يبدأ الرئيس الأميركي جورج بوش، غداً، جولة في الشرق الأوسط تهدف إلى تشجيع اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين قبل انتهاء ولايته الرئاسية، وتجديد التزامات واشنطن لحلفائها الخليجيين في مواجهة إيران، إضافة إلى التأكيد على دعم «الديموقراطيين والإصلاحيين في بيروت وبغداد ودمشق وطهران».
ويتوجه بوش إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية للمرة الأولى منذ توليه الرئاسة في العام ,2001 وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث انتشر نحو 10500 عنصر أمني إسرائيلي لحمايته، بحسب ما أوضح المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد، فيما أعلنت مصادر فلسطينية أنّ نحو أربعة آلاف من عناصر الأمن سيشاركون في تأمين الزيارة إلى الأراضي الفلسطينية، في وقت حلقت طوافات أميركية صباح أمس في أجواء الضفة الغربية، خصوصاً فوق مدينتي رام الله وبيت لحم.
ودعا بوش، في مقابلة أجراها معه التلفزيون الإسرائيلي، الدولة العبرية والفلسطينيين إلى توقيع اتفاق سلام قبل انتهاء ولايته الرئاسية، مشيراً إلى أنه «ربما لا يؤيد الشخص التالي (أي الرئيس الأميركي الجديد) فكرة دولتين، ربما يريد الشخص التالي التوقف لفترة قبل التحرك».
وأكد بوش أنّ بلاده ستدعم إسرائيل «من دون تحفظ» إذا هاجمتها إيران، مضيفاً «لو كنت إسرائيليا لأخذت تصريحات الرئيس الإيراني (محمود احمدي نجاد) على محمل الجد».
وكان بوش أكد في كلمته الإذاعية الأسبوعية أنه سيستخدم جزءا من رحلته للضغط على حلفائه كي يساعدوا في إبقاء «الطموحات العدوانية الإيرانية» محل تدقيق.
ولفت بوش إلى أنّ ما يحدث في الشرق الأوسط يؤثر على الولايات المتحدة، مذكراً بهجمات الحادي عشر من أيلول. وأضاف أنّه منذ ذلك الوقت «اغتال المتطرفون القادة الديموقراطيين من أفغانستان إلى لبنان وصولاً إلى باكستان، وقتلوا أناساً أبرياء من السعودية إلى الأردن فالعراق»، مشدداً على أنّ الصراع في الشرق الأوسط «أكثر من صدام مسلح. إنه صراع عقائدي».
وأكد بوش أنّ «مستقبل الشرق الأوسط، وكذلك الأمن في الولايات المتحدة، يعتمدان على النتيجة التي سيؤول إليها هذا الصراع»، وأضاف «سندعم الديموقراطيين والإصلاحيين من بيروت وبغداد إلى دمشق وطهران».
إلى ذلك، طالب بوش، في مقابلة مع محطة «العربية»، دمشق بمنح قائد الجيش العماد ميشال سليمان «حرية التقدم إلى الأمام»، طالما أن اللبنانيين يريدونه رئيسا لهم، وقال إنّ «ما سنحاول القيام به هو التأكد من أن العالم يتفهم وضعنا ونحاول إقناعهم بأننا يجب أن نعمل مع ونقول للسوريين: دعوا سليمان يتحرك للأمام.. إنه الرئيس الذي يريده اللبنانيون».
وأضاف أن «هذا الموضوع مطروح على جدول أعمالي عندما أتحدث مع الأصدقاء والحلفاء في الشرق الأوسط، وسنستطيع أن نرسل تلك الرسالة إلى الرئيس (بشار) الأسد، وأن نضعه أمام خيارين: هل تريد أن تعيش في عزلة أو أن تكون جزءا من العالم؟».
ورداً على سؤال حول عدم زيارته لبنان، قال بوش أنّ «لدي العديد من المسؤولين الرفيعي المستوى يذهبون لدعم الرئيس (فؤاد) السنيورة، بينهم كوندي (وزير الخارجية كوندليسا رايس) والأميرال فالون الذي أرسلته لتحديد احتياجات القوات المسلحة اللبنانية».
وكان بوش أعلن خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض إنّ «الولايات المتحدة ملتزمة بقوة بالديموقراطية اللبنانية، ونعتقد أنّ في تحقيق الديموقراطية والسلام في لبنان مصلحة للسلام العالمي». وأعرب عن «أسفه» لعدم التوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية، مشيراً إلى أنّ «التأثير السوري يمنع تحقيق هذا الاختيار».
وأوضح بوش أنّه «يجب السماح لتحالف 14 أذار، في حال اجتمع بغالبية النصف زائداً واحداً، باختيار الرئيس»، وأشار إلى أنّ «هناك حاجة لتوجيه رسالة واضحة للسوريين من قبلنا جميعاً، وهي أنكم ستبقون معزولين، وسينظر إليكم كدولة تعترض إرادة الشعب اللبناني»، مشدداً على ضرورة مواصلة الضغوط على دمشق «كي تسير العملية في لبنان قدماً».
وقال بوش، في مقابلة مع محطة «الحرة»، أن «على الأسد أن يفهم أنه إذا كان يريد علاقات أفضل مع الولايات المتحدة، فإنّ الامر الأول الذي ينبغي عليه القيام به هو وقف التدخل في الانتخابات الرئاسية في لبنان».
وفي إسرائيل، اعتبر رئيس الوزراء إيهود أولمرت خلال اجتماع لكتلة نواب حزب «كديما» إن «زيارة بوش هي تصريح سياسي ينطوي على أهمية خاصة لعلاقاتنا وللجهود الدولية الرامية لمنع إيران من العمل كدولة عظمى غير تقليدية»، مضيفاً أنّ الرئيس الأميركي «صرح في مؤتمر أنابوليس أن إسرائيل هي دولة يهودية ووطن قومي للشعب اليهودي وبالتأكيد سيقول الأمر نفسه بصيغة مشابهة أو مطابقة».
وكانت الحكومة الإسرائيلية قررت تكليف وزير الدفاع ايهود باراك بعرض الاختلافات بين الرؤيتين الأمنية الإسرائيلية والإستخباراتية الأميركية في ما يتعلق ببرنامج ايران النووي على بوش.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن باراك وأولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير الشؤون الإستراتيجية افيغدور ليبرمان اجتمعوا، أمس الأول، مع مسؤولين من وزارة الدفاع ووكالات الاستخبارات ولجنة الطاقة الذرية لبحث الموقف الذي ستتخذه إسرائيل حيال القضية الإيرانية أثناء زيارة بوش.
وفي رام الله، المحطة الثانية من الجولة، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينه «نتوقع من الرئيس بوش إلزام الجانب الإسرائيلي بتجميد الاستيطان والتأكيد على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي».
في المقابل، قال المتحدث باسم حركة حماس سامي ابو زهري أن الزيارة تهدف لـ«توفير الدعم السياسي والمعنوي للعدو والعمل على تعزيز الشرخ الفلسطيني الداخلي من خلال توفير الدعم لطرف فلسطيني لمواجهة الطرف الآخر».
وفي طهران، وصفت وزارة الخارجية الإيرانية زيارة بوش بأنها «تدخل في العلاقات بين دول المنطقة وتحركاً دعائياً»، مؤكدة أنه «بالرغم من الدعاية التي نشهدها، نلاحظ تعزيز علاقات ايران بالدول الأخرى».
إلى ذلك، دعا الناشط الأميركي آدم يحيى غدن، الذي اعتنق الإسلام وانتمى إلى تنظيم «القاعدة»، إلى استقبال «الصليبي والسفاح»، «لا بالورود والتصفيق ولكن بالقنابل والتفخيخ».