يصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى الرياض اليوم في أول زيارة رسمية يقوم بها للرياض منذ انتخابه في الربيع الماضي. واعلن الرئيس الفرنسي، في رد على اسئلة لـ «الحياة» عشية مغارته باريس في جولة خليجية، ان الهدف من زيارته للسعودية «إضفاء بعد جديد على شراكتنا الاستراتيجية» وتجديد «العلاقة القائمة بين بلدينا من أجل أن نكيّفها على نحو أفضل مع رهانات اليوم وأولويات المملكة». وأشاد بدور السعودية «الحليف» الذي «لا غنى عنه لفرنسا في المنطقة»، لكونها «جسراً لازماً بين العالم العربي - الإسلامي والغرب»، مبديا سعادته للقائه الثاني مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي «تربطني به علاقة مبنية على الثقة والتقدير».

وسألت «الحياة» ساركوزي عن علاقة بلاده بدمشق في ضوء عدم نجاح اتصالاتهما لحل الأزمة اللبنانية، فأجاب ان فرنسا لم تدخر جهداً «من أجل أن يقوم مختلف الأطراف المهتمة بالوضع في لبنان بممارسة تأثير إيجابي في عملية البحث عن حل»، لافتاً الى «ان الاتصالات (مع سورية لم تكن) بحد ذاتها بداية لعودة العلاقات الطبيعية. ولكنها كانت تقتصر أساساً على حل الأزمة اللبنانية. وكما سبق لنا أن قلنا دائماً، عندما سيتم الحصول على نتيجة ملموسة في لبنان فسيمكننا ابتداءً من هذه اللحظة تصور عودة حقيقة للعلاقات الطبيعية واستئناف حوار سياسي حقيقي مع دمشق حول كل الموضوعات الإقليمية، وليس فقط بصدد لبنان».

وعن الأزمة الإيرانية، قال ساركوزي «انه منذ العام 2003، تكمن النظرة الأوروبية في تقديم أفق طموح للغاية للإيرانيين في مجال التعاون، في مقابل تعليق أنشطتهم غير الشرعية، وكذلك توقيع عقوبات متزايدة في حال رفضت إيران تعليق هذه الأنشطة»، معربا عن اعتقاده بأن هذا النهج «يؤتي ثماراً. وأدى الضغط الدولي الى ان التزمت إيران بتقديم عناصر إضافية حول برنامجها النووي». وأكد: «أنني أريد استكمال السير على هذا الدرب بعزم وتصميم كبيرين، وهو الدرب الوحيد الذي يمكن أن يسمح بالتوصل إلى حل تفاوضي وتفادي أن نصبح في يوم ما في مواجهة خيارين لا ثالث لهما : القنبلة الإيرانية أو ضرب إيران».

وعن الموضوع الفلسطيني قال الرئيس الفرنسي «ان الوقت قد حان للإسرائيليين كي يقوموا بتحركات تسمح بإثبات أن السلام أمر ممكن تحقيقه. ويعد التجميد الكامل والفوري للاستيطان أولوية، بما في ذلك في القدس الشرقية... ويجب أن يبذل الفلسطينيون كل ما في وسعهم من أجل تدعيم قوات الأمن التابعة لهم ومكافحة الأعمال والحركات الإرهابية... إن احترام هذه الالتزامات أمر واجب من أجل أن لا تكون عملية أنابوليس مجرد عملية جديدة تُضاف إلى سابقتها».

وبالنسبة الى الموقف الفرنسي من الوضع العراقي، قال ساركوزي «ان اهتمامنا الأول يتعلق بأن يقوم هذا البلد باستعادة السلام والاستقرار، ثم أن يتسنى له أن ينخرط في إعادة الإعمار بناءً على قواعد تضمن الأمن الفعلي لشعبه... إن فرنسا متمسكة بوحدة عراق ديموقراطي وبسلامة أراضي هذه الدولة وفي إطار احترام تعدديتها».