حدث واتجاه...إقليمي

مذبحة غزة واستعدادات إسرائيل وصمت "المعتدلين"

المذبحة في غزة والتصعيد السياسي والإعلامي في المنطق وبيع صفقات الأسلحة والمفاعل النووية مضمون متكامل في المشهد الإعلامي العربي والإقليمي لجولتي بوش وساركوزي في الخليج وبعض العواصم العربية وحيث التحريض على إيران وتسويق مضمون موقف بوش الذي أعلنه في تل أبيب ورام الله من قضايا المسار الفلسطيني شكلت محتوى التفاعلات السياسية والإعلامية المواكبة.

1 – في إسرائيل وبينما يسود الترقب نشر تقرير فينو غراد نهاية الشهر يتحرك النقاش حول حدود العملية العسكرية في غزة وفي الكنيست يوم أمس حاول اولمرت ان يقلل من حجم الرهان على اجتياح واسع لصالح فكرة العملية المستمرة والتي اعتبرها حربا مفتوحة في القطاع من غير ان يخفي تمنيه بالتوصل إلى معادلة شبيهة بالواقع الذي فرضه توازن الرعب مع حزب الله.

2 – ايهود باراك المتربص باولمرت ربطا بتقرير فينو غراد ركز على حجم الاستعدادات العسكرية لتوسيع مدى التوغلات الإسرائيلية في القطاع من غير ان ينفي وجود خطة أشمل مع تشدده في الدعوة إلى التكتم في موضوعي غزة وإيران وهوامش الحركة الإسرائيلية العسكرية المحتملة.

3 – حصاد الشهداء والجرحى الكبير ليوم أمس الدامي في غزة أثار حرجا جليا لدى السلطة الفلسطينية وفريق عباس بينما قوبل بتجاهل في القاهرة والرياض التين ركزتا اهتمامهما على الموضوع اللبناني في وجهة الضغط على سوريا والمعارضة.

الصحف العالمية والعربية

*كتب عصام داري مقالا نشرته صحيفة تشرين السورية قال فيه ان جولة الرئيس الاميركي جورج بوش في المنطقة اوشكت على نهايتها المخيبة للآمال وهاهو يلملم أوراقه ويحزم حقائبه في طريق العودة إلى واشنطن، واعداً بجولة جديدة في أيار القادم ستكون الوداعية. واشار الى انه صحيح أن الجولة "أثمرت" بعض جوائز الترضية هنا وهناك، لكن الجائزة الكبرى كانت لإسرائيل كما هو متوقع ومحسوم. ‏المفرح في جولة بوش-والغريب أن تحمل شيئاً مفرحاً!-أن الأهداف التي وضعتها إدارته لها لم تصب أي قدر من النجاح، بل أخفقت بامتياز. ‏والطريف أن الحليف الرئيسي والوحيد للولايات المتحدة في الشرق الأوسط هو الذي نسف أحد أهداف الجولة. ‏ولفت الكاتب الى ان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت اعلن أن الإسرائيليين والفلسطينيين قد لا يتوصلوا إلى اتفاق "سلام!" مع نهاية العام الحالي، على الرغم من توقعات بوش. ‏

*اعتبرت صحيفة البيان في افتتاحيتها ان الزيارة الرسمية التي قام بها امس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للدولة تشكل محطة فارقة في رحلة بناء العلاقات المتميزة بين البلدين، حصولها في هذه اللحظة بالذات يأتي كتأكيد ليس فقط على متانة وعمق الصداقة والشراكة بين البلدين؛ بل أيضا على التصميم المتبادل على مواصلة توطيد هذه العلاقات والمضي بها نحو آفاق أوسع وأرحب. واشارت الصحيفة الى أن الزيارة تقوم على أسس صلبة تضمن استمرار تطويرها وتعزيزها؛ وترتكز على مبدأ التعاون، المتعدد الجوانب والمستويات، ولأنها نهضت على هذه الركائز، من البداية؛ فقد نجحت في قطع أشواط قياسية وفي فترة زمنية قصيرة؛ طاولت المجالات الاقتصادية والثقافية والتعليمية والفنية. ناهيك عن التعاون في المجالات السياسية والعسكرية.

*رأت صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها انه ما عاد يكفي الاستنكار والغضب، على ما تقوم به قوات الاحتلال "الإسرائيلي" من قتل وهدم بيوت وقضم أراض وانتهاك حقوق، وإبادة جماعية. ما عادت مقنعة الثرثرة عن السلام، والعالم يربّت على كتف القاتل المحتل، وبين العرب من يدين القتيل، ويحمّله مسؤولية الحصار والفقر والشقاء، والإرهاب اليومي الذي يمارس ضده. وتساءلت الصحيفة ألم يتلقح عرب اليوم من فرية “الوعود”، المكررة آلاف المرات، منذ قبيل الحرب العالمية الأولى وحتى يومنا هذا، حينما يطالبهم بوش بمد اليد إلى “إسرائيل”؟ ألم يدرك عرب اليوم أن تجميد القوانين الدولية والقرارات الدولية التي تعاقب من يمارس الإبادة، وينتهك حقوق الشعوب تحت الاحتلال، لمصلحة “إسرائيل”، ككيان معصوم ومحصّن وفوق النقد والمساءلة، هو إعطاء الضوء الأخضر لهذا الكيان للزحف في المستقبل نحو أسوار العرب، وغير العرب من الدول الإسلامية؟.

*كتب جيفري ساكس مقالا نشرته صحيفة الباييس اعتبر فيه ان الكثير من مناطق الحروب الدائرة حالياً حول العالم - مثل أفغانستان، إثيوبيا، العراق، باكستان، الصومال والسودان - لديها عدد من المشكلات المشتركة التي تشكل جذور نزاعاتها. فهي أراض فقيرة تعصف بها الكوارث الطبيعية بصورة متكررة ويعيش فيها سكان نموهم سريع ويستنفذون إلى الحد الأقصى الإمكانيات الغذائية لكل بلد من تلك البلدان، ونسبة الشباب فيها مرتفعة جدا في جميع الأحوال. واشار الكاتب الى ان الطريقة الوحيدة لحل جميع هذه المشكلات تكمن في التنمية الاقتصادية المستدامة على المدى الطويل. بيد أن الولايات المتحدة تصر، مع ذلك، على الانشغال بالأعراض وليس بالأمراض الحقيقية، بينما تواجه كل نزاع من تلك النزاعات بوسائل عسكرية، حيث تساند الجيش الإثيوبي في الصومال وتحتل العراق وأفغانستان وتهدد بقصف إيران وتدعم الديكتاتورية العسكرية في باكستان، لكن أي من تلك الأعمال العسكرية لا يعالج المشكلات الحقيقية التي سببت تلك النزاعات. لا بل على العكس من ذلك، إذ عادة ما تفجر السياسات الأميركية الوضع بدل أن تحله.

*اعتبرت صحيفة ربليون ان الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وفي اماكن اخرى باتت لا سيما منذ أن أدلى الفلسطينيون بأصواتهم "بطريقة خاطئة" ومنحوا الفوز الانتخابي لحركة حماس، فاضحة إلى درجة أن ردة الفعل الوحيدة الصالحة عاطفيا هي الهياج والمناداة بأعمال متشددة. لكن ذلك لا يساعد الضحايا وهناك احتمال أن يسبب الكثير من الأذى. ورأت الصحيفة ان تحركاتنا يجب أن تكون متوافقة مع أحداث العالم الحقيقي، على الرغم من الصعوبة التي يمكن أن تكون عليها فكرة بقاء المرء هادئا عند مواجهة جرائم مشينة نحن في الولايات المتحدة متورطون فيها بشكل مباشر وحاسم.

أخبار فضائية:

نقلت الفضائية السورية عن مصدر رسمي استغراب سوريا تصريحات الرئيس الأميركي جورج بوش حول إلغاء حق العودة للفلسطينيين. وأشارت الفضائية إلى ان وزير الخارجية السورية وليد المعلم سيزور جمهورية ألمانيا الاتحادية في السابع عشر من الشهر الجاري.

حوارات فضائية:

*الفضائية السورية. تغطية إخبارية.

قال وزير الخارجية الإيراني منوتشهر متكي ان العقوبات لن تؤثر على اقتصادنا، وبذلك سوف لن نتنازل عن حقوق شعبنا الإيراني الذي هو من دعاة المنطق والحوار ويعتقد بالعدالة والتعايش السلمي. وأشار متكي إلى ان إيران تعاملت بشفافية في موضوعها النووي وتعهدت بالتعاون الشامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

رأى رئيس لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الألماني روبرشت بولنتسالي ان بوسع العلاقات بين إيران من جهة والاتحاد الأوروبي وألمانيا من جهة أخرى ان تكون أكبر مما هي عليه الآن.

حدث و اتجاه... لبناني:

التهويل بالتدويل وفرصة موسى الأخيرة

الانفجار الذي استهدف أمس موكبا أميركيا في بيروت استأثر بجانب مهم من المشهد السياسي والإعلامي عشية الاستعداد لجولة جديدة من المفاوضات التي يجريها اعتبارا من اليوم أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى، المعطيات والوقائع التي تحيط بمسار الأزمة في لبنان تحمل معها المؤشرات الآتية:

1 – الضغط تحت عنوان تدويل الأزمة يتمحور حول الدعوة إلى تجزئة المبادرة العربية في التنفيذ بحيث يجري انتخاب الرئيس التوافقي فورا ويؤجل التفاهم على البندين الآخرين أي حكومة الوحدة الوطنية وقانون الانتخابات الجديد إلى ما بعد تسلم العماد سليمان صلاحياته الرئاسية وهذا هو المضمون الذي حملته يوم أمس تباعا تصريحات الرئيس المصري وكلام وزيره ابو الغيط عن رفض فكرة الثلث الضامن وكذلك عن رفض صيغة المثالثة التي أوحى بها نص مقررات القاهرة ووزير الخارجية السعودي وكذلك مواقف أميركية وغربية متلاحقة صبت في الاتجاه نفسه.

2 – المعارضة متمسكة بمضمون المبادرة العربية كإطار متلازم وتكاملي حسب الوصف السعودي السابق لها وبالتالي فهي مصممة على مبدأ التفاهم السياسي قبل الانتخاب وهذا ما عبر عنه يوم أمس بكل وضوح كل من السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري والعماد عون والوزير فرنجية والرئيس كرامي.

3 – الاستثمار السياسي لعملية التفجير ظهر في موقف حكومة الرئيس السنيورة التي استخدمت عبارة الانتخاب الفوري للرئيس وهو ما وصفته مصادر معارضة بأنه كلمة سر أميركية ـ عربية ـ دولية للانقلاب على مقررات وزراء الخارجية حيث تظهر هذه الأطراف في مواقفها حقيقة انها قبلت بإدراج مطالب المعارضة من باب الترضية الشكلية بينما هي مصممة على مواصلة الضغوط حتى لو اقتضى ذلك الذهاب إلى مجلس الأمن.

4 – الموقف الواضح والحازم الذي عبر عنه نصرالله أمس يعطي فرصة لمساعي موسى على قاعدة التفاوض مع العماد ميشال عون حول سلة التفاهم ورفض أي إذعان بمنطق الغالب والمغلوب وفقا لما توحي به الأجواء العربية والدولية.

الصحف اللبنانية:

ركزت الصحف الصادرة اليوم في بيروت على الانفجار الذي هز منطقة الكرنتينا والذي استهدف سيارة للسفارة الاميركية والذي أدى إلى وقوع 3 قتلى و26 جريحاً والرسائل التي يحملها هذا الانفجار وانعكاساته على الاوضاع السياسية الداخلية خصوصاً مع العودة المرتقبة لامين عام الجامعة العربية عمرو موسى الى بيروت، وفي هذا السياق قالت صحيفة النهار انه مع ازدياد التداخل بين أزمة الانتخابات الرئاسية وأزمات المنطقة، جاءت جريمة التفجير الارهابي في الكرنتينا امس لتطلق رسائل متعددة الاتجاه، أبرزها حصول التفجير عشية عودة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عصر اليوم الى بيروت، وتشابهه مع انفجار الرميلة في الثامن من الجاري والذي استهدف "اليونيفيل" عشية وصول موسى أيضاً حاملاً المبادرة العربية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر ديبلوماسية قولها ان هذه المرة الأولى في سياق الاحداث الجارية في لبنان منذ خريف 2004، يستهدف الوجود الأميركي، الامر الذي يثير مخاوف من ان يكون ذلك تمهيداً لمسلسل استهداف البعثات الأجنبية والعربية شبيه بما حصل خلال المرحلة الأولى من الأحداث اللبنانية عام 1975. وأشارت إلى ان ما جرى في الكرنتينا أمس هو "رسائل إقليمية ودولية على الساحة اللبنانية التي تحولت صندوق بريد".

وذكرت صحيفة السفير ان الانفجار الذي شهدته منطقة الكرنتينا، أمس، واستهدف موكباً للسفارة الأميركية في لبنان، أرخى ظلالاً ثقيلة من القلق على اللبنانيين عموماً، وأشعرهم ان مرحلة جديدة من المخاطر تطل برأسها عليهم، وهم بما هم فيه مثقلون بالقلق على المصير. ولفتت الى انه بطبيعة الحال فإن القلق قد شمل مهمة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في جولتها الثانية التي تبدأ اليوم، وسط الضباب الكثيف الذي أحاط هذا التفجير في حيثياته والرسالة المطلوبة منه، خصوصاً وأنه الأول من نوعه في سلسلة التفجيرات والاغتيالات التي شهدها لبنان منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

ونقلت الصحيفة عن مصدر قضائي للصحيفة إنّ القوى الأمنية لم تستطع تحديد مكان وضع العبوة التي استهدفت السيارة الدبلوماسية ومعرفة كيفية حصول الانفجار، وما إذا كانت العبوة موضوعة ضمن سيارة مركونة إلى جانب الطريق أم لا، وذلك بسبب خروج مياه كثيرة من الحفرة التي خلفها الانفجار، فضلاً عن حلول الظلام، وهو ما ستتم معالجته اليوم الأربعاء.
كما أدّى هذا الأمر إلى تأخر معرفة زنة العبوة والمواد المصنوعة منها بانتظار انتهاء الخبراء من عملهم وتقديراتهم، فيما قالت مصادر مواكبة لسير التحقيقات أن زنة العبوة الناسفة تبلغ 15 كيلوغراماً (موجهة)، وذلك في تقدير أولي.
ونقلت صحيفة الديار عن مصادر دبلوماسية اعتبرت ان هذا الانفجار هو بمثابة رسالة الى الاميركيين ورسالة الى الجولة ‏التي قام بها بوش في دول الخليج وعقد اتفاقات بيع اسلحة قدرت بـ 20 مليار دولار، كما ‏قالت انه سبق وصدرت تهديدات اصولية ومن تنظيم القاعدة باتجاه ما تفعله اميركا في الشرق ‏الاوسط ومشروعها الجديد، واعتبرت المصادر ان الانفجار هو :‏

‏1- توجيه رسالة مباشرة الى الاميركيين.‏

‏2- عبوة غير قوية للتبليغ انه استهداف فقط وليس هدفه الاذية، لاعتبار ان السيارة كان ‏يمكن ان تستهدف في الذهاب وليس اثناء عودتها وهي تقل السائق والموظف فقط.‏

‏3- اشارة الى ان الذي وضع الانفجار يريد القول ان باستطاعته الوصول الى هدفه ساعة ‏يشاء.‏

وبالعودة الى تفاصيل الانفجار، افادنا مندوب الديار القضائي الزميل روجيه شاهين بأن ‏الانفجار ادى الى سقوط ثلاثة قتلى واكثر من عشرين جريحاً، وسبب اضرارا مادية في المصانع ‏المجاورة والمنازل والسيارات واخلى الدفاع المدني والصليب الاحمر اللبناني الكثير من الجرحى ‏من بعض الطوابق المواجهة للانفجار.‏

وتحدثت معلومات امنية ان العبوة كانت موضوعة في سيارة هوندا او سيارة غولف وهي بحدود ‏الـ 30 كلغ من مادة الـ "تي ان تي" ومواد حارقة، وقد ادت الى حفرة قطرها متران، فيما ‏تضررت سيارة السفارة الاميركية من الامام وجهة اليسار بشكل جزئي لأنها مصفحة ومن جهة ‏اخرى لان سيارة الفيات التي دمرت بالكامل حمتها من قوة الانفجار.‏

أخبار المرئي في لبنان:

*اهتمت مقدمات نشرات التلفزة اللبنانية بالانفجار الذي استهدف سيارة تابعة للسفارة الأميركية ونتائجها على الأزمة اللبنانية الداخلية. وتساءلت قناة المنار ما هي الوظيفة السياسية لانفجار الكرنتينا؟ ولماذا السفارة الأميركية هذه المرة؟ هل ما حصل اليوم تكرار لعملية ضخ الدم في تدويل الازمة اللبنانية؟ وما الرابط بين سلسلة المواقف الخارجية الداعية للتدويل والتأييد المحلي من قوى السلطة لها وبين الانفجار، وقبل ذلك بساعات تحميل سوريا بطريقة غير مباشرة مسؤولية عدم انجاز التسوية لأنها لم تضغط على المعارضة اللبنانية؟.

وقالت قناة الجديد NTV ان السفير آمن، والضحايا لبنانيون. ففي ساعة الذروة لعودة المواطنين من أعمالهم، رصد التفجير جهة بمثابة القلعة في أمنها، لكن الطرق اللبنانية كلها أصبحت فخاً للمارّة، مدنيين، سياسيين، دبلوماسيين، أو حتى أميركيين رفيعي المستوى. تفجير له وقع الجرأة في المكان والزمان واختيار الهدف، تأكيداً على ان الجهة المنفذّة تخترق كل الحضور، وتتسلل الى قلب المناطق المكشوفة والتي تعجّ بالسيارات، وتختار أهدافها بدقة غير عائبة بمجلس الامن المركزي المتكرر الانعقاد تحت اشراف وزير الداخلية، ولا بتحوّل الوزير نفسه من سبع الى اسد، ولا بتدابير الامن الفاشلة التي تمرّ التفجيرات دون علمها كمرور المياه من تحتها.

واعتبرت الشبكة الوطنية للإرسال NBN انه مرة اخرى وعلى مرمى ايام من استهداف اليونيفيل وعشية وصول الامين العام للجامعة العربية الى بيروت، للمرة الثانية يد الارهاب والتخريب تضرب مجدداً. وهذه المرة الاعتداء الارهابي ذو البعديْن الامني والسياسي يستهدف للمرة الاولى سيارة دبلوماسية أجنبية وتحديداً أميركية. في البعد الامني، لا يختلف هذا الاعتداء عما سبقه من تفجيرات واغتيالات تستهدف في ما تستهدف ضرب الامن والاستقرار. وتساءلت قناة OTV (قريبة من التيار الوطني الحر) هل اكتمل السيناريو؟ بين كلام وزيري الخارجيتين المصرية والفرنسية وموقف بكركي هذا النهار باتت خارطة الطريق صوب التدويل المفروض واضحة. في السابع عشر من الشهر الماضي عُقد لقاء باريس الدولي، انتهى المجتمعون إلى الإقرار بفشل المبادرة الفرنسية واتخاذ القرار بالذهاب إلى مجلس الأمن، كان بعضهم في حاجة الى مرحلة انتقالية بين باريس ونيويورك، وكان بعضهم الآخر محرجاً بهذا القفز فوراً فوق رأس جامعة الدول العربية، هكذا وُلدت مبادرة القاهرة من حاجة البعضين، ليصدر بياناً غامض من مصر. ورأت المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC ان الاعتداء الذي طاول عصر اليوم سيارة تابعة للسفارة الأميركية كانت عائدة وفق المعلومات من مطار بيروت ربما لا تأتي في سياق الاغتيالات والتفجيرات اللبنانية السابقة، لكنها بالتأكيد تصّب في خانة تصاعد الصدام الاقليمي بين اميركا وحلفائها من جهة والقوى المتطرفة بمختلف تشكيلاتها السنية والشيعية في الشرق الاوسط. فاعتداء اليوم تزامن مع زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش الى الشرق الاوسط وقد استبقتها القاعدة بطلب استقباله بالمتفجرات. واعتبرت قناة المستقبل ان رسالة دموية استهدفت مرة جديدة امن لبنان واستقراره والتحركات والمساعي العربية الهادفة لإيجاد حل للازمة السياسية الناتجة عن تعطيل الاستحقاق الرئاسي. فقد فجرّت الأيدي الآثمة عبوة ناسفة كانت موضوعة وفق التحقيقات الاولية في مستوعب للنفايات زنتها بين عشرة وعشرين كلغ على طريق الكرنتينا لحظة مرور سيارة دبلوماسية تابعة للسفارة الاميركية في لبنان، مما ادى الى مقتل اربعة اشخاص لبنانيين وجرح اكثر من عشرين آخرين.

إتجاهات " نشرة سياسية يومية تصدر عن جريدة أخبار الشرق الجديد. يمكنكم الإطلاع على مضامينها باللغتين الفرنسية والإنجليزيةكذلك على موقع الشبكة باللغتين السالفتي الذكر. كما يمكنكم تصفح التقرير الإقتصادي اليومي أيضا "مؤشرات" باللغتين العربية والإنجليزية على موقعنا.