استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرئيس محمود عباس في الرياض أمس وبحث معه في مستجدات عملية السلام والجهود الدولية المبذولة لتحقيق سلام عادل وشامل، وذلك قبل ايام قليلة على جولة الرئيس جورج بوش على المنطقة في التاسع من الشهر الجاري، والتي يزور خلالها السعودية، قبل ان تقوده الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية.

وكان الرئيس الفلسطيني وصل أمس إلى الرياض حيث كان في استقباله وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل. وذكرت «وكالة الانباء السعودية» ان خادم الحرمين الشريفين والرئيس الفلسطيني بحثا في «آخر تطورات القضية الفلسطينية وما تشهده عملية السلام في المنطقة من مستجدات عقب مؤتمر انابوليس» الذي رعته الولايات المتحدة واستضافته نهاية تشرين الثاني (نوفمبر)، وأطلق مجددا المفاوضات النهائية بين اسرائيل والفلسطينيين. واضافت ان المحادثات تناولت «كذلك الجهود الدولية المبذولة لتحقيق سلام عادل وشامل يضمن للشعب الفلسطيني حقه في اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية».

في غضون ذلك، تواصلت الاستعدادات الفلسطينية والاسرائيلية لزيارة بوش، اذ كثفت اسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة والضفة الغربية في خطوة تهدف الى تكريس دورها الامني، كما اعدت المطالب التي سيقدمها رئيس الحكومة ايهود اولمرت الى بوش.

ونقلت وسائل اعلام اسرائيلية عن مساعدين لاولمرت القول انه سيطالب بوش بممارسة ضغط على الفلسطينيين في مقابل الضغط الذي سيُمارس عليه في موضوع الاستيطان. كما سيطالبه بمعادلة «الامن في مقابل تجميد الاستيطان خلف الجدار الفاصل» باستثناء الكتل الاستيطانية الواقعة غرب الجدار، بما فيها مستوطنات القدس واحياؤها. ونسبت الى مصادر قريبة الى اولمرت انه سيطالب بوش بأن يكون الكيان الفلسطيني الذي سيعقب اي حل سياسي مجردا من السلاح وان يكون هناك دور ووجود عسكري اسرائيلي دائم على الحدود مع الاردن.

اما على الجانب الفلسطيني، فأعرب كبير المفاوضين صائب عريقات عن امله في ان ينجح بوش في «الزام اسرائيل بتنفيذ الاستحقاقات المطلوبة منها الواردة في البند الاول من خريطة الطريق»، والمتعلقة بوقف الاستيطان والانسحاب الاسرائيلي من المناطق الفلسطينية التي اعادت احتلالها بعد اندلاع الانتفاضة.

وطغت العمليات العسكرية الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية، خصوصا في نابلس حيث انهى الجيش الاسرائيلي حملة استمرت اربعة ايام حظر خلالها التجول على البلدة ومحيطها وطوق مباني في المدينة ونفذ عمليات دهم، على اهتمامات السلطة الفلسطينية التي اعتبرت ان هذه العمليات محاولة لتقويض جهودها لفرض الامن. واعلن رئيس الحكومة سلام فياض امس الغاء زيارة للقاهرة من اجل متابعة التطورات الامنية خصوصا في نابلس حيث بدأ بتنفيذ خطته الامنية، في حين قال امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عضو الوفد الفلسطيني الموجود في واشنطن ياسر عبد ربه ان الوفد بحث مع المسؤولين الاميركيين التصعيد الاسرائيلي الاخير وطالب بوقفه، معتبرا اياه رسالة مسبقة لزيارة بوش ومحاولة لضرب انجازات الحكومة الفلسطينية.

بالرغم من اجتياح الجيش الاسرئيلي لمدينة نابلس، وسعت السلطة الفلسطينية امس نطاق حملتها الامنية خارج حدود المدن الرئيسية في الضفة. وقال الناطق باسم الشرطة العميد عدنان الضميري لوكالة «فرانس برس» ان حملة اعتقالات جرت خارج محافظة رام الله والبيرة للمرة الاولى، ولم تشمل سوى 15 مدنيا من الخارجين عن القانون. لكن القيادي في حركة «حماس» في الضفة فرج رمانة قال للوكالة ان الحملة «استهدفت عناصر من الحركة ومن مؤيديها، اضافة الى اعدد محدد من الجنائيين».

من جانبها، عبرت «حماس» عن رفضها زيارة بوش، وقال الناطق باسمها سامي ابو زهري ان الزيارة «غير مرحب بها لأنها تهدف الى خدمة الاحتلال» و»تعزيز الشرخ الفلسطيني الداخلي» و»محاولة امتصاص النقمة التي أصابت الأمة العربية والإسلامية بعد انتهاء لقاء انابوليس الدولي، وما تمخض عنه من جرائم اسرائيلية». وأضاف ان «الزيارة تعتبر حفلة وداعية لالتقاط الصور التذكارية».