هم يريدون قتل "تنوع المقاومة"... أو تنوع الكرامة، لكنك "غزة" التي أهواك بعشق يسحبني رغم العتمة والظلام... "غزة" المنقبة والمقاومة.. و "غزة" الخطوة الأولى نحو صورتي، فأقف معكم دون "حجاب" لأنني أتقاسم معكم الأرض والحرية ومتعة الوقوف دون حياء أمام مد انتهازية السياسة.

"غزة" للجميع ولا أحد يحجبها عنا سوى الحصار الذي يمتد حتى شراييني، فأعرف أن الحياة تبدأ من هنا، وأن سمة "الارهاب" جنسية تمنحها الإدارة الأمريكية لأي أنثى أو رجل يريد كسر قطبية القيم المفروضة علينا. ففي غزة يمكننا الاستمتاع بوطن يغتاله العالم وتفوح من حوله "رائحة" الدولة العبرية.

وما يهمني أن أكون "سفر" وسط غزة، فأنا أتقاسم التراب مع المؤمنين من جنوب لبنان إلى رفح، وأعرف أن صورتي من وحي غزة لا علاقة لها بـ"تورا بورا" ولا بـ"مواعظ" الظواهري أو بن لادن، وأنني مكتوبة مع المؤمنين "مقاومة" لتحرير وطني وجسدي وعقلي.

مع "المؤمنين" من جنوب لبنان إلى غزة، ومع كسر العزلة التي تريد أن تجعل من صورة خالد مشعل نسخة "طبق الأصل" عن الظواهري، وتريد جعل "حسن نصر الله" أسير صورة ذهنية واحدة.

"غزة" اليوم عنوانا لا يحتمل التأخير لعملية الفصل القاتمة، ولمساحة التعبير التي يسعى أصحاب الوجوه المثلثة في تل أبيب رسمها في ذاكرتنا، لكنها تبقى غزة بشرا من لحم ودم يعيشون ويموتون حولنا، ويكتبون على مدن "الشرق الجديد" كلمات منسوبة لكل المجتمع، ولكل التنوع الذي نحمله في عتمة المدن العربية.

غزة المحاصرة تحاصرنا من جديد، وتعيدنا إلى "الموت" المسكوب علينا من بغداد إلى رفح، ومن صورة استقبال الرئيس الأمريكي بالأهازيج إلى نحيب الأمهات في مدن الضفة والقطاع وبغداد وجنوب لبنان.

يريدون من "غزة" أن نخلق الفصل في عقولنا لكي يصبح الإرهاب "جنسية" نمنحها بالوكالة، لكن هويتنا هي تنوعنا وهي قدرتنا على البقاء رغم الطيف "الإعلامي" الثقيل الذي يضرنا صباح مساء، لكننا لن نقاوم بـ"اللحم الحي" فقط لأننا قادرون على التمييز فغزة جرحنا النازف في عتمة العالم العربي.