بلا تلكؤ أو اعطال انساب احتفال افتتاح دمشق عاصمة للثقافة بسلاسة ويسر وجمال ، على الرغم من الظروف غير ألاعتيادية ( أي المتعودين عليها ) لأنجاز هكذا احتفالات ، فالحفل كان خارجيا في صقيع كانون الثاني والعلاقات بين عناصر العرض لا يمكن ضبطها بالعين المجردة (أي يدويا كما يحصل على الخشبة مثلا) ، وعناصره وأدواته كانت ضخمة ومتناسبة مع سعة المكان (ساحة الامويين بدمشق) وملحقاته وتحتاج الى مهارات حقيقية (أي تحضير متقن) للحصول على هكذا نتائج .

مرحى فعلا للقائمين على هذا الافتتاح ليس لايصاله الى بر الامان فقط ولكن من اجل الافكار والمعاني التي طرحها عبر ادواته الفنية ..فالمحور الاساسي كان حول الثقافة العابرة للحواجز ، والمتجاوزة للتأطير أو الجمود في المكان ،فلا ثقافة عربية دون الأخذ والعطاء مع المحيط الذي اصبح العالم برمته هذه الايام فجاءت الفقرات متناسبة مع اللغة الكونية لجمالات الأداء المندمجة مع التقنية الحديثة وابداعات الملابس والحركة والكهربائيات والالعاب النارية في سياق محلي يلغي النكوص الى الحركات (القرعة) من استعراض الدبكة والعراضة وعربات الخيل والجمال ،مع أن الاستعراضات لم تغفل الفلكلور كجرعة كثيفة من الابداع وربما كان العزف (ومن ثم والمعزوفات) من أبهر ما قدم في هذه الافتتاحية والعزف بحد ذاته يتضمن تراكم الخبرات من الماضي حتى اليوم ولكن بصفته ابداع قادر على الوصول الى الجميع.

كان يمكن لأي كان في هذه المعمورة أن يستمتع بهذا العرض عبر الفضائية السورية فلغته كانت عالمية ومعانية لم تقارب التعصب او التشاوف الثقافي المكرور أي ما يخصنا من ابداع وجمال هو لنا وفقط لنا ، فلغة الابداع هي لغة التواصل وليست لغة استعراض ما نستطيع نحن فقط فهمه وتقديره والاستمتاع به .

برافو احتفالية دمشق للثقافة لقد كان افتتاحا موفقا .