أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، في طهران امس، عن أمله في أن يتم توضيح كل القضايا النووية العالقة مع ايران قبل تقديم تقريره في آذار المقبل، وذلك فيما اعتبرت ايران أن العلاقات بينها وبين الوكالة الدولية دخلت مرحلة جديدة، مشددة على أن تعاونها معها هو «من مصلحتها».
وفي مؤتمر صحافي عقب لقاء مع رئيس الوكالة الذرية الايرانية غلام رضا اغازاده، قال البرادعي «بحثت كيف يمكننا العمل معا لتسريع وتيرة تعاوننا لتوضيح كل القضايا المعلقة قبل تقديم تقريري في آذار»، واصفا بداية المحادثات بأنها «صريحة وودية». وأشار الى انه بحث ايضا «المواجهة بين مجلس الأمن وايران وكيفية حل هذا الموضوع وكذلك سبل إجراء المحادثات مع مجلس الأمن ليس فقط بشأن القضايا النووية انما حول كل القضايا».
وقال البرادعي الذي يلتقي اليوم مرشد الجمهورية الايرانية آية الله السيد علي خامنئي والرئيس محمود أحمدي نجاد «طلبت أن تمنحنا ايران أقصى قدر من الشفافية وأن تقدم تأكيدات بشأن كل الأنشطة النووية الحالية». وأضاف «اذا تمكنا من توضيح الأنشطة السابقة والحالــية، فسيتوفر مناخ لتجاوز المواجهة بين الأعضــاء الدائــمي العضوية في مجلس الأمن وألمانـيا، وايران».
من جهته، قال اغازاده ان «العلاقات بين ايران والوكالة دخلت مرحلة جديدة». ووصف محادثاته مع البرادعي بـ»الجيدة والشاملة»، موضحا انه بحث مع المسؤول الدولي بخصوص العقوبات وإجراءات مجلس الأمن. وقال ان البرادعي سيلتقي اليوم خامنئي ونجاد والأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي «لتبادل معلومات مهمة جداً»، ناصحا الغرب بـ»الاستفادة من الأجواء وتحويلها إلى تعاون بدلاً من المواجهة».
وكان نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية محمد سعيدي أكد في وقت سابق انه «في ما يتعلق بالتعاون النشيط لإيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فقد تم حسم مسائل مهمة. وقد دخلت علاقة طهران مع الوكالة مرحلة جديدة».
وفي السياق، توقع ممثل خامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي والمسؤول السابق عن الملف النووي، علي لاريجاني، ان «يستخدم البرادعي صلاحياته لإعادة ملف ايران النووي الى الوكالة». وقال ان «إيران ستعزز تعاونها أكثر فأكثر في ما لو سويت القضايا النووية الحالية بمساندة البرادعي. ما سيدعم موقفه في الوكالة».
بدوره، رحب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى، علاء الدين بروجردي، بزيارة البرادعي الى طهران، معتبرا أنها تهدف الى «إنهاء قضية ايران النووية». ورأى ان تعزيز العلاقات بين ايران والوكالة سيكون «في صالح» بلاده.
من جهة اخرى، وفي خطبة الجمعة في طهران، دعا رجل الدين أحمد خاتمي القادة العرب الى النأي بأنفسهم عن الرئيس الأميركي جورج بوش الذي بدأ في الكويت جولة خليجية. وقال «نأمل أن تتمتع دول عربية بالحكمة لعدم ربط مصيرها برئيس يثير الشفقة، سينتهي بعد عام». واعتبر ان «مشروع بوش لإثارة العداء لإيران يشكل كذبة مكررة لن يتم الاستماع اليها لان جيراننا يدركون أن ايران قوية ستكون أفضل صديق لهم.. ومن مصلحتهم أن يكونوا أصدقاء لإيران».
من جهته، اعتبر لاريجاني أن الدول العربية أدركت حالياً أن «الأميركيين يسعون مرة أخرى إلى ترميم الأوضاع المتزلزلة في اسرائيل لذا يحاولون خلق عدو وهمي». ولفت إلى تقرير وكالة الاستخبارات الأميركية الأخير وما اعتبره «أجواء عدم الثقة في أميركا» على أنها «عوامل أخرى ألزمت بوش بالقيام بهذه الجولة».

مصادر
السفير (لبنان)