إذا كان ما نشرته صحيفة "يديعوت أحرانوت" حول المقابلة التي أجرتها اورلي أزولاي مع أحد رجال الأعمال السعوديين، فإننا سنقف خلال السنوات القادمة على عتبة جديدة من "البترو – ثقافة" لا كما نراها في الفضائيات العربية فقط، وإنما وفق صورة أشبه بالخيال.

لن أناقش موضوع وجود صحفية إسرائيلية في سعودية، لأن "الليبراليين العرب" سيحتجون على مثل هذه المعالجة بحجة الموضوعية، رغم أنهم صمتوا يوم طلب الوفد المرافق لكولن باول في دمشق خلال المؤتمر الصحفي خروج "مراسل المنار"... لكنني سأحاول تحريض الخيال ووضع "خربشة" لما يمكن أن يكون عليه مستقبل الثقافة تحت مظلة "الصحراء"، أو مزج الأوراق وابتداع أعداء جدد، واسترجاع ذاكرة الدولة الصفوية بدلا من النظر إلى "الدولة العبرية".

ربما نستطيع في تلك الحقبة الزمنية رؤية "الثورة الاجتماعية" المخبأة حسب رواية الصحفية تحت العباءة السوداء، فهي بلا شك ثورة في مظهرين وربما علينا الاختيار، وفي نفس الوقت لا أعرف كيف نصفها بـ"الثورة" وهي تمتلك صورتين حسب تعبير الصحفية من يديعوت. فهي تصف فتاتين يلبسان أحدث الأزياء لكنهما عندما تخرجان تضعان العباءة السوداء.. أليست حياة الإناث تملك نفس الصورة... ألسنا "متسترات" بغطاء سميك يلف أجسادنا؟!!

وفي تلك الحقبة الزمنية أيضا تنطلق "الصورة" المتحركة للرقصات التي تفاجؤنا اليوم عبر الفضائيات، مقتبسة كل التقنيات لتطوع الفلكلور أو "الأصالة" وترسمه على شاكلة "كاريكاتير" لا نعرف إلى أي زمن ينتمي... ثم نطلق عليه "فيديو كليب.

وربما سيتم اختصار "الدراما" برقصة السيف والترس ثم نتباهي بعدد المشاهدين المذهولين من شراسة القتال الافتراضي على الشاشة...

"بترو.. الثقافة" ليست زمنا خاصا بل هي طفرة نريد فيها تأكيد "الخصوصية" فنسبح في عوالم غريبة تضيع معها المسافات الفاصلة داخل ثقافتنا الحقيقية، فنطوع ما نريد إلى مصطلحات فيها رشاقة دون روح... دون بشر أو حب... دون جنس يعانق سماء ولا يخجل إذا سماه البعض رذيلة، لأنه يرى نفسه خصبا، بينما تراه "البترو.. ثقافة" زنى، لكنها في نفس الوقت لا تخشى من "زنى الكلمات"....