أكد الرئيس التركي عبدالله غل، في حديث الى «الحياة» في أعقاب اجتماعه مع الرئيس الأميركي جورج بوش أن الهجمات التي يشنها الجيش التركي في العراق ستستمر الى حين القضاء نهائيا على «حزب العمال الكردستاني»، مشيراً الى ان الإدارة الأميركية وافقت على العمليات العسكرية التركية «بالتعاون مع قوات التحالف هناك»، وقال ان تركيا لم تقدم «مقابلاً» لهذا التعاون لأن الموضوع يتعلق «بمحاربة الارهابيين»، وهو شيء يفعله الأميركيون ايضاً.

وأضاف غل ان الرئيس بوش أكد له ولرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أن «حزب العمال الكردستاني عدونا المشترك الذي سنستمر في حربنا ضده»، ولهذا فإنهم (أي الأميركيون) يفون بمسؤوليتهم والتزامهم بمحاربة الارهاب. وتعهد غل «ان تستمر الحرب الى حين تدمير هذه المنظمة الارهابية والقضاء عليها».

وتابع الرئيس التركي: «قلنا للأميركيين انه لا يكفي محاربة الارهابيين في البصرة وبغداد فقط، بل ان محاربتهم يجب ان تتم على مستوى البلد كله، وإن لم يكن ذلك متيسراً، فبإمكاننا نحن أخذ الاجراءات اللازمة بالتعاون مع قوات التحالف. وهذا ما وافقوا عليه».

وأكد الرئيس التركي ان بلاده لا تنوي غزو العراق، بمعنى اجتياحه، انما لا حاجة لها الى اعطاء ضمانات على ذلك. وقال: «لست في حاجة لأن اعطي أي ضمانات، فلماذا نغزو بلداً مجاوراً؟ ولو أردنا ان نؤذي العراق لكنا فرضنا عليه حصاراً اقتصادياً آخذين في الاعتبار ان 4 آلاف شاحنة تمر عبر حدودنا يومياً».

وشدد غل على ما اعتبره حق تركيا في مطاردة حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي العراقية «للقضاء عليه»، رافضاً المقارنة بين إدعاء تركيا هذا الحق وبين إدعاء اسرائيل ايضاً ان من حقها مطاردة الارهاب في الدول المجاورة. لكنه في الوقت ذاته أوضح رفض تركيا واحتجاجها الشديد على عبور اسرائيل المجال الجوي التركي لقصف مواقع داخل سورية، وقال: «لقد كان العبور لدقائق معدودة. وقد اعتذروا لعبورهم مجالنا الجوي».

وبحسب قراءة الرئيس التركي الذي بحث المسألة الايرانية مع الرئيس الأميركي، فإن «خيار العمل بطرق ديبلوماسية بات الخيار الأكثر بروزاً باعتباره الأصح في التعاطي الأميركي مع ايران بدلاً من الخيار العسكري».

ورفض غل الخوض في تفاصيل المحادثات بينه وبين بوش في الموضوع الايراني مكتفياً بالقول «الرئيس الاميركي يعلم بأننا دولتان متجاورتان»، مؤكداً «سنواصل علاقاتنا مع الايرانيين».

وفي ما يتعلق بلعب تركيا دور «القناة الخلفية» بين سورية واسرائيل، أكد غل ان تركيا تلعب هذا الدور «لنساعدهم على حل مشكلاتهم من وقت الى آخر». وقال: «قلنا دوماً ان الأمور في الشرق الأوسط لا تقتصر على الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني. هناك أبعاد اخرى للأمر يدخل فيها السوريون واللبنانيون مع اسرائيل ويجب ان لا تهمل». وزاد: «من المهم ان نضم سورية الى العملية وان لا نعزلها».

وفي ما يتعلق بدور سورية في لبنان قال غل: «نحن نعمل الآن لضمان قيام سورية بلعب دور بناء في موضوع لبنان وفي كل شؤون المنطقة، وتحدثنا مع السوريين واللبنانيين وحزب الله وسعد الحريري، بهدف العمل نحو مصالحات ولإجراء الانتخابات الرئاسية ليكون هناك استقرار سياسي في لبنان».

وأكد التزام تركيا كامل قرارات الأمم المتحدة نحو لبنان، ورفضها اي «عمل غير قانوني مناقض لأي قرارات للأمم المتحدة، وبالذات تلك المتعلقة بتهريب السلاح عبر الحدود». وقال: «نحن بلد قادر على السيطرة على مجاله الجوي وأراضيه، لذلك يحرص على احترام القرارات التي تؤكد حق الدول بالسيطرة على أراضيها وأجوائها».

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)