرنسية. في روزنامة اليوم ما قبل الأخير من هذا العام سجّل الأمين العام لجامعة الدول العربية تاريخ السادس من كانون الثاني موعدا للتحرك العربي المقبل.

واعتبرت قناة الجديد NTV ان الرئيس مبارك بدا مندهشاً ومذهولاً كيف أن بلداً كلبنان يعيش بلا رئيس وبحكومة مختلف على صلاحيتها، لكن دهشة مبارك ستتحول الى فجيعة غداً إذا ما تراءى الى مسامعه أن هذا البلد سيعيش في عهد الفراغ وبعهدة السنيورة عاماً ونصف العام، وانه قد لا يجد قانون انتخاب أو حكومة متوافقاً عليها لتجري الانتخابات النيابية ربيع عام 2009. ورأت الشبكة الوطنية للإرسال NBN انه بالأمس كان مطلوباً من سوريا ألا تتدخل بالشأن اللبناني ومعظم القرارات التي صدرت بعد القرار 1559 إن لم نقل كلها صبت في هذا الإطار. فما الذي حصل لكي يتحول المطلب بعدم التدخل الى مطلب معاكس تماماً؟ فقد خرجت القمة الفرنسية المصرية التي انعقدت في القاهرة على مستوى الرؤساء بدعوة سوريا الى ممارسة نفوذها في لبنان لتحقيق الوفاق، ووصل الأمر بالرئيس الفرنسي الى حد إعلانه انه ومعاونيه لن يجروا أي اتصالات مع سوريا ما لم تكن هناك أدلة على رغبتها بان يتم انتخاب رئيس توافقي.

واعتبرت قناة OTV (قريبة من التيار الوطني الحر) ان انسداد الأفق الداخلي يدفع أكثر فأكثر نحو الحركة الخارجية البديلة، اليوم سلسلة مواقف مصرية فرنسية وسعودية وأردنية تصّب كلها في خانة مناشدة سوريا التدخّل في الانتخابات الرئاسية اللبنانية. والمراقب الذي يفهم إشارات السياسة يدرك أن محور القاهرة الرياض عمان مطوفاً على منسقية باريس لا يعني غير النطق بالكلام الأميركي ولو بالواسطة. وقالت المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC أن المسعى لقي تحفظاً من الرئيس بري الذي كتب الى الأمين العام للجامعة العربية ألا ضرورة للوقوف على آخر التطورات بل يكفي أن يتصالح العرب فيما بينهم. وما لم يقله بري كشف عنه مصدر قريب منه لوكالة فرانس برس من أن موسى يدرك أن الحل هو بين دولتيْن عربيتيْن، في إشارة الى السعودية وسوريا اللتين تمر علاقتهما بمرحلة توتر. وقالت قناة المستقبل أن ساركوزي أعلن خيبة أمله من موقف سوريا التي قال انه حان الوقت لكي تثبت بالأفعال ما لا تكف عن إعلانه في الخطابات، مرفقاً دعوته بإشارة بالغة الدلالة تمثلت بتعهده أن فرنسا ستوفر الأموال اللازمة لتسريع تشكيل المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه.