حصــل أمر ما بين الثــامن والعشرين من الشهر الماضي والثلاثين منه. ما بين حصول التفاهم السوري الفرنسي وبين تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي

حصــل أمر ما بين الثــامن والعشرين من الشهر الماضي والثلاثين منه.

ما بين حصول التفاهم السوري الفرنسي وبين تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ساعات، حين أعلن الأخير بشكل فاجأ الجانب السوري بتوقف الاتصالات السورية الفرنسية بخصوص لبنان، مطالباَ الجانب السوري بالأفعال لا الأقوال.

وحتى ما قبل تصريحات ساركوزي كان الجانب السوري ينظر إلى العلاقة مع الجانب الفرنسي والممثلة بغيان تحديداً على أنها مستمرة، وبأن الجهود المشتركة بين الجانبين لتحقيق اختراق في الأزمة اللبنانية كانت قد لاقت عائقاً جديداً، ولكن دون أن تهدد بالتوقف أو حتى التباطؤ، وهو ما أوحى به كلام وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمره الصحافي، وأيضا ما أكدته مصادر سورية رفيعة المستوى لـ «السفير»، أثار استغرابها التصريح الفرنسي كما فاجأها توقيته.

وما أثار الاستغراب أكثر كان أن يلحق بهذه التصريحات بعد ساعات اتصالان هاتفيان من الجانب الفرنسي، وتحديداً من غيان للتأكيد من الجانب الفرنسي على استمرار الاتصالات، الأمر الذي دفع الفرنسيين لاحقاً إلى إعلان توقفها نهائياً بعد توزيع الخبر سورياً، في حين كان السوريون يتحضرون لأمر مماثل على اعتبار أن «عامل الثقة بين الطرفين كان بدأ بالتشقق».

أما الترجيحات فتصب تقريباً في خانة واحدة، وهي أن الجانب الفرنسي تلقى دعوات وربما ضغوطاً عربية للتعامل مع سوريا بطريقة مختلفة عن السابق، وهو ما سألت عنه «السفير» الوزير المعلم خصوصاً مع المستجدات التي رافقت تصريحات ساركوزي، بإعلان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن ثمة مبادرة مصرية سعودية ستطرح من أجل الحل في لبنان في المؤتمر الوزاري العربي الاستثنائي الذي طرحت فكرة انعقاده السعودية.

وكان جواب المعلم أنه «يمتنع عن تسمية هذا الطرف أوذاك»، مشدداً على أن «سوريا ستبقى تعمل لتعزيز التضامن العربي» ،ولكن ليقول أيضا «أن يكون بعض العرب ليسوا سعداء بانفراج العلاقة (السورية) مع فرنسا، فنحن نقول لهم إننا سعداء بعلاقاتهم المنفرجة مع كل العالم». وتمنى المعلم «وجود مبادرة سعودية مصرية للحل في لبنان وأن ينجحوا في هذه المبادرة»، مضيفاً «سنصفق لهم».

وجاء كلام المعلم منسجماَ مع ما تردد على لسان دبلوماسيين غربيين في دمشق على قرب من الجانب الفرنسي بأن «الرئيس مبارك كان هو الدافع الرئيسي نحو تشجيع ساركوزي على إعلان وصول الجهود الفرنسية السورية إلى حائط مسدود»، خصوصاً في ضوء رغبته في تسويق «المبادرة الجديدة»، و«محاصرة احتمال نجاح سوريا مع فرنسا في تحقيق انفراج في لبنان»، لأن ذلك سيسمح لسوريا بعامل دفع اضافي للعودة بقوة إلى المشهد العربي والدولي.

وفي نظر مراقبين محليين فإن ما جرى حتى اللحظة كان بمثابة تحريك الأجواء اللبنانية الداخلية من حالة الاختناق الكامل بالأزمة إلى مستوى التوقف عند عقد أبسط وهو ما يسهل على من يتقدم لاحقاً بمبادرات تحقيق تقدم، وذلك فقط في حال كان للمعارضة أن تمشي مع المبادرات الجديدة، حيث كانت القناعة العامة في دمشق مساء أمس هي أن أبواب العاصمة السورية ستدق مرة ثانية ولو بعد حين، ويأتي في هذا السياق ما قاله الوزير المعلم من أن سوريا «مستعدة للتعاون على أساس ما يتفق مع صيغة العيش المشترك في لبنان والقائمة على التوافق بين اللبنانيين».

مصادر
السفير (لبنان)