دافع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عما سماه "ديبلوماسية المصالحة" التي فشلت مع دمشق. وشدد رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون على أن حكومته ستستمر في تذكير سوريا بمسؤولياتها حيال المنطقة.

وخلال مؤتمر صحافي طويل، جدد الرئيس الفرنسي دعمه للبنان واستقلاله وسيادته قائلاً إن "فرنسا تريد اقامة سياسة التحضر والقيام بما في وسعها لتأمين استقلال لبنان، وكي يعود هذا البلد رمزاً للتعددية كما كان على مر العصور".

وعاد الى ما أعلنه في نهاية العام الماضي عن علاقة فرنسا مع سوريا، قائلاً إنه "غير آسف لمحاولة انفتاحه على سوريا على رغم أن ذلك لم يؤد الى أي نتيجة". وأضاف أن فرنسا "تريد أن تبقى صادقة. وحين لم يستجب السوريون المطالب الفرنسية خلصت الى النتائج ونددت بالمواقف السورية". وكرر أن "الديبلوماسية الفرنسية هي ديبلوماسية المصالحة. على فرنسا أن تتحدث مع الجميع، لأن فرنسا تريد مد يدها، فرنسا تريد أن تكون نزيهة، فرنسا تريد أن تكون حسنة النية".

براون

وسئل براون عن سوريا و"حزب الله" وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فأجاب في مؤتمره الصحافي الشهري في لندن بأن "على سوريا مسؤولية في هذا الجانب"، آملاً في أن "تمارس هذه المسؤولية في ما يتعلق بالجهات المسؤولة عن مثل هذه النشاطات ضد اسرائيل وسنستمر في تذكير سوريا بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها". وندد بـ"أي أعمال عنف يمارسها حزب الله في المنطقة".

دمشق

الى ذلك، صرح وزير الاعلام السوري محسن بلال بأن دمشق تعمل من أجل أن يتوصل الأطراف اللبنانيون الى إنهاء الأزمة السياسية من خلال انتخاب رئيس توافقي وتأليف حكومة وحدة وطنية بالتوافق الكامل وصوغ قانون انتخاب جديد، مشيراً الى أن هذه العناصر تشكل سلة متكاملة في بيان وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم الإستثنائي في عطلة نهاية الأسبوع الماضي في القاهرة. وأضاف أن الأسس التي وردت في مشروع الحل العربي التي تم التوصل اليه بين سوريا وفرنسا.

وأكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن بلاده كانت في قلب المبادرة العربية التي صدرت عن اجتـــــماع القاهرة.

وقال ان الحل العربي إنما جاء من خلال إرادة سياسية حقيقية ولم يصنعه أي طرف بمفرده، موضحا أن سوريا بذلت جهوداً كثيرة قبيل اجتماع القاهرة في سبيل التوصل الى حل، خصوصا أن الجهود السورية - الفرنسية وضعت أساساً حقيقياً للحل المنشود. وأمل "أن يتوصل الأشقاء في لبنان الى الحل اليوم قبل غد وغداً قبل بعد غد"، معتبراً أن "الحل في لبنان وليس خارج لبنان، وعلى اللبنانيين الاعتماد على جهودهم وهم الذين سيقررون عندما يلتقيهم الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.

الجزائر

وأبدت وزارة الخارجية الجزائرية ارتياحها الى القرار العربي في شأن القضية اللبنانية. وقالت ان الإجتماعات العربية توجت بهذا "النجاح الباهر" المساعد للشعب اللبناني، معتبرة أنه "خطوة ايجابية وصحيحة على طريق الحل الشامل لكل القضايا الخلافية بين الموالاة والمعارضة". ودعت كل الأطراف اللبنانيين الى "تجسيد هذا القرار العربي التاريخي ليعود لبنان كما كان من قبل موطناً للأمن والإستقرار والتعايش بين الطوائف الدينية والاطياف السياسية كي يتمكن من القيام بدوره العربي الايجابي الكامل كواحد من الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية".

وأعلن الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي الثلثاء دعم المنظمة للخطة التي توصل اليها وزراء الخارجية العرب لحل الأزمة اللبنانية والتي من شأنها تأمين انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا. وجاء في بيان للمنظمة التي تضم 57 عضواً أن أوغلي "رحب بالمواقف الإيجابية التي صدرت عن الأطراف السياسيين اللبنانيين حيال الجهود العربية".